الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

موقف عظيم لمصرنا.. فأين المليارديرات؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كورونا هذا فيروس عجيب جعلنا نشهد فيلما هوليوديا حقيقيا لعمليات سرقة ونهب واتهامات بين دول كبرى، فها هى إسبانيا علانية تتهم تركيا بقيادة الإرهابى أردوغان بالاستيلاء على شحنة أجهزة تنفس صناعى وقبلها وقف كل من رئيسى الوزراء بإيطاليا واليونان يلعنان علنا دول الاتحاد الأوروبى التى لم تقدم المساعدة لدولتيهما، وهو الأمر الذى تسبب في غضبة عارمة لشعبى البلدين تمت ترجمتها برفع البعض علمى الصين وروسيا امتنانا لهما لما قدماه من مساعدات مع تمزيق علم الاتحاد الأوروبى. وللأسف ظهرت أمريكا ودول الاتحاد الأوروبى خلال هذه الأزمة كالإخوة الأعداء كل يلهث وراء مصلحته، لدرجة أن الولايات الأمريكية حدث بها نفس السيناريو فكل ولاية تبحث عن مصلحتها أولا.
وظهرت مصر أم الدنيا على العكس تماما دولة حضارية تعرف الأصول والواجب، فرغم ما تعانيه من ظروف اقتصادية صعبة وحرب ضارية مع فيروس كورونا فهى لم تبخل بمد يد المساعدة لمن يريد من الدول والشعوب، ففى أوج مكافحة الفيروس بالصين ذهبت وزير الصحة هالة زايد على رأس شحنة معونات صحية للصين، وتكرر الأمر مع إيطاليا وهو الأمر الذى كان محل تقدير العالم كله فهذه هى مصر وعلى مدى تاريخها وذكره الله سبحانه في القرآن الكريم مع قصة سيدنا يوسف.
فمصر هى الصديق عند الضيق يجوع شعبها ولا يبخل ويقدم ما يفيض عن حاجته لأجل توفير الطعام لشعب آخر، ولا ننسى تلبية مصر لاستغاثة حكومة بلجيكا وتقديم مساعدة مالية سخية لها لمواجهة مرض فتاك ضرب هذا البلد الأوروبى عام ١٩١٨ علما أن مصر حينها لم تكن غنية وكانت تحت الاحتلال الإنجليزي ولكنها الشهامة المصرية التى تتجلى كثيرا وقت الأزمات ومن بينها تقديم مساعدات لتركيا بعد تعرضها لزلزال في أواخر عهد مبارك، ونفس الأمر بالنسبة لزلزال نيبال علاوة على مساعدة البلدان الأفريقية ومؤخرا مد شبكة الكهرباء المصرية للسودان.
ولكن ما هذا الصراخ والعويل الذى نشهده من بعض رجال الأعمال عندنا من فئة المليارديرات؟ لماذا ينظر هولاء لنصف الكوب الفارغ ولا ينظرون للنصف المملوء وهو أن حرب مصر ضد كورونا تسير بنجاح يتطلب مواصلة الالتزام الشعبى بالضوابط؟
ففى الوقت الذى ينظر فيه العالم بدهشة وإعجاب للجهود الناجحة للحكومة المصرية للسيطرة على فيروس كورونا ومنع انتشاره، ومن ثم القضاء عليه خرجت أصوات تسبح عكس التيار، تصرخ وتولول خوفا على أموالها أكثر من خوفها على أرواح الناس عبر دعوتها لعودة الحياة الطبيعية مرة أخرى تفاديا كما تتحجج لتعرض البلاد ورجال الأعمال والاقتصاد لخسائر.
ولن نكون ملكيين أكثر من الملك فرجال الأعمال من حقهم أن يجافيهم النوم خوفا على ثرواتهم بعدما نقصت أرباحهم وأقول هنا- أرباحهم- فخسائر كورونا بالنسبة لهم لم تكسر العظم بعد والخسائر التى وقعت «مقدور عليها»، ولم تأكل الأخضر واليابس، وعندما تدور عجلة الحياة من جديد يمكن تعويض ما فات والتطلع بتفاؤل لما هو آت، علما أن الدولة وسط هذه الأزمة لم تنس رجال الأعمال وقامت وتقوم باتخاذ إجراءات متتالية ويومية وفقا لمجريات الأحداث للتخفيف عنهم، ومن بينها تخفيض وإلغاء بالضرائب والسماح لعمل المصانع الحيوية وفق ضوابط مع توفير ألف سيارة إسعاف متنقلة مجهزة بطواقم طبية لمن يريد من المنشآت الصناعية للمتابعة الصحية لعمالها وحمايتهم من كورونا.
ولن أرد على مليارديراتنا، لعلهم يعودون إلى صوابهم ولا يفكرون سوى في مصرهم بعيدًا عن أى شىء.