السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اقتصاد

الاقتصاد الدولى ما بعد كورونا.. عام شاق ينتظر العالم ومصر الأكثر تعافيًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توقع خبراء الاقتصاد أن يواجه الاقتصاد العالمى عامًا شاقًا ما بعد انتهاء جائحة كورونا، نظرًا لما سببته من ركود عالمى وتوقف حركة التجارة وتوقف التصنيع بالإضافة إلى ضرب العنصر البشرى، مرجحين أن يكون الاقتصاد المصرى أقل تأثرًا نظرًا لتنفيذ برنامج اقتصادى قوى وثبات سياسات البنك المركزى.
وقال الدكتور أحمد شوقى، الخبير الاقتصادى، إن أزمة فيروس كورونا التى يمر بها العالم ذات تداعيات أعنف مقارنة بالأزمات المالية السابقة وذلك لأن خسائرها لم تنحصر في رءوس الأموال كسابق الأمر بل امتدت خسائرها لتصيب رأس المال البشرى ورأس المال المادى (المالي) على عكس الأزمات السابقة التى تركزت على أسباب اقتصادية بحتة.
وأوضح شوقى، أن العالم في القرنين العشرين والواحد وعشرين مر بمجموعة من الأزمات التى أثرت على النمو الاقتصادى العالمى منذ أزمة الكساد الكبير عام 1929 والتى بدأت بانهيار الأسهم الأمريكية تلتها الأزمة المالية الآسيوية عام 1997 والتى أصابت معظم قارة آسيا وتسببت في مخاوف من تحولها إلى أزمة عالمية وكانت تجارة العقارات أحد أهم أسبابها البارزة، ثم تلاها الأزمة المالية العالمية في 2008 والتى تعد الأسوأ من نوعها أزمة الكساد الكبير 1929 والتى أطلق عليها أزمة الرهن العقارى والتى ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت لتشمل دول العالم في أوروبا وآسيا والخليج والدول النامية ذات العلاقة المباشرة بالاقتصاد الأمريكي.
وحول أداء الاقتصاد المصرى ما بعد كورونا قال شوقى: الاقتصاد المصرى لن يكون في عزلة عن الاقتصاد العالمى ووفقًا لتوقعات المنظمات والهيئات الدولية كالبنك الدولى وصندوق النقد الدولى ومؤسسة فيتش للتصنيف الائتمانى فسينخفض معدل النمو الاقتصادى ليصل إلى 2% إلى 3% بعد أن تجاوزت توقعاتها لتحقيق معدل نمو للاقتصاد المصرى قبل أزمة كورونا تجاوز نحو 5.5% وأصبح أمام الاقتصاد المصرى فرصة ذهبية يمكن اقتناصها من أزمة كورونا تتمثل في:
التوجه نحو الاعتماد على التصنيع وخفض حجم الواردات نتيجة إغلاق الحدود وتوجه العديد من الدول للاكتفاء الذاتى وتقديم العديد من المحفزات للقطاع الصناعى والزراعى وقد اتضح ذلك خلال الأربعة أشهر الأولى من العام الحالى حيث انخفضت حجم الواردات السلعية غير البترولية بنسبة 24% مقارنة بنفس الفترة للعام الماضى حيث بلغت 18.8 مليار دولار أمريكى مقارنة 24.6 مليار دولار أمريكى، بالإضافة لتراجع حجم الصادرات بنسبة 2% عن نفس الفترة لتوجيه جزء كبير منها لتوفير احتياجات السوق المحلىة كبديل للمنتجات المستوردة.
وأيضًا جذب المزيد من الاستثمارات في السندات وأذون الخزانة وذلك لكونها تعد من الأصول ذات الملاذ الآمن للمستثمرين حيث استقر التصنيف الائتمانى لمصر عند B+ مع نظرة مستقبلية مستقرة والذى اتضح من خلال الإصدار الأخير بقيمة 5 مليارات دولار أمريكى والذى يعد الأكبر في تاريخ الإصدارات المصرية.
كما تتمثل في زيادة الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية والاتصالات والتى ظهرت أهميتها خلال الأزمة الحالية للحد من توقف الأنشطة التعلمية بكافة مراحلها والمؤتمرات والندوات التثقيفية إلا أنها ستؤثر في حجم إيرادات والفنادق، إضافة إلى توسع حجم الاستثمارات في نظم الدفع الإلكترونى غير النقدية والتى ستسهم بشكل رئيسى في خفض معدلات الفساد والبيروقراطية والتى تعد من أهم التحديات التى تواجه الاقتصاد المصري.
يرى الدكتور رمزى الجرم، الخبير الاقتصادى، أن الأزمة المالية الحالية؛ سوف يكون لها أكبر الأثر في إعادة تشكيل الخريطة الاقتصادية والسياسية للمجتمع الدولى بشكل مغاير تماما لما حدث بعد أزمة الائتمان في 2008؛ حيث من المتوقع، فيما بعد كورونا، أن تتربع كل من الصين وروسيا على عرش الاقتصادات التى سوف تحقق طفرة غير مسبوقة في معدلات النمو، على حساب الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، إذ من المتوقع أن تستغل الدولتان، الطاقة الإنتاجية غير المستغلة، نتيجة الركود الذى طال كل الاقتصادات العالمية، بفعل الجائحة الصحية الحالية، في إحداث قفزة إنتاجية في كافة القطاعات الاقتصادية.
وتوقع الجرم، حدوث انطلاقة غير مسبوقة في بعض القطاعات الحيوية في الاقتصاد القومى المصري، من أهمها: قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والذى يعد أحد أهم القطاعات الواعدة في الاقتصاد، والتى تمتلك فرصة كبيرة في مشروعات المالية العامة، بالتعاون مع البنك المركزى المصري، فيما يتعلق بتبنى تنفيذ إستراتيجية الشمول المالى والربط الإلكترونى وتسوية المدفوعات الحكومية، فضلًا عن تنامى القطاع الزراعى والتصنيع الزراعي، نظرًا لوجود مساحة ضخمة من الأراضى الزراعية الصالحة للزراعة.
فيما يرى الدكتور على الإدريسى أستاذ الاقتصاد، أن الاقتصاد العالمى يحتاج لسنوات لتعويض خسائر كورونا وذلك بسبب الكساد الكبير الذى سببه الفيروس.
ولفت الإدريسى إلى أن أفضل أوجه الاستثمار تتمثل في الأوجه الاستثمارية للبنوك كشهادات الاستثمار ويليها القطاع العقارى وكما يظل الذهب أفضل مخزن للقيمة.
وأوضح أحمد معطى، الخبير الاقتصادى، أنه كلما طالت مدة التوصل لعلاج لكورونا كلما أيضًا زادت مدة التعافى للاقتصاد، لافتًا إلى أنه كان من المتوقع من قبل أن يتعافى الاقتصاد على شكل حرف v بمعنى أن يتعافى الاقتصاد سريعا لتعود معدلات النمو كما كانت في خلال مدة قصيرة، ولكن مع طول مدة تفشى كورونا أصبح الحديث الآن أن التعافى الاقتصادى سيكون على شكل حرف u بمعنى أن التعافى الاقتصادى ليرجع كما قبل سيأخذ مدة طويل لا تقل عن نحو سنة. 
ولفت معطى إلى أن البيانات الاقتصادية هى الأسوأ للولايات المتحدة، فبيانات طلبات إعانات البطالة وصلت إلى نحو 41 مليون طلب في الولايات المتحدة في ظل انكماش للناتج المحلى الإجمالى يصل إلى -5% وانخفاض في الإنفاق الشخصى وصل إلى -13.6%.
ورجح معطى أن مصر ستتعافى سريعا على شكل حرف v بعد أزمة كورونا، وذلك لعدة أسباب أهمها أن مصر أثبتت تماسكها وثباتها اقتصاديا في ظل الأزمة ولم تواجه أزمة في الأمن الغذائى أو أى مشكلات أمنية، بالإضافة إلى ثباث السياسة النقدية للبنك المركزى ودعم الرئيس عبدالفتاح السيسي للقطاعات المتضررة بـ100 مليار جنيه مع نجاح لبرنامج الإصلاح الاقتصادي، وأيضًا مع رؤية أغلب الوكالات العالمية المعتمدة أن مصر ستكون من الدول القليلة التى ستحقق معدلات نمو موجبة في 2020 بل ستكون هى أكبر دولة تحقق معدل نمو في الشرق الأوسط وذلك كما جاء في بيانات استاندرد آند بورز والبنك الدولى، كما أشارت كابيتال إيكونوميكس إلى أن اقتصاد مصر سينكمش 1.3% في 2020 على أن ينمو بـ7.8% في 2021.
وأكد معطى، أن ما بعد أزمة كورونا ستكون الفرص الاستثمارية في مصر مفتوحة على أوسع نطاق وفى جميع المجالات وخاصة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا والذى أثبت بالفعل أهميته القصوى خلال أزمة كورونا أيضًا قطاع الصحة والأدوية سيكون من القطاعات الواعدة في الاستثمار، ذلك بالإضافة إلى قطاع الزراعة والأمن الغذائي.