الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

عامان على ذكرى شهداء الوطن بالواحات.. أهالي الأبطال لـ"البوابة نيوز": أبناؤنا قدموا أروع الأمثلة في الفداء والتضحية

 والد الشهيد عمرو
والد الشهيد عمرو صلاح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم منذ عامين، كانت السماء تتزين استعدادا لصعود أرواح 16 بطلا برصاص الغدر والخيانة في عملية خسيسة، زادت مصر صلابة وإصرارا وعزيمة على قطع شجرة الإرهاب الخبيثة التى زرعها الشياطين في أرضنا الحبيبة.
16 بطلا قرأوا الفاتحة على أرواحهم من أجل أرواحنا، وصنعوا الملحمة بدمائهم الغالية، وكتبوا بعبارات الخلود وحروف النور معانى التضحية في دفتر تاريخ الوطن، أبطال قاتلوا ببسالة وواجهوا جماعة إرهابية مسلحة، فدوا مصر وضحوا بحياتهم في سبيل تطهير مصر من البؤر الإرهابية.
ولكن ما أثلج صدورنا هو القبض على الإرهابى هشام عشماوى الرأس المدبر والخائن لبلده، وبرغم العذاب الذى يلقاه أهالى الشهداء من فراق أبنائهم إلا أنهم صامدون من أجل أن تبقى وتظل مصر كبيرة وعظيمة وبوابة الأمن والأمان للعالم كله.

لن ننساكم
في الذكرى الثانية.. "أسر شهداء الواحات في ضيافة.." 
تكرم مؤسسة «البوابة نيوز»، بعد غد السبت، أسماء شهداء مأمورية الواحات في ذكرى استشهادهم الثانية، بحضور داليا عبد الرحيم رئيس التحرير التنفيذى لـ«البوابة نيوز»، وتستضيف المؤسسة أسر الأبطال الذين ضربوا أروع الأمثلة في الفداء، بداية من قائد المأمورية الشهيد العميد امتياز كامل، الذى أمر رجاله بالقتال لآخر لحظة، وأول شهيد، الشهيد إسلام مشهور، الذى رفض التراجع بالمدرعة، واستمر في القتال مع زملائه، يليه الشهيد الرائد عمرو صلاح، الذى قاتل هو وجنوده وأصيب أول إصابة وقاتل حتى الاستشهاد، وثالت شهيد ملازم أول أحمد حافظ شوشة، شاب لم يتجاوز العشرين عاما من عمره، ولكنه قاتل حتى نفاذ زخيرته، والشهيد الرابع، أحمد زيدان، الذى بترت ساقه وهو بالمدرعة الأولى، وقاتل ممسكا بقدمه المبتورة حتى لقى ربه.

والدة إسلام مشهور: عريس الجنة كان يستعد لزواجه بعد ثلاثة أشهر من العملية

والتقت «البوابة نيوز» مع أسر الشهداء في الذكرى الثانية لاستشهادهم، بعد أن غدر بهم في صحراء الواحات، وكانت البداية مع والدة الشهيد إسلام مشهور، التى بدأت حديثها بحرقة شديدة عن فقدانها لابنها برصاص الغدر.
وقالت: «إن إسلام كان أول شهيد في عملية الواحات، وكان يستعد لزواجه بعد ثلاثة أشهر من العملية، وبدأ بالفعل في استعدادات الجهاز، ولكن ربنا أراد أن يكون عريسا في الجنة تزفه الملائكة.
ووجهت أم الشهيد إسلام رسالة له في ذكراه الثانية، قائلة: «يا إسلام انت في القلب وفى الحياة وفى الروح، أنت في قلوبنا كلنا»، كما وجهت رسالة لأهالى الشهداء قائلة إن الله سبحانه وتعالى يختار للشهادة القلوب الصافية، يختار من يتسابق من أجلها».
ووجهت أم الشهيد إسلام كلمة للجيش، قائلة: «أنتم خير أجناد الأرض، وإحنا مش هنسمح للإرهاب كجيش وشرطة وشعب وأهالى شهداء أنهم يغدرون ببلدنا مرة أخرى، على جثثنا إحنا كمان».
ووجهت رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسي، قائلة: أنا منتظرة قرارك يا ريس في حق أبنائنا من الإرهابى الخاين عشماوي، وواثقه أنك لن تتهاون في دم ولادك».
وببكاء وحرقة دعت والدة الشهيد إسلام مشهور الشعب المصري، أن يصبر وينتظر من أجل الأمان من أجل الشهداء التى روت دماؤهم أرض مصر.
وأكدت والدة الشهيد إسلام مشهور «إن هؤلاء الأبطال قدموا أروع الأمثلة في البطولة والفداء والتضحية، وتأثرت مصر باستشهادهم وقدرت بطولتهم، بداية من الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذى قال عقب الحادث إن حقهم لن يضيع، وكانت العملية الأولى التى أثلجت صدورنا جميعًا بعد ١٤ يوما وسحقت الإرهابيين وحررت الرائد الحايس، وسعدنا بأن الدولة تعيد حق أبنائنا وزملائهم».

شقيقة أحمد زيدان: مصر محمية بجيشها وجنودها

وانتقلنا بعدها لمحطة الشهيد أحمد زيدان، خريج كلية الشرطة، دفعة ٢٠١٣، وهو أسد من أسود الداخلية وتحديدا العمليات الخاصة، حيث بدأت والدة الشهيد حديثها، قائلة: «أحمد كان رجل وجدع وشهم».
ووجهت رسالة لأهالى الشهداء: «إننا باختبار صعب، أن شاء الله ربنا يصبرنا ويكونوا سبب في دخولنا الجنة»، ووجهت أم الشهيد رسالة للشعب قائلة: «إن مصر بخير وربنا حاميها بفضل ولادنا وجهودهم»، ووجهت رسالة للرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: «ربنا ينصرك على كل من ينوى بمصر غدرا وتكون مصر دائما في أمن وأمان». 
كما روت والدة الشهيد أحمد زيدان، أنه كان يقوم بأعمال خيرية كثيرة كنا لا نعلم عنها شيئًا، وسمعنا بهذه المواقف بعد استشهاده من زملائه ومحبيه، ومنها أنه كان يكفل أيتام ويراعاهم هو وزملائه، الذين شهدوا على سمو أخلاقه وحبه للخير وحديثه دوما عن الشهادة وحفاظه على نفسه من أجل أن يرعى وطنه ويقوم بدوره على أكمل وجه.
كما أضافت والدة الشهيد وشقيقته أنه في الإجازة الأخيرة قبل استشهاده كان ينظر إليهم ويسلم عليهم كثيرا ولكنهم لم يتصورا أنه يودعهم ليلقى الشهادة، كما ذكرت والدته أنه لم يخبر أحد عن طبيعة المأموريات التى يقوم بها خوفا عليهم من القلق ودائما كان يطمئنهم ويردد أنه بأمان.
وقالت شقيقة الشهيد أحمد زيدان: «إن مصر محمية بجيشها وجنودها اللى بيضحوا بروحهم وحياتهم علشان أماننا وحياتنا نستمر».

زوجة العميد امتياز كامل: الشهادة أكبر مكافأة.. وجيش مصر أساس الدولة
وانتقلنا لمحطة الشهيد العميد امتياز كامل، والذى وجهت زوجته رسالة له قائلة: «مكافأة ربنا ليك هى أكبر مكافأة، حقق أمنيتك بالشهادة وسيرتك الجميلة بين كل الناس ودعوات الملايين ممن يعرفونك هو ده اللى أنت تستحقه، ربنا يربط على قلبى وقلب أولادك».
وواصلت: «أنا باتخيل أنك في مأمورية وراجع بس أنت واحشنى أوي». ووجهت رسالة أخرى للجيش والشعب، قائلة: «جيش مصر منذ تأسيسها كدولة موحدة هو أساس الدولة وحتى الآن قوة الجيش هى قوة مصر، وهو ما أصاب أعداءها بالجنون، أما بالنسبة للشعب، فكل إنسان لا بد يقوم بدوره في المجتمع، لأن الشهداء ضحوا بحياتهم وتركوا أسرهم من أجل البلد». وقالت زوجة الشهيد العميد امتياز كامل: "عامين مروا بصعوبة شديدة على المنزل وغياب العقيد عن الأسرة، وكان يهتم بأولاده الثلاثة عالية وفريدة ونور، وكان يعتنى بشئون المنزل، وعقب استشهاده أصبحت أب وأم لهم".

والد عمرو صلاح محذرا الشباب من الانسياق وراء الشائعات: حافظوا على بلدكم وأمنكم
وفى المحطة التالية، التقينا مع والد الشهيد عمرو صلاح، الذى بدأ الحديث برسالة للشهيد من والدته، بصوت يملؤه النحيب والألم، قائلا: «يا عمرو وحشتنا، مكانك فاضى وحياتنا كلها فاضية، ومهما فارقت مش هنساك، نفسى اشوفك يا عمرو».
كما وجه والد الشهيد رسالة للجيش، قائلا: «انتبهوا للعدو الذى يحاربكم غدرا في الظلام، لا يعرف معنى الإنسانية والكرامة»، وحذر الشباب من الانسياق وراء الشائعات المنتشرة على مواقع التواصل: «حافظوا على بلدكم وأمنكم وانظروا للبلاد الأخرى التى فقدت هويتها وكرامتها، حافظوا على مصر وابقوا معها من أجل الانتصار على الإرهاب الخسيس الذى يسرق أروح أبنائنا غدرا».
من ضمن المواقف النبيلة التى روتها والدة الشهيد عمرو صلاح، أنه في يوم حدث حريق بجوار منزلهم، وخرج عمرو مسرعًا عندما سمع من الأهالى أن هناك امرأة في الطابق الثالث في الشقة المشتعلة، فطار راميًا بنفسه وسط الحريق حاملها فوق أكتافه لينقذ حياتها، بجانب مواقفه الكثيرة التى يشهدها أصدقائه وجيرانه وشهامته مع كل من يشعر أنه بحاجته، ومواقفه البطولية في خدمة بلده وأرضه وأهله، كان معروف دائما بسماحته وبشاشة وجهه وصفو قلبه وحبه للناس وحب الناس له.

والد أحمد شوشة: ابنى حى عند الله.. وكان يتبرع بنصف راتبه للفقراء

ثم انتقلنا إلى محطة للشهيد أحمد شوشة، البطل الذى ضحى بحياته وروحه فداء لمصرها وأمنها، حيث قال والد الشهيد في رسالة له: «ابنى  الشهيد أحمد، أعلم أنك حى عند الله وأنك ضحيت بحياتك من أجل بلدنا الحبيبة مصر».

وواصل: «وأعلم أنهم لو خيروك ١٠٠٠ مرة لاخترت الشهاده فداء للوطن، وأعلم وعلى يقين أن كل رجال الشرطة والجيش المصرى أولادنا وإخوتنا مستعدين لنيل الشهادة من أجل الوطن»، متمنيًا من شعب مصر الحفاظ عليها مشيرا إلى أن أهالى الشهداء ضحوا بأغلى ما يملكون من أجل سلامة وأمان مصر وشعبها ووجه للرئيس رسالة قائلا: نحن معك وورائك مهما حدث لأنك ابن مصر الوفى

أما عن مواقف الشهيد أحمد شوشة فذكر والده أنه كان يحترم كل من يعرفه ويوقر الجميع وعلاقته طيبة بكل أهله وأصدقائه وجيرانه والجميع يشهد له بحسن الخلق وطيب القلب وشهامته مع الجميع وكان من كثره تواضعه لا يذكر إطلاقا أنه ظابط.

كما ذكر والد الشهيد شوشة: «شهريا كان يترك له نصف راتبه أتصدق به للفقراء».