الجمعة 04 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر يحتفي بذكرى وفاة شفيعه

دير الأنبا أنطونيوس
دير الأنبا أنطونيوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أحتفل دير القديس العظيم الأنبا أنطونيوس بالبرية الشرقية بالبحر الأحمر بعيد وفاة شفيعه، حيث صلي الأنبا يسطس أسقف ورئيس الدير عشية العيد أمس.

شارك في الاحتفال كل من الأنبا بطرس الأسقف العام، الأنبا دانيال أسقف ورئيس دير الأنبا بولا والأنبا ثيؤدوسيوس أسقف إيبارشية وسط الجيزة والواسطى وتوابعها وبمشاركة مجمع الدير ووفد من مجمع دير الأنبا بولا، فضلًا عن حضور جمع غفير من الشعب القبطي من محبي القديس.

ويحتل الأنبا أنطونيوس مكانة مهمة ومتميزة في التراث القبطي فهو المؤسس الأول والحقيقي للرهبنة القبطية والتي امتد تأثيرها إلى العالم كله.

وولد الأنبا أنطونيوس "أنطونيوس كلمة يونانية معناها عوض"، في بلدة قمن العروس بمحافظة بني سويف عام 251م؛ من أبوين مسيحيين تقيين؛ وكان والده رجلا غنيا يمتلك أكثر من 300 فدان من أجود الأراضي الزراعية في مصر.

وعندما توفي والده نظر أنطونيوس إلى جثمانه وناجاه قائلا: "يا أبي أنت خرجت من العالم بدون إرادتك وأنا أريد أن أخرج منه بإرادتي"، غير أن اللحظة الحاسمة في حياة الأنبا أنطونيوس جاءت عندما دخل الكنيسة وسمع الآية التي تقول: "إن أردت أن تكون كاملا؛ اذهب بع كل مالك وأعط الفقراء وتعال اتبعني فيكون لك كنزا في السماء"، فاعتبر أنطونيوس هذه الآية موجهة إليه شخصيا فباع الـ300 فدان التي ورثها عن أبيه؛ واستودع أخته أحد أديرة العذاري وترهب في البداية في المنطقة المعروفة حاليا بدير الميمون؛ غير أنه فكر في التوغل في الصحراء بسبب موقف معين إذ شاهد ذات يوم إحدى السيدات وهي تستحم في النهر أمامه فانتهرها قائلا "كيف تستحمين أمام راهب مثلي "فأجابته المرأة قائلة "الراهب الحقيقي يعيش في الصحراء الداخلية وليس على حدود النهر"، فشعر أن هذا هو أمر الله له وقد جاءه عن طريق هذه المرأة فتوغل في الصحراء حتى وصل إلى المنطقة الموجودة به ديره الحالي بالبحر الأحمر.

وعندما ذاع خبره توجه إليه مجموعة من الشباب طالبين الرهبنة والتلمذة تحت يديه؛ كما أسس العديد من العديد التجمعات الرهبانية الأخرى التي ظهرت في وادي النطرون ومنطقة جبل نتيريا والفيوم وغيرها، وحرص على زيارتها باستمرار.

كما زار مدينة الإسكندرية ليشدد المؤمنين في حربهم ضد الأريوسية؛ وتقابل مع القديس ديديموس الضرير مدير مدرسة الإسكندرية في ذلك الوقت "والذي يعتبر أول من فكر في الكتابة على النقش البارز لكي يستطيع مكفوفي البصر أن يقرأوا عن طريق لمس الخشب، وهو الاختراع الذي تحقق على يد لويس برايل بعد ذلك بـ15 قرنا".

ثم توفي أخيرا في ديره بالبحر الأحمر في يوم 22 طوبة عام 356م، وله من العمر نحو 105 سن، ودفن جثمانه بمنطقة الدير، غير أنه غير معروف مكانه حاليا وذلك بناء على وصيته أن يظل قبره مهجورا لا يعرفه أحد.