السبت 29 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

قصة اكتشاف بقايا بشرية تصحح عمر الإنسان على سطح الأرض

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم 7 يونيو 2017 اكتشفت بقايا بشرية في جبل إيغود في المغرب، تصحح عمر الإنسان العاقل على سطح الأرض من 195 ألف سنة إلى 300 ألف سنة وهو ما يمنح التاريخ الإنساني 100 ألف سنة إضافية.

وتم اكتشاف بقايا خمسة من البشر من نوع "هومو سابينس Homo Sapiens" عاشوا في شمال أفريقيا قبل 300 ألف سنة على الأقل من الآن، والكشف الأخير من الأهمية بمكان في إعادة كتابة التاريخ الإنساني، في ضوء ما كشف عنه من حقائق وأدلة جديدة.

ووفق العلماء المشاركين في الاكتشاف، فإنه يطرح مفهومًا جديدًا يقول ببداية تطور الإنسان المعاصر في كل أنحاء القارة الأفريقية، مؤكدين أن الفكرة التى تقول ببداية تطوره في شرق أفريقيا أو كما يطلق عليها "مهد واحد للبشرية" قبل 200 ألف سنة، لم تعد مقبولة بعد الآن.

وتشير النتائج الواردة في بحث نشر في مجلة نيتشر العلمية، إلى أن الحفريات المكتشفة تمثل أقدم حفريات للإنسان العاقل عرفت حتى الآن، ويقول جان جاك هوبلين من معهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية في ليبزيغ بألمانيا، والذي قاد أحد الفريقين في تعليقه على الاكتشاف: "إن هذه المادة تمثل جذور جنسنا، وهي أقدم أنواع الإنسان العاقل التي وُجدت في أفريقيا أو في أي مكان آخر".

ويعد جبل إيغود أقدم المواقع وأغناها بكائنات أشباه البشر الأفريقيين، الذين يعودون إلى العصر الحجري الأوسط، الذي يوثق المراحل الأولى من فصيلة الإنسان العاقل، التي تأسست فيها الخصائص الرئيسة للمورفولوجيا (علم دراسة هيئة الإنسان وتكوينها) البشرية الحديثة.

ويقول عبد الواحد بن نصر من المعهد الوطني للآثار والتراث بالمغرب، وأحد الباحثين بفريق هابلن: "لقد أهملت شمال أفريقيا منذ فترة طويلة في المناقشات المحيطة بأصل جنسنا، وحتى تاريخ خروج الكشف الأخير للعلن، كانت أقدم الحفريات المعروفة عن الجنس البشري من إثيوبيا (من موقع يعرف باسم أومو كيبيش) في شرق أفريقيا، ويرجع تاريخها لنحو 195 ألف سنة.

ويعتقد أن مهد البشرية كان قبل قرابة 200 ألف سنة في شرق أفريقيا، لكن البيانات الجديدة تكشف عن أن الإنسان العاقل عاش في القارة الأفريقية بأكملها قبل نحو 300 ألف سنة"، وفق ما قاله هابلين.

وكان الهومو ساپيانس (الإنسان العاقل) يعتقد أنه سيطر على الأرض خلال الخمسة والعشرين ألف سنة الماضية فقط، بعد أن تخلص من منافسيه من الأنواع الأخرى من الفصيلة البشرية، وهو ما يعرف علميا بـ"فرضية النوع الواحد".

وتأخر رفض نظرية "النوع الواحد" حتى أواخر سبعينيات القرن العشرين، عندما عثر على الدليل المؤكد الذي قدمته الأحافير من أن أنواع البشر كانت تتعايش بعضها مع بعض قبل نحو مليوني سنة فيما يعرف الآن بشمال كينيا، فقبل تطور نوعنا المعروف بالإنسان العاقل كانت هناك العديد من الأنواع البشرية البدائية، التي بدت مختلفة ولها نقاط القوة والضعف الخاصة بها.

وكان الرأي السائد أن الإنسان العاقل تطور فجأة من البشر الأكثر بدائية في شرق أفريقيا منذ نحو 200 ألف سنة، ومنها انتشر في جميع أنحاء أفريقيا، وفي نهاية المطاف إلى بقية كوكب الأرض. ويبدو أن اكتشافات البروفيسور هوبلين تلغي وجهة النظر هذه.

وخلال ستينيات القرن الماضي، عثر على حفريات بشرية في موقع في جبل إيغود بالمغرب، إلى جانب عظام حيوانات ومجموعة من الأدوات الحجرية المشابهة للثقافات الأوروبية الموستيرية التي ارتبطت بمواقع إنسان نياندرتال Neanderthal.

وقدر العلماء آنذاك أن الحفريات تعود إلى نحو 40 ألف سنة مضت، وعدت ممثلة للشكل الأفريقي من إنسان نياندرتال، وهو ابن عم للهومو سابينس، ولكن تحليلات لاحقة ألقت ظلالًا من الشك على هذه الانتماءات.

وأدى مشروع التنقيب الجديد، الذي بدأ في عام 2004، إلى اكتشاف أحافير جديدة تتعلق بالإنسان العاقل في الموقع، مما زاد عددهم من 6 إلى 22 حفرية. وأسفرت الفحوصات التي أُجريت على الحفريات الجديدة عن العثور على أدوات حجرية إضافية وعلى العديد من الحفريات البشرية، بما في ذلك جمجمة مكتملة جزئيا وفك سفلي.

ويظهر شانون ماكفيرون وزملاؤه أن الأدوات الحجرية المكتشفة هي في الواقع نماذج من الثقافات الأفريقية في العصر الحجري الأوسط، ونجح بحثه أيضًا في تأريخ عمر العظام التي جرى العثور عليها، باستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا الفائقة لتشير إلى أنه يترواح بين 300 و350 ألف سنة. وانتهى بحثه إلى أن شكل الجمجمة يكاد يكون متطابقًا مع البشر الحاليين.