الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

القراءة الحرام.. أزمة تزوير الكتب تعود من جديد

 الكاتب عمر طاهر
الكاتب عمر طاهر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار الكاتب عمر طاهر مواقع التواصل الاجتماعى الجدل مؤخرًا بسبب أحد منشوراته على صفحته الرسمية بفيس بوك، حيث شن طاهر هجومًا على الجميع فلم يترك أحدًا مشاركًا فى العملية الثقافية إلا وهاجمه سواء أكان ناشرا أو كاتبا أو حتى قارئا، ما جعل رواد ومعجبى طاهر يقومون بشن حملة للهجوم عليه. 
وكان طاهر قد أثار قضية الكتب المزورة «المُقلدة» والتى يقوم بها البعض ويقومون ببيعها بأسعار مخفضة، حيث وجه طاهر حديثه فى البداية إلى القارئ قائلًا: «أرجوك لو أنت خلاص مش قادر تقاوم الكتب المزورة، وزبون ثابت ومافيش فايدة، لما تيجى تبرر ده، اختار أى حجة غير إن الكتب الأصلية غالية، وشوف حجة تحافظ على برستيجك بعيد عن منطق نشالين الأتوبيسات».
وهنا وجد القارئ بأن مثله «سارقى وسائل النقل العام» مشيرًا إلى أن قراءته لم تفعل معه شيئًا واصفًا تلك القراءة بـ «القراءة الحرام». 
وبعد حملة من الهجوم العنيف قام طاهر بعمل تعديل على منشوره وفى هذا التعديل قام بمهاجمة بعض الناشرين واتهمهم بأنهم سبب رئيسي فى انتشار التنظير وتبرير شراء الكتب المزورة حيث قال: «للحق برضه لازم نقول إن الناشرين سبب فى انتشار موضة التنظير وتبرير شراء الكتب المزورة، وإنك تدافع عن ضرر الكتاب «المزور» فى جروب اسمه نادى القراء «الأصليين» ومش عارف قارئ أصلى بكتاب مضروب إزاى؟.
كما اتهم الناشرين بالكسل لأن الكتب المزورة لديها استطاعة وسرعة كبيرة فى الانتشار وأن الناشر لا يستطيع تسويق منتجه الأصلى حيث أوضح: «الكتاب المزور بيلف مصر كلها حرفيا، من خلال المعارض التى تقام فى مراكز الشباب والجامعات، والكنائس وقصور الثقافة». 
كما تساءل طاهر «كام ناشر أصلى عمل معرض برة المعارض الرسمية؟»، مين من الناشرين الأصليين راح سوهاج، وأسوان، ودمياط، وبنها وحوش عيسى والمحلة والفشن وغيرها».
متابعًا أن الكتب المزورة متواجدة ليل نهار وأن الناشر لا يحرك ساكنًا ويظل جالسًا فى مكتبه كما اتهم الناشرين بطبع كتب دون المستوى ليس لها طعم ولا معنى. 
قال سعيد عبده، رئيس اتحاد الناشرين المصريين، إن الاتحاد يقوم بالتعاون مع إدارة المصنفات الفنية بوزارة الداخلية، وأنه يتم التحرك بسرعة فى حالة إبلاغ أحد الناشرين عن وجود نسخ مزورة من الكتب، حيث يتم اتخاذ الإجراءات على الفور بالتنسيق مع إدارة المصنفات الفنية، ويتم التحفظ على الكتب، حتى يقوم الناشر بعمل دعوة قضائية ضد المزور ليسترد حقوقه المادية والمعنوية والتعويض عن الضرر الذى وقع عليه ولدار النشر.
وأضاف عبده لـ «البوابة»، أن الاتحاد يقوم الآن بوضع بنود قانون يحمى الناشر من التزوير وفقًا لحقوق الملكية الفكرية، كما يتضمن القانون نصوصًا تقضى بضرورة مصادرة الكتب والتحفظ عليها، وغلق المنشأة، والحبس الوجوبي، بالإضافة إلى التعويض المادي، وأن الاتحاد بصدد عرض بنود القانون على مجلس النواب خلال الفترة المقبلة. 
كما أشار رئيس اتحاد الناشرين المصريين إلى أن الاتحاد يقوم فى الآونة الأخيرة بعمل حملة للتوعية بأهمية حقوق الملكية الفكرية وحقوق القارئ والناشر والمؤلف فى جميع أنحاء الجمهورية والوطن العربي، كما أن الحملة تقام بالتعاون مع اتحادات الناشرين فى جميع أنحاء الوطن العربي. 
وقالت الناشرة فاطمة البودي، صاحبة دار العين للنشر والتوزيع، إن الناشرين يعانون بشكل كبير من الكتب المزورة، والتى يضيع فيها حق الناشر الأصلي، وهناك مافيا كبيرة هى وراء انتشار تلك الظاهرة. 
وتابعت البودى فى تصريحات خاصة لـ «البوابة» أن المزورين قاموا بشراء أطنان من ورق الطباعة، حيث أصبحت الكتب المزورة تشبه إلى حد كبير الكتاب الأصلي، كما أن عمليات البيع لم تقتصر فقط على السوق المحلية بل يتم تصديرها الآن، ومؤخرًا تم اكتشاف ٣ كونترات من الكتب المزورة كان متجهة إلى الأردن. 
وعن أزمة التوزيع الداخلى قالت: «إنه لا يمكن للناشر بمفرده أن يقوم بالتوزيع بداخل الجمهورية وعلى الجهات المعنية التعاون مع الناشر، فعلى سبيل المثال هناك مراكز الشباب وقصور الثقافة، يمكنها إتاحة تلك الأماكن للناشر، دون إلزامه بمصاريف، كما أن التوزيع عن طريق بعض الشركات سيئ جدًا والكتب تكون فى حالة يرثى لها، ولا تصلح للبيع مرة أخرى». 
وأكدت «البودي» أن المزورين لديهم شبكة توزيع فى مختلف أنحاء الجمهورية، لو توفرت تلك الشبكة للناشرين الأصليين لكان الوضع اختلف كثيرًا، وأن الملام الحقيقى فى هذا الشأن هو عدم تطبيق القانون، وضعفها والتى لا تستطيع ملاحقة هؤلاء المزورين، ومصادرة تلك الكتب، حيث قالت:
«إننا فى أحد المعارض قمنا بضبط طبعات لبعض كتبنا المزورة وقمنا بعمل المحاضر اللازمة ولم يحدث شيء منذ ذلك الوقت».
مشيرًا إلى أن هناك تقصيرا حقيقيا من جميع الأطراف حيث يفتقر الناشر لوجود شبكة توزيع قوية تستطيع أن تغطى جميع أنحاء الجمهورية، وعلى الدولة أن تتيح معارض بهيئة قصور الثقافة والجامعات لا تكون مرهقة للناشر الذى يتحمل مصاريف نقل وموظفين وغيرها من الإمكانيات فالمسئولية هنا مسئولية مشتركة، ويجب تضافر جميع الجهود لمواجهة تلك الظاهرة.