نصف عام مضى وقد سكن الصمت الفنادق السياحية المصرية بديلا عن السائحين.. مطارات افتقدت روادها من عواصم أغلقت على نفسها خوفا من بطش فيروس تاجي لم نشهد له مثيل.. ومع الوقت بدأت الثقة تعود تدريجيا ونسمات الطمأنينة تعرف طريقها لقلوب عشاق السفر والسياحة، لتعود معها أنوار الفنادق في الإضاءة، حاملة آمال وأحلام الملايين من العاملين بالقطاع، وخاصة في مصر التي تستقبل فنادقها عيد الأضحى بتطلعات لعودة داخلية قوية تكسر صمت العام الأصعب على الإطلاق.
في البداية، توقع مدحت متري عضو مجلس إدارة غرفة الفنادق بالإسكندرية، ورئيس لجنة مطروح وسيوة، ارتفاع نسب الإشغالات السياحية في إجازة عيد الأضحى لتصل إلى ٧٥٪، من نسبة تشغيل ٥٠٪، المقررة من الدولة، وذلك بفعل نشاط حركة السياحة الداخلية، مشيرا إلى أن ٩٩٪ من فنادق الإسكندرية ومطروح وسيوة حصلت على شهادة السلامة الصحية ما يشجع على تزايد الإقبال في الفترة المقبلة.
وأضاف متري أن أغلب الفنادق تعاقدت مع شركات أجنبية متخصصة لمراجعة اشتراطات الصحة العالمية، والإجراءات الاحترازية وسلامة الغذاء، وتقوم بتلك المهمة ٤ مرات في العام الواحد، لافتا إلى تزايد الطلب على مرسى مطروح بعدما تم إعلان خلوها من الإصابات واستعدادها لاستقبال السائحين المحليين والدوليين، وشجع الطلب المتزايد الفنادق على الاستمرار بنفس أسعارها دون تخفيض وذلك مقابل جودة الخدمة المقدمة وتوفير متطلبات الاشتراطات الصحية الموضوعة من وزارة الصحة.
وأوضح أن تكلفة التشغيل باتت أعلى من الأعوام الماضية، وسط تحديد طاقة العمل وتوفير معقمات ومطهرات وأدوات للحماية الشخصية للنزلاء، ما أثر على القدرات الاقتصادية للمنشآت التي لجأت لتقديم عروض بدلا من خفض الأسعار، ففي فنادق الخمس نجوم يصل سعر الغرفة لنحو ٧٧٥٠ جنيها في الليلة للغرفة المزدوجة، وتعمل بنظام البوفيه المغلق، ونصف طاقة الأيدي العاملة، موضحا ان العامل يقيم في الفندق ٦٠ يوما، ثم يعود لمنزله ٤٦ يوما، وعند العودة يقيم بسكن خاص لفترة قبل العودة لسكن الفندق الجماعي.
ولفت إلى ان مطروح والإسكندرية لم يشهدا توافدا أجنبيا، خاصة مع استمرار الحظر الإيطالي، وهي الجنسية الأعلى توافدا على المنطقة، نظرا لقرب المسافة، معربا عن أمله في صدور قرار إيجابي يوم ٢٩ يوليو الذي سيحدد فيه الاتحاد الأوروبي موقفه من استئناف الطيران لدول خارج الاتحاد.
ومن جانبه، قال الدكتور عاطف عبد اللطيف، عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء، إن نسبة إشغالات العيد ستصل إلى ٣٠٪، من قوة العمل المتاحة للفنادق والمحددة بـ٥٠٪، وقد حصل ١٤٩ فندقا على شهادة السلامة الصحية بالمحافظة، متوقعا زيادة الإشغالات في فترة العيد رغم الارتفاع النسبي في الأسعار، وكانت تصل العام الماضي قبل تفشي كورونا إلى نحو ٨٠٪ وبطاقة عمل ١٠٠٪ في الفنادق.
وأكد أن فنادق شرم الشيخ أعدت عروضا للعائلات تتراوح بين ٨ إلى ١١ ألف جنيه في ٦ ليال، بفندق ٥ نجوم، لتشجيع السياحة الداخلية، نافيا اتباع الفنادق لسياسة حرق الأسعار في ظل ارتفاع تكلفة التشغيل نظرا للضوابط الاحترازية، ما دعا المستثمرين لوضع هامش ربح قليل مقابل زيادة الإشغالات.
وتوقع عبد اللطيف، زيادة الحركة الأجنبية تدريجيا بداية من أكتوبر المقبل، فيما يخص الأسواق الرئيسية لشرم الشيخ، والتي ستعود بقوة فور استئناف الطيران من الاتحاد الأوروبي.
وفي البحر الأحمر، يقول سامح حويدق عضو جمعية المستثمرين، إن الغردقة كاملة العدد طوال أيام العيد، بفعل الحركة الداخلية، فيما تتواصل الطائرات البيلاروسية التي تتهافت عليها الفنادق، مشيرا إلى ارتفاع طفيف في سعر الغرفة طبقا لتزايد الإقبال تزامنا مع تكلفة تطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث تتراوح أسعار الغرفة بين ٨٠٠ إلى ٧ آلاف جنيه في الليلة للغرفة المزدوجة.
وتابع حويدق، بأن البحر الأحمر تأمل في عودة أسواقها الرئيسية وأهمها روسيا وألمانيا، بجانب أوكرانيا وبيلاروسيا، معربا عن تقديره لجهود الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، في جولاته لطرق الأبواب بالخارج واجتماعاته المستمرة عبر الفيديو كونفرانس مع سفراء ووزراء السياحة بالدول الأجنبية بهدف توضيح الصورة الحقيقة حول الأوضاع بمصر، ونقل التجربة المصرية في الإجراءات الاحترازية لحماية السائح والعامل، وخلق بيئة صحية تتيح إجازة آمنة للسائح.
وفي العين السخنة، أكد حازم خطاب مدير أحد الفنادق الكبيرة، أن نسبة الإشغالات في عيد الأضحى ١٠٠٪، وفقا لنصف طاقة العمل المحددة من الوزارة، وجميعها من السياحة الداخلية، ولجأت بعض الفنادق لتقليل استقبال رحلات اليوم الواحد لتوفير أماكن تلاءم حجم الحجوزات الكبير، لافتا إلى ارتفاع أسعار الفنادق نظرا لزيادة الإقبال وقرب المسافة من القاهرة، حيث يبدأ سعر الغرفة في الليلة من ١٣٠٠ جنيه، بحسب نجومية الفندق والخدمة المقدمة.
وأشار خطاب، إلى أن ١١ فندقا من إجمالي ١٨ حصلوا على شهادة السلامة الصحية باستيفاء شروط العودة للعمل، ولا تزال المدينة تستقب لجانا من وزارة السياحة لفحص فنادق جديدة تضم إلى الخدمة قريبا، والتي تأخرت في تقديم لطبات الحصول على شهادة السلامة الصحية، فيما تتخذ الوزارة إجراءات صارمة ضد أي مخالفة من شأنها المساهمة في تفشي الفيروس التاجي، وبما يحفظ سلامة العاملين والنزلاء.
نوه إلى أن مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، وإنشاء مطارها، بدأ يلقي بظلاله على الوضع السياحي للعين السخنة، التي تستقبل وفدا فرنسيا بعد عيد الأضحى لتفقد الفنادق والوضع الصحي، علاوة على إقامة العديد من المهندسين والعاملين الأجانب التابعين للعاصمة الإدارية في مدينة العين السخنة، ولفت إلى أنه جاري التعاقد مع مركز سعودي لتطوير مركزا للسياحة العلاجية في المنطقة يجذب رواده من كافة أنحاء العالم، ومن المتوقع التعقاد على المشروع رسميا في سبتمبر المقبل.
