الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ثلاثية تطوير التعليم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لا شك أن الرؤية التي تتبناها وزارة التربية والتعليم في وضع المناهج الدراسية، تحتاج إلى وضوح جلي، حتى لا يختلط الحابل بالنابل ويفيض بحر التوقعات، بالغث والثمين، فإذا كان العقد هو شريعة المتعاقدين، فيجب أن توضح الوزارة خطتها في التطوير بجدول مسبق حتى لا يتفاجأ أولياء الأمور بالتغيير، فما أصعب أن يحدث تغييرا مفاجئا غير معلوم لهم والطلاب معا!
إن ثلاثية التعليم تتمحور في رؤية الوزارة، ومناهج وعلم الطالب بها، هنا تستقيم الأمور، وربما يحدث سجالا وجدالا وصخبا، لكن في النهاية تستقر القناعة لدى الأطراف جميعها، فيستعد العقل الجمعي لاستقبال كل ما هو جديد، استقبالا مريحا واضحا، ويصب في مصلحة فالإقناع يجعل الطالب يسير على هدى وخط مستقيم يعرف لما له وما عليه من واجبات من جهة، كما يلزم الوزارة بخطة إستراتيجية للوصول إلى مبتغاها من جهة أخرى، فتكون بمثابة عقد شراكة مجتمعية بين المرسل والمستقبل، هنا نصل إلى المبادئ الحقيقية للتطور.
فالشفافية في عرض ما يطرح من خلال خطة زمنية تطبيق فيها المعايير تربوية وتوافق الرؤى العالمية وتراعي أرض الواقع تؤتي ثمارها، فقد علمتنا عملية المجازفة والتجريب، في الأجيال كثيرا ما نتوخى الحذر عند كل تجربة، فعلينا أن نستغل الفرص ونراقب التحديات ونوضح التهديدات حتى كل هذه العناصر بين يدي ولي الأمر ويكون شريكا فاعلا في المنظومة المجتمعية بما "يسمى بالمشاركة المجتمعية"؛ فلا يمكن أن يكون شريكا دون علم بالخطط، وزمان تنفيذها، وقدرات الطالب على تنفيذ ومن ثم يكون المنتج التعليمي مثمرا واضحا، كما يجب أن تكون المناهج الدراسية ملتحمة في بوتقة واحدة تؤكد على المعلومات وتساهم في إبداع الطالب ولا تصنعه منه تسجيلا حافظا فقط، فإعمال العقل والتفكير أو بما يسمى التفكير الناقد يجعل منه مفكرا مبدعا واعيا لكل مجالات الحياة، هذا هو الهدف الحقيقي من التعليم.
أننا في زمن سريع متغير يحمل في طياته ثورة معلوماتية فياضة، فإذا وضعنا الطالب على المحك الحقيقي من العالم الذي تجمع في خريطة صغيرة، قد استطعنا أن نصل إلى منج تعليمي جيد يضاهي تطور التعليم في العالم.
ثمة فرق بين التعليم والتعلُم، فالأول يقتصر على تصدير المعلومات، وإدخالها بطريقة ميسرة إلى ذهن الطالب بطريقة شيقة مبسطة وتجعله مؤهلا لها، أما التعلٌم هو تنفيذ وتطبيق المعلومة بطريقة عملية، بما يسمح له استغلال الحواس الخمس حتى تستقر المعلومة فيعمل على تطويرها.
لذا تتمحور الرؤية والوضوح في التعليم على مبدأ المكاشفة والشفافية قبل الشروع في التغيير والتطوير، حتى يثمر الزرع وتؤتي الأشجار ثمارها.