الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

يعقوب الخير وسوبر الندامة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بصورة عجيبة كانت الأيام الماضية الأخيرة مثيرة بشكل غريب ليس بسبب ذى الوجهين أردوغان إرهابى تركيا، الذى يعمل ومعه فتواته ومرتزقته من الإرهابيين العملاء المأجورين على استعراض عضلاتهم على العرب لنهب ثرواتهم وتدمير بلدانهم وجيوشهم، أو بسبب الثلوج التى شهدتها بعض مناطق مصر مع الأمطار الغزيرة، وغرق شوارعنا في المناطق الراقية والشعبية في شبر ميه، ولكن الإثارة فرضت علينا فرضا من حدثين تم تنظيمهما في آن واحد بنفس اليوم بالحبيبة العزيزة على قلوب كل المصريين دولة الإمارات.
وكان الحدث الأول كروى وجعل العيون تدمع ألما، فيما كان الثانى إنسانيا جعل العيون تدمع فرحا وشهدنا من خلالهما فرق السماء والأرض بين.
وبادئ ذى بدء أقول أولًا شكرا الإمارات التى كرمت منذ عدة أيام، وفى سخاء ليس بغريب على قياداتها وشعبها الكريم جراح القلوب المصرى العالمى الشهير السير مجدى يعقوب، الذى تقلد وشاح محمد بن راشد آل مكتوم الإنسانى لجهوده في العمل الخيرى والإنسانى وإنجازاته الطبية والعلمية، وذلك في احتفالية «صناع الأمل» الإماراتية العالمية، مع دعم مستشفى القلب الجديد بالقاهرة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبى في قمة السعادة عند إعلانه بفرح بالحفل الذى رعاه باحتفالية «صناع الأمل» أن إجمالى مساهمات رواد الأمل من رجال الأعمال الإماراتيين لمستشفى مجدى يعقوب الجديد للقلب في مصر بلغ ١٦٠ مليون جنيه بجانب ١٦٠ مليونًا أخرى من نجله الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولى العهد المبلغ لتصل حصيلة جملة المساهمات الإماراتية بالحفل الكبير إلى ٣٦٠ مليون جنيه، مؤكدا في رسالة لكل أهل الخير أن «صناعة الأمل» هى الصناعة التى لا يخسر فيها أحد، مشيرا أن الإمارات ستستمر في احتضان صناعة الخير والأمل والإيجابية في عالمنا العربى، وستبقى حاضنة لكل العرب وسيبقى حب الخير في عالمنا العربى مستمر ومتسارع.
وكانت هناك لفتة طيبة من فنانا الكبير محمد حلمى الذى تبرع بمليون جنيه للمستشفى، وبالطبع جميعنا يتمنى أن يحذو فنانونا حذوه علما أن المستشفى الجديد سيكون من كبرى المؤسسات الطبية المتخصصة في أمراض وجراحات القلب بالعالم العربى، ويقدم خدماته مجانا وسيجرى ١٢ ألف عملية جراحية سنويًا، وستوفر عياداته الخارجية الرعاية والمتابعة الطبية لأكثر من ٨٠ ألف مريض سنويا مع توفير التدريب لأكثر من ١٠٠٠ طبيب وجراح مختص بأمراض القلب ليشكل محطة لتخريج الكوادر المتخصصة والمؤهلة في مختلف تخصصات الأمراض القلبية ونقل الخبرات إلى مختلف المؤسسات الصحية بالعالم العربى، وذلك من خلال مركز التعليم والتدريب التابع لمؤسسة مجدى يعقوب لأمراض وأبحاث القلب.
وعموما الحديث يطول ولن تكفيه كتب وصفحات ومجلدات عن العلاقات الطيبة التى تربط الإمارات ومصر، وحرص قيادات وشعب الإمارات على أن يكون بلدهم هو الصديق عند الضيق، فيد الخير الإماراتية ممدودة دوما لخير شعب أم الدنيا، والمبادرات الإنسانية عديدة من قبل زايد الخير وأبنائه الكرام، خير خلف لخير سلف، والشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمى حاكم الشارقة، الذى نسجل له أعمالا إنسانية خيرية وعلمية وتراثية كثيرة في مصر، من بينها دعم جامعة القاهرة ونقابة الصحفيين ومساعدة الأسر الفقيرة وأطفال الشوارع، ولهذا فمن القلب نقول: شكرًا الإمارات.. وشكرا دكتور مجدى يعقوب.
من جهة ثانية نثمن للإمارات عدم بث الأحداث المؤسفة بختام لقاء السوبر المصرى بين الأهلى والزمالك، الذى استضافه بلد زايد الخير حبا في مصر، وعلى أمل أن تستمتع الجماهير المصرية والإماراتية والعربية بمتعة اللقاء وجمال المشاهدة، ولكن ما حدث كان قمة في سوء السلوك من بعض اللاعبين وأحد الإداريين والذين خرجوا عن الروح الرياضية تماما، وقدموا للجماهير المصرية والإماراتية والعربية التى ملأت استاد محمد بن زايد آل نهيان بأبوظبى، فاصلا من السباب والشتائم والإشارات الخارجة، وأصارحكم القول إننى والكثير لا يمكن أن نقدر حجم الأسى الذى شعرنا به بعدما أبدى أهل الإمارات شعورهم بالحزن على ما شاهدوه، وهنا أجد أنه من الواجب علىّ كإعلامى أن أشكر تليفزيون أبو ظبى ومعه محمد البادع رئيس قسم الرياضة بجريدة الاتحاد الإماراتية، الذى وجه زملاؤه من الصحفيين الذين تولوا تغطية المباراة بعدم نشر سلبيات ما حدث من سوء سلوك عقب صافرة نهاية المباراة، حفاظا على سمعة مصر التى حرص عليها الغريب ولم يحرص عليها للأسف القريب.