الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

البطريرك الراعي يترأس قداس عيد السيدة العذراء في كنيسة "قنوبين"

البطريرك الكردينال
البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد السيدة العذراء في كنيسة سيدة قنوبين في المقر البطريركي في الوادي المقدس عاونه المطرانان يوحنا علوان وجوزيف نفاع ولفيف من الكهنة.
بعد تلاوة الإنجيل المقدس القى البطريرك الراعي عظة بعنوان "ها منذ الآن تطوبني جميع الاجيال، لأن القدير صنع بي العظائم" وجاء نص العظة كما نشرتها الصفحة الرسمية للبطريركية كالاتي:
يسعدنا اليوم ان ننضم إلى كل الاجيال التي تنبأت مريم عنهم وقالت عندما زارت اليصابات" منذ الآن تطوبني جميع الاجيال لأن القدير صنع بي العظائم". يسعدنا ان ننضم إلى كل الاجيال الواحدة والعشرين الذين كرموا العذراء وعظموها ومجدوها ومن خلالها اظهر الله عظائمه، هذا بشكل عام اما على الصعيد الخاص فيسعدنا ان ننضم إلى الاجيال التي عاشت هنا في الوادي المقدس،لكل البطاركة الذين عاشوا في هذه الكرسي من العام 1440 بعد ان قدموا اليه من سيدة اليج وسيدة يانوح ومار يوحنا مارون في كفرحي ومن اماكن اخرى جالوا حتى استقروا في وادي القديسين ولذلك حملت اسمهم.الاباء والنساك من مكرسين ومؤمنين عاشوا هنا مع البطاركة 400 سنة بين ارض وسماء يعظمون ويمجدون الله عبر السيدة العذراء والصورتين الجميلتين اللتين تزينان الكنيسة،الحمل الذي ذبح من اجل فداء العالم وهو سيد العالم والجالس هو ملك الملوك وسيد السادة وما من قيمة لرئاسة من دونه منه كل السلطات ومنه تأخذ قيمتها. والصورة الثانية تمثل تتويج السيدة العذراء من الاب ومن الابن ومن الروح القدس سلطانة للسموات والأرض.العذراء سيدة العالم وكل الشعوب.
نحن اليوم في هذا الظرف المر الذي نعيشه ويعيشه العالم بسبب الكورونا نتوجه للرب يسوع سيد الأرض والتاريخ والى مريم سيدة كل شعوب الأرض وبالنسبة لنا خاصة سيدة لبنان ونقول وطننا مشلول اصلا بالازمة السياسية والاقتصادية والمالية والمعيشية والكورونا واليوم بالانفجار لنصبح على الحضيض،أيها الرب القدير ويا امنا العذراء اليكم نرفع اصواتنا ونسلم ذاتنا ووطننا لكم ونصلي ونقول لشعبنا لا تخافوا ولا تيأسوا رغم الضربة القوية رغم الخسائر البشرية التي لا تعوض،رغم الجرح البليغ في قلوب اهلهم وأصحابهم لكنني اقول ان ابناءكم يكملون ذبيحة هذا الحمل المذبوح يسوع المسيح الذي اصبح سيد العالم من اجل خلاص وطننا،وانا مؤمن ان خلاص وطننا سيكون من وراء هذه التضحيات وهذه الدموع التي ذرفها الاهل والجرحى والمنكوبين والمشردين الذين خسروا جنى عمرهم واقول لهم ايضا لنرفع صلواتنا إلى الله والى سلطانة السماء والأرض التي لا تتركنا وحدنا في هذه الأرض والجدرانيات الموجودة في الكنيسة علامات حضور الله معنا.
وأضاف غبطته: نصلي بنوع خاص من اجل المسؤولين عندنا الذين يجب ان يطووا الصفحة ويدركوا ان هناك زمنا جديدا بدأ مع الانفجار الذي حصل في المرفأ ويجب ان يحصل التغيير اولا في قلب كل إنسان وكلنا اصابنا الحزن عندما احسسنا ان السماسرة بدأت البحث عن كيفية شراء البيوت ليستولوا على الأرض ليس فقط البيوت التاريخية والجميلة هندسيا.اسميتهم بالغربان الذين يحومون حول الجثث بدون حياء،هؤلاء يمكن وضع حد لهم ولكن هناك غربانا من نوع آخر،الغربان السياسيين الذين يستغلون كل هذا الواقع ويهتمون بحساباتهم الشخصية ولم يشعروا ان الأمور تغيرت ولم يشعروا بان في الشوارع شعب صوته اقوى من صوت المدفع.هؤلاء السايسيين لا يمكنهم ان يستمروا لان العمل السياسي ليس تجارة بل فن شريف لخدمة الخير العام وليس فنا للربح الشخصي أو فنا للتضحية بالوطن والشعب.
نحن نحمل هذه النوايا ونتأمل عظائم الله التي اجراها في العذراء مريم والتي لا بد من ان نتذكرها.اول عظمة هي التي اعلنتها الكنيسة بعد 1854 سنة حين أعلن البابا بيوس التاسع ان مريم حبل بها دون الخطيئة الاصلية وعصمها الله من الخطيئة الموروثة لكل البشر وكان يهيؤها لتكون امه الطاهرة،هذه العظمة التي اجراها الرب فيها وجعلها ام الاله وقد أعلن ذلك مجمع افسوس منذ العام 431 وبمعنى ان يسوع ابن الله ولج في احشاء مريم واخذ منها الطبيعة البشرية وضمها إلى طبيعته الالهية.سر عظيم هذا الله الواحد الله وإنسان اخذ طبيعته من مريم والبابا المكرم بيوس الثاني عشر في العام 1950 أعلن هذه العقيدة التي نؤمن بها اليوم وهي انتقال السيدة العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء.عظائم الله في العذراء انها ام وبتول ودائمة البتولية شريكة الالم والفداء ولذلك صارت وسيطة البشر في كل استحقاقات يسوع المسيح واذا عدنا إلى التاريخ المريمي نرى كل العظائم التي اجراها الله فيها.
اريد ان احيي اخوتنا الراهبات الانطونيات واترحم على الاب يواكيم مبارك الذي اعطى واياكم الحياة لهذا الكرسي صيفا وشتاء وارتضيتم ان تعيشوا كما عاش البطاركة بصعوبة الوصول وإكمال الطريق اريد ان اشكركم وربنا يكافئكم وقد انتقلتم إلى رسالة ثانية إلى حديقة البطاركة التي تحوي تماثيل وحولتموها إلى حديقة حياة.
واريد ان اذكَر جميع الحاضرين معنا والذين يسمعوننا ويشاهدوننا ان البطاركة ناضلوا هنا وعاشوا المقاومة الحقيقية بدون سلاح عاشوا مقاومة الايمان،مقاومة الحرية المعطاة من الله والتي اجراها يسوع فينا حين قال حرركم الله لكي لا تستعبدوا لاحد.هنا عاش البطاركة وقاوموا من اجل الحرية من اجل الكرامة ومن اجل معنى الحياة والوجود وقاوموا من اجل الاستقلالية لكي يحافظوا على قيمهم منذ العام 683 حين ادوا الشهادة باعلى الجبال بيانوح ثم بايليج يتنقلون من مكان إلى آخر من أعلى الجبال إلى السواحل والسهول والوديان ليحافظوا على الثلاثة،الايمان،الحرية،والاستقلالية من اجل كرامتهم.هذا الطريق الذي سنعيشه ونصلي كي يدرك السياسيين ان ما من سياسة ولا وصول ولا حماية للبنان اذا لم يعيشوا الايمان لالله وليس بذاتهم وعاشوا الحرية دون الاستعباد لاحد وعاشوا استقلالية القرار الغير مستورد من الخارج.في قنوبين لا يمكننا النطق الا بهذا الكلام لان ال400 سنة لم تذهب هدرا ولدينا تاريخ وجذور هنا لا يوجد الا الأرض والسماء هنا تجذروا في هذه البقعة الصغيرة التي اسماها البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالة ونموذج للشرق والغرب وامامهم السماء يستمدون القيم من فوق.
وختم:على هذه النية نرفع الصلاة كي يكون بعد 4 أغسطس ليس كما قبله مثلما قال الرئيس الفرنسي. ونقول يا رب يا يسوع انت سيد العالم ملك الملوك وسيد السادة بارك كل إنسان اعطى ذاته لخدمة الخير العام ليستمد معنى السيادة والخدمة من سرك العظين انت الذي ذبحت ذاتك لفداء البشرية ويا مريم يا سلطانة السماء والأرض يا سيدة لبنان احمي هذا الوطن والكرة الأرضية،انت امها حافظي عليها واحمينا آمين.
وبعد القداس جال البطريرك على الاقسام التي تم ترميمها وتأهيلها في المقر البطريركي ترافقه الرئيسة العامة للراهبات الانطونيات الام نزهة خوري وجمهور الراهبات.