رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحرير سرت.. ضربة تُجهض مخططات أردوغان والسراج.. سيطرة الجيش الليبي على المدينة يمنع تسلل الميليشيات وتهريب نفط البريقة ورأس لانوف والسدرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الشهر التاسع على التوالى من المعركة التى يخوضها الجيش الوطنى الليبى بقيادة خليفة حفتر، لتطهير البلاد من الجماعات الإرهابية المسلحة والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق الليبية التابعة لفايز السراج، أعلن الجيش الليبي، تحرير مدينة سرت بالكامل، والتى قد يُشكل نقطة تحوّل فى الصراع الحالى مع ميليشيات حكومة فايز السراج. وبعد سيطرته على سرت، أرسل الجيش الليبى تعزيزات إلى محاور القتال فى طرابلس، محققًا مزيدًا من التقدم الميداني.
وشنّ طيران الجيش الليبي، غارات على معسكرات وتمركزات تابعة لقوات الوفاق فى تاجوراء شرقى العاصمة طرابلس، استهدف الأعنف منها، مقرّ ميليشيا الضمان، كما استهدف القصف الجوّى كذلك مواقع تابعة للميليشيات بمنطقة بئر الأسطى بتاجوراء.
ومدينة سرت لها أهمية استراتيجية خاصة، حيث إنها مدينة ساحلية تقع شمال ليبيا وتتوسط الساحل الواصل بين شرق ليبيا وغربها، ويبلغ عدد سكانها نحو ١٦٠ ألف نسمة معظمهم من قبيلة الفرجان، كما تعد عسكريا نقطة متقدمة للجيش الليبى نحو مصراتة التى تبعد عنها ١١٥ كيلومترا فقط.
وكانت تسيطر على المدينة قوات متحالفة مع حكومة الوفاق الوطنى منذ طرد تنظيم «داعش» الإرهابى من المدينة بمساعدة ضربات جوية أمريكية فى أواخر ٢٠١٦، الذى نفذ فى المدينة واقعة ذبح ٢١ مصريا قبل سنوات وكانت التنظيمات الإرهابية وميليشيات مصراتة توليها اهتماما بالغا لأهميتها وخطورة ضياعها منهم.
كما تكتسب مدينة سرت أهمية استراتيجية فى تحديد مسار المواجهات، نظرا لموقعها الجغرافى، إذ تقع على منتصف الساحل بين طرابلس وبنغازي، وتعتبر سرت من أكثر المدن الليبية امتدادا على الشاطئ الجنوبى للبحر المتوسط، وفى داخلها العديد من المنشآت الاستراتيجية، مثل مطار القرضابية الدولي، وميناء سرت التجاري، وتضم المدينة أيضًا قاعدة جوية رئيسية، فى القرضابي، ويعد المطار والميناء من أهم المنافذ الرئيسية فى ليبيا على العالم. كما يوجد بها عدد من المؤسسات الرسمية المهمة كمجمع الوزارات، وقاعة للمؤتمرات، استضافت عددا من القمم العربية والأفريقية والمؤتمرات الكُبرى.
ويأتى نجاح الجيش الوطنى الليبى فى تحرير سرت بعد يوم من إعلان تركيا عن تحرك وحدات من جيشها إلى ليبيا.
وقال اللواء أحمد المسمارى المتحدث باسم الجيش الوطنى إن القيادة العامة للقوات المسلحة تعلن رسميًا تطهير مدينة سرت والسيطرة عليها من الجماعات الإرهابية والمجرمين.
ويرى مراقبون أن سيطرة الجيش الوطنى على سرت تعتبر مفتاح السيطرة على ليبيا، ومن المؤكد أيضا أنها تشكل محطة مفصلية فى حسم معركة استعادة الشرعية فى العاصمة طرابلس.
وقال حفتر فى كلمة وجهها إلى الشعب الليبى إنه حان وقت «المواجهة وقبول التحدى ورص الصفوف ونبذ خلافاتنا فيما بيننا ونعلن الجهاد والنفير والتعبئة الشاملة ونحمل السلاح رجالا ونساء عسكريين ومدنيين».
وطالب حفتر الشعب التركى بأن ينتفض فى وجه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، والوقوف فى وجه مخططاته التوسعية.
وتواصل تركيا دعمها للجماعات الإرهابية وتيار الإسلام السياسى فى ليبيا بالمال والسلاح، وتقديم الدعم اللوجيستى لتلك الجماعات لتنفيذ خطة أنقرة فى الأراضى الليبية.
وظهر بداية الدعم التركى الأسود لإرهابى طرابلس، فى سبتمبر ٢٠١٥، حينما ضبطت اليونان سفينة تركية محملة بالأسلحة كانت متجهة إلى ليبيا، وفى يناير ٢٠١٨، تم ضبط سفينة تركية محملة بالمتفجرات كانت متجهة لميليشيات طرابلس، وديسمبر ٢٠١٨، ضبطت سفينة تحمل أسلحة تركية مهربة كانت فى طريقها لميناء الخمس الليبي.
وبتحرير سرت يكون انقطع الطريق على أردوغان والسراج فى تحقيق مخططاتهم للوصول إلى حقول النفط الرئيسية فى البلاد، إذ تعد سرت البوابة إلى حقول النفط فى البريقة ورأس لانوف والسدرة، كما يمنع تحرير المدينة تسلل الميليشيات إلى قاعدة الجفرة العسكرية الرئيسية التى تقع جنوب سرت.