الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى تأميم قناة السويس.. كيف استرد الزعيم كرامة المصريين.. "الشال" يوضح لماذا استخدم كلمة ديليسبس كشارة لبدء العملية.. و"فهمي": التخلص من التبعية الأجنبية أبرز إنجازات عبدالناصر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 26 يوليو 1956، أعلن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من ميدان المنشية بالإسكندرية تأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية كشركة مساهمة مصرية، وبنقل جميع ما لها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات إلى الدولة المصرية، وأن تحل محل جميع الهيئات واللجان القائمة حاليًا على إداراتها.


جاء ذلك ردا عن امتناع البنك الدولي عن تمويل بناء السد العالي، وهو ما أدى لشن حرب على مصر "العدوان الثلاثي"، إلا أن الإرادة المصرية انتصرت وتم تمصير وتأميم ومصادرة الأموال البريطانية والفرنسية في مصر، وإنشاء المؤسسة الاقتصادية عام 1957 والتي تعتبر النواة الأولى للقطاع العام المصري، وآلت إليها كل المؤسسات الأجنبية الممصرة.
جاء قرار الزعيم جمال عبدالناصر، بعدما احتكرت الشركة الأجنبية امتياز القناة والسيطرة على مواردها منذ حفرها عام 1869، ولم يكن لمصر دور يذكر في الإدارة ولم تحصل إلا على مبالغ ضئيلة من ايرادات القناة التى بلغت 34 مليون جنيه إسترليني عام 1955، رغم كل ما قدمته مصر من أراض وعمال ومرافق لخدمة مشروع الحفر وتشغيل القناة فيما بعد.

من جانبه قال عمر الشال المحلل السياسي والقانوني، إن هناك العديد من الأسئلة التي أجاب عنها الزعيم الراحل حول قناة السويس منها لماذا كانت كلمة" ديليسبس" هى مفتاح السر وحل اللغز في خطاب عبدالناصر بميدان المنشية بالإسكندرية في تأميم قناة السويس في 26 يوليو 1956؟ ولماذا اختارها عبدالناصر لتكون كلمة السر؟ ولماذا كررها كثيرا في خطابه؟ وماذا قال عبدالناصر عن ديليسبس؟ مضيفا أن تلك الأسئلة تحتاج إلى إجابات لتعذر معرفتها من الكثيرين ولكن بعضها معلوم لكثير من الناس وبعضها أجاب عليها عبدالناصر نفسه في خطابه خلال إعلانه لتأميم قناة السويس.
ولفت الشال إلى أنه من المعلوم أن كلمة ديليسبس خلال خطاب الرئيس الراحل تضمنت الإشارة المشفرة والعبقرية والتي استخدمها عبدالناصر للرجال المكلفين بقيادة محمود يونس ببدء اقتحام مقرات الهيئة في بورسعيد والإسماعيلية والسويس، وطرد المستعمرين الأجانب منها، لأن اسم ديليسبس مميز ومتفرد يسهل الانتباه إليه وتكون الكلمة طبيعية وفى سياق الخطاب للخديعة والتمويه وتذكير المجموعة بهذا الشخص الذي كان يتلاعب بإيرادات القناة بحيث قاد عملية الاحتيال على مقدرات الشعب المصري بامتلاك 44% من رأسمال القناة والتحكم فيها دون أن يكون لمصر سيطرة عليها في الوقت الذي بذل فيه المصريين الغالي والنفيس وقدموا أرواحهم خلال حفر القناة المقامة على أراض مصرية.
وأوضح أن جمال عبد الناصر ضرب مثال في القدرة على الانتقام من الميول الاستعمارية التي ضربت البلاد خلال الفترات المتلاحقة من الإنجليز، مشيرا إلى أنه خلال خطاب عبد الناصر الخاص بتأميم القناة كان من بين ما قاله في خطابه "الإنجليز لم يكونوا ليستطيعوا احتلال مصر عام ١٨٨٢ إلا بخيانة المتحكم في قناة السويس ويقصد خيانة ديليسبس لوعده للزعيم أحمد عرابي - بعد هزيمتهم في الإسكندرية وكفر الدوار من جيش عرابي والمقاومة الشعبية".
وأضاف الشال أن الأهم الذى قاله عبد الناصر في هذا الخطاب أيضا وصفه لديليسبس، حيث قال: "إنه مخادع ونصاب وعندنا عقدة منه وعقدة من عودة كرومر مرة أخرى زى ما قال الخواجة ديليسبس للخديوي – بقت مصر ملك القناة" وهو ما نفاه الرئيس الراحل وجعل القناة ملكًا لمصر. 
ومن جانبه أضاف جمال فهمي، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أن طبيعة المرحلة التي مرت بها البلاد بجانب كاريزما جمال عبد الناصر تجعل هناك صعوبة في تكرار مثلها، لافتًا إلى أن من أهم أدوار عبد الناصر هو تخلصه من التبعية الخارجية والاتجاه بمصر نحو الاستقلال الوطني والاعتماد على النفس فنجده يقوم بتأميم قناة السويس ونجده يفعل مبدأ القومية والوحدة العربية، هذا بجانب قيامه بالنهضة الصناعية التي تمثلت في بناء 1200 مصنع.