السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف تاريخ وأعمال الأديب توفيق الحكيم في ذكرى ميلاده

 الاديب الكبير توفيق
الاديب الكبير توفيق الحكيم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الاديب الكبير توفيق الحكيم في الإسكندرية، في مثل هذا اليوم 9 أكتوبر 1898، وبالرغم من الإنتاج الغزير لتوفيق الحكيم فإنه لم يكتب إلا عددًا قليلًا من المسرحيات التي يمكن تمثيلها على خشبة المسرح فمعظم مسرحياته من النوع الذي كتب ليقرأ، فيكتشف القارئ من خلاله عالمًا من الدلائل والرموز التي يمكن إسقاطها على الواقع في سهولة لتسهم في تقديم رؤية نقدية للحياة والمجتمع تتسم بقدر كبير من العمق والوعي. 
وقال في إحدى اللقاءات الصحفية: "إني اليوم أقيم مسرحي داخل الذهن وأجعل الممثلين أفكارا تتحرك في المطلق من المعاني مرتدية أثواب الرموز لهذا اتسعت الهوة بيني وبين خشبة المسرح ولم أجد قنطرة تنقل مثل هذه الأعمال إلى الناس غير المطبعة".
وبمناسبة ذكرى ميلاده، تبرز "البوابة نيوز" محطات في حياته وأعماله:
في عام 1919 مع الثورة المصرية شارك مع أعمامه في المظاهرات وقبض عليهم واعتقلوا بسجن القلعة، إلا أن والده استطاع نقله إلى المستشفى العسكري إلى أن أفرج عنه، عاد عام 1920 إلى الدراسة وحصل على شهادة الباكالوريا عام 1921 ثم انضم إلى كلية الحقوق بسبب رغبة أبيه ليتخرج منها عام 1925، وعمل محاميا تحت التمرين فترة زمنية قصيرة، وغادر مصر إلى باريس لنيل شهادة الدكتوراة، وفي باريس كان يزور متاحف اللوفر وقاعات السينما والمسرح واكتسب من خلال ذلك ثقافة أدبية وفنية واسعة إذ اطلع على الأدب العالمي وفي مقدمته اليوناني والفرنسي.

انصرف عن دراسة القانون واتجه إلى الأدب المسرحي والقصص وتردد على المسارح الفرنسية ودار الأوبرا وعاد سنة 1928 إلى مصر ليعمل وكيلا للنائب العام، في المحاكم المختلطة بالإسكندرية، ثم في المحاكم الأهلية وفي سنة 1934 انتقل إلى وزارة المعارف ليعمل مفتشًا للتحقيقات ثم نقل مديرًا لإدارة الموسيقى والمسرح بالوزارة ثم إلى وزارة الشئون الاجتماعية ليعمل مديرا لمصلحة الإرشاد الاجتماعي. 
استقال سنة 1944 ليعود إلى الوظيفة الحكومية مرة اخري مديرا لدار الكتب المصرية، وفي نفس السنة انتخب عضوًا عاملًا بمجمع اللغة العربية وفي عام 1956 عيّن عضوا متفرغا في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب بدرجة وكيل وزارة، وعين كمندوب مصر بمنظمة اليونسكو في باريس، ثم عاد إلى القاهرة أوائل سنة 1960 إلى موقعه في المجلس الأعلى للفنون والآداب، وعمل بعدها مستشارًا بجريدة الأهرام ثم عضوًا بمجلس إدارتها في عام 1971.
مزج "الحكيم" بين الرمزية والواقعية على نحو فريد‮ ‬يتميز بالخيال والعمق دون تعقيد أو‮ ‬غموض،‮ وفي أسطورة‮ ‬إيزيس‮ ‬التي‮ ‬استوحاها من كتاب الموتى فإن أشلاء أوزوريس الحية في الأسطورة هي مصر المتقطعة الأوصال التي‮ ‬تنتظر من‮ ‬يوحدها ويجمع أبناءها على ‮ ‬هدف واحد‮، وعودة الروح‮ ‬هي الشرارة التي‮ ‬أوقدتها الثورة المصرية، و‬في هذه القصة‮ ‬يعمد إلى‮ ‬دمج تاريخ حياته في الطفولة والصبا بتاريخ مصر‮ ‬فيجمع بين الواقعية والرمزية معا على‮ ‬نحو جديد ‬وتتجلي مقدرة الحكيم الفنية في قدرته الفائقة على‮ ‬الإبداع وابتكار الشخصيات وتوظيف الأسطورة والتاريخ على‮ ‬نحو‮ ‬يتميز بالبراعة والإتقان.
مرت كتابات الحكيم بثلاث مراحل حتى‮ ‬بلغ‮ ‬مرحلة النضج‮ ‬وهي‮:‬
المرحلة الأولى: وكتب فيها مسرحية أهل الكهف وقصة عصفور من الشرق وعودة الروح.
المرحلة الثانية‮: وتمثلها مسرحيات شهرزاد ‬والخروج من الجنة‮ ‬ورصاصة في القلب‮ ‬والزمار‮.‬
المرحلة الثالثة‮: و‬تعكس قدرته على ‮ ‬صياغة ‬الأفكار والمعاني بصورة جيدة‮ ‬وخلال هذه المرحلة ظهرت مسرحياته‮ ‬سر المنتحرة‮ ‬ونهر الجنون‮. ‬
أختلف "الحكيم" مع طه حسين في الأسلوب إلا أنه أقر له بأنجازاته حيث قال حسين: "إن الحكيم يفتح بابًا جديدًا في الأدب العربى هو باب الأدب المسرحى الذي لم يعرفه العرب من قبل في أي عصر من عصورهم"، إلا أنه انتقده في مسرح العبث وذلك في مسرحية الأيدي الناعمة والتي قام بدور البطولة فيها وقتها يوسف وهبي، فقد نقل عن طه حسين قوله: "إن أخانا توفيق يحاول أن يكون شخصًا آخر فرنسيًا يعيش في باريس ولا علاقة له بالقاهرة ومصر واللغة العربية، إن مسرح العبث عند الحكيم ثقيل الدم ولا يبعث على الضحك واذا ضحكنا فعلى المؤلف وليس مع الممثلين إن في فرنسا شعراء عبثيبن ولكن دمهم أخف من ظلهم أما توفيق الحكيم فهو ثقيل الدم والظل معا.
رد الحكيم على تعليق طه حسين قائلا: "طبعًا مش عاجبه كل اللي أنا قلته. أنا عارف هوه عاوز واحد يقول 2 + 2 = 4، يقولها بصوت هامس وبصوت عال ويلحنها محمد عبد الوهاب وتغنيها أم كلثوم ولكن لا يوجد في الدنيا شيء بهذا الوضوح ولا هذا المنطق بلاش الدنيا ان الإنسان نفسه عقدة العقد وليس في السلوك الإنساني هذه البديهيات وليس ضروريًا.