الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عميد دائرة الاتصالات يتحدث عن رسالة البابا فرنسيس في اليوم العالمي للتواصل الاجتماعي

 البابا فرنسيس
البابا فرنسيس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحدث عميد الدائرة الفاتيكانية للاتصالات باولو روفيني، في مقال له عقب صدور رسالة البابا فرنسيس لمناسبة اليوم العالمي الرابع والخمسين لوسائل التواصل الاجتماعية، من جملتين وردتا في الرسالة المذكورة، الأولى عقب البداية مباشرةً والثانية قرب نهاية الرسالة الأولى.
"ففي بلبلة الأصوات والرسائل التي تحيط بنا نحن بحاجة لرواية بشريّة تحدّثنا عن أنفسنا وعن الجمال الذي يسكن في داخلنا"، ثم "حتى عندما نخبر عن الشر يمكننا أن نتعلّم كيف نترك فسحة للفداء، ويمكننا أن نرى، حتى وسط الشر، ديناميكية الخير وأن نفسح له المجال".
ويرى عميد الدائرة أن قداسة البابا يحملنا بهاتين العبارتين إلى جوهر موضوع نحوم حوله منذ فترة طويلة، وتابع أننا وكما في دوامة قد تجعلنا نفقد البوصلة والوجهة أمام تناقض يتمثل في أن زمن الاتصالات قد يكون أيضا زمن عدم التواصل. وتحدث روفيني عن انتصار البيانات على المعرفة اللازمة لقراءة وسرد فحوى كل قصة، ومعها معنى التاريخ. 
وواصل عميد الدائرة الفاتيكانية متوقفا عند السرد والذي يتطلب دائما البحث ومفتاح قراءة للأمور، وقال إن السرد وحده هو القادر على كشف ما لا يتضح للعين على الفور، أي ما هو مختبئ والذي يتطلب زمن المعرفة كي يتم كشفه.
أشار روفيني بعد ذلك إلى أن الأب الأقدس يوجه الحديث بهذه الرسالة إلى مَن يعملون بالاتصالات مثل الصحفيين، إلا أن البابا يتحدث إلى الجميع لأننا جميعا نمارس الاتصال وكلنا مسئولون عن العالم الذي ينسجه سردنا. ويسأل البابا فرنسيس الجميع، حسب ما واصل عميد الدائرة، ما هي القصة التي نرويها، وكم عشنا بالفعل هذه القصة وتأملنا فيها وفهمناها قبل سردها، هل هي قصة حقيقية، ديناميكية، أم زائفة وجامدة. هل هي قصة نجد فيها الإنسان والسر المرتبط به أم قصة تلغي إنسانيتنا، هل هي قصة تُروى بشكل جيد أم سيئ، منفتحة على الرجاء أم منغلقة، هل هي قصة ترحب بالشر أم تبحث دائما وفي كل الأوضاع عن شعلة الخير. وتابع السيد روفيني إن القصص كلها تُفهم فقط في نهايتها، وتساءل: ما هي نهاية قصصنا وأي فسحة تُركت لسر الله وللفداء.
ثم عاد عميد دائرة الاتصالات مجددا إلى كلمات البابا فرنسيس، وتحديدا إلى ما كتب الأب الأقدس في الرسالة العامة "كن مسبَّحا": "قد يتعرّض حكماء الماضي العِظام إلى رؤية حِكمتِهم تختنق وسط ضجيجِ المعلومات المُشَتِّتْ إن الحكمة الحقيقيّة، ثمرة التّفكير والحوار واللّقاء السخيّ بين الأشخاص، لا يمكن إدراكها بمجرّد تجميع المعلومات التي تؤدي، في نهاية المطاف، إلى الإشباع والتغشية، وتصيب بنوع من التلوّث الذهنيّ". وقال السيد روفيني إننا لا ندرك دائما أهمية دور الاتصالات، التي يمكنها أن تكون أداة فهم أو سوء فهم، يمكنها أن تبني أو تهدم.
وتابع أنه من هذه التساؤلات، ومن تحمُّل المسئولية الذي يشمل الجميع، يمكننا أن نستعيد السير واعين كمؤمنين لحدثٍ غيَّر التاريخ مضيئا إياه بسر الله الذي صار بشرا من أجل الفداء. وتابع أنه وأمام هذا السر ولحماية القصة التي كُشفت لهم وحماية الله الطفل المتجسد تم إخبار المجوس أن عليهم تغيير الطريق. وعلينا نحن أيضا.
و تابع عميد دائرة الاتصالات، وكي نعثر مجدد على المكان الذي يحفظ معنى القصة والسرد، علينا أن نختار طريقا مختلفة عن تلك التي حملتنا إلى حيثما نحن. للانطلاق مجددا هناك حاجة إلى طريق آخر، إلى قصة أخرى وأسلوب آخر للرؤية والسرد، للتذكر ولبناء المستقبل بالرواية والسرد.