الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"Joker".. تحفة فنية أم خطر على المجتمع؟!

فيلم «Joker»
فيلم «Joker»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعتبر فيلم «Joker» للنجم خواكين فينيكس، أحد أكثر الأعمال المنتظرة لهذا العام، سبب الشعبية الجارفة لشخصية «الجوكر» التى تُعد من أهم وأشهر شخصيات قصص الرسوم المصورة (الكوميكس) لشركة «DC»، وألد أعداء شخصية «باتمان».
كما أن الكثير من المشاهدين متشوقون لمشاهدة الطريقة التى سيقوم بها ممثل بحجم «فينيكس» بتقديم شخصية تحمل قدرًا كبيرًا من التعقيد والاضطراب النفسى مثل «الجوكر»، خاصة أن الفيلم هو العمل المنفصل الأول لهذه الشخصية.
وهناك سبب آخر «وهو الأهم»، يتمثل في المقارنات التى تم عقدها على مدى الأسابيع الماضية بين أداء خواكين فينيكس المنتظر وأداء الممثل الراحل هيث ليدجر، الذى سبق وقدم الشخصية في فيلم «The Dark Knight» عام ٢٠٠٨، وحقق من خلالها شعبية كبيرة حصد على إثرها جائزة الأوسكار، ويعتبر حتى الآن أفضل من جسد الشخصية.
قصة الفيلم، المقرر طرحه في ٤ أكتوبر المقبل، تدور خلال فترة الثمانينيات بمدينة نيويورك الأمريكية، حول شخصية آرثر فليك «خواكين فينيكس»، وهو مواطن يكافح لشق طريقه في مجتمع مدينة «جوثام» الفاسدة.
ويعمل «فليك» كمهرج أجير في النهار لحساب أحد المحلات التجارية على أمل أن يصبح فنانًا كوميديًا في المساء، ويواجه البهلوان البائس سلسلة من الضغوطات النفسية والإهانات المتواصلة من جانب المجتمع.
وبالتدريج تصبح حياته مليئة بالأحداث السيئة والسلبية، يجد «آرثر» متنفسه الوحيد في برنامج «ستاند آب كوميدي» لطالما حلم أن يصبح ممثلًا فيه، وهو غالبا نفس البرنامج الذى يقدمه النجم روبرت دى نيرو، كما تابعنا في الإعلانات الترويجية للفيلم.
تم عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان فينيسيا السينمائى وحصل على جائزة الأسد الذهبى لأفضل فيلم، ومن المتوقع أن ينافس بقوة في موسم جوائز الأوسكار المقبل بعدما نال إشادات واسعة من جانب النقاد والجمهور.
وهناك أوجه تشابه كثيرة بين تكوين شخصية «آرثر فليك/الجوكر»، وأبطال فيلمى «The King of Comedy» و«Taxi Driver» اللذين قام ببطولتهما النجم روبرت دى نيرو، وأخرجهما مارتن سكورسيزي، الذى أشرف بالكامل على عملية الإنتاج وكتابة السيناريو، وهو ما خلق حالة التشابه بين الشخصيات، والتى تدور في فلك الوحدة والاضطراب والرفض من المجتمع.
لم يكن خواكين فينيكس أول من لعب شخصية «الجوكر»، فسبقه إليها عدد من الممثلين، أشهرهم: جاك نيكلسون عام ١٩٨٨، هيث ليدجر عام ٢٠٠٨، جاريد ليتو عام ٢٠١٦ (أقلهم تقييمًا)، لكن تحول خواكين فينيكس إلى هذه الشخصية المعقدة أثار اهتمام النقاد، لأنه فقد أكثر من ٢٣ كيلو من وزنه لدرجة أن أضلاع صدره وعظام أكتافه كانت بارزة بشكل مخيف، بالإضافة إلى التحول والتسلسل في الأداء، كى تتحول شخصية «أرثر فليك» المبتسم المسالم إلى «الجوكر» العنيف الجامح.
وذكر النقاد أن الفيلم يعتبر واحدًا من أذكى أفلام السوبر هيرو منذ طرح «The Dark Knight» للمخرج كريستوفر نولان، لقوة السيناريو والدقة في رسم شخصية الجوكر، كما أشاروا إلى أن الفيلم يُعد دراسة حزينة وفوضوية عن الأشخاص المهمشين في حياتنا، يوجه رسالة صارخة للمجتمع للشفقة على الذات، كما يحوى رسائل غير مرئية عن الصراع بين الأغنياء والفقراء في مدينة «جوثام» تمهد لخلق ثورة عارمة في الشارع. على جانب آخر، خلق الفيلم حالة من المخاوف والجدل الواسع بسبب موضوعه والرسائل الخفية الموجودة بين سطوره، والتى تشكل خطرًا على المجتمع، ذكر عدد من النقاد ممن تابعوا الفيلم أن الخطر يكمن في احتمال تعاطف وتمجيد المشاهدين لتصرفات شخصية وحيدة مضطربة وغاضبة مثل «الجوكر»، تقوم بالانتقام من مجتمعها الفاسد بانتهاج طريق الجريمة، وأوضحوا أن هذا النوع من الأفلام ليس مناسبًا لعرضه في التوقيت الحالى بسبب موجات العنف المسلح وحوادث إطلاق النار العشوائية التى يشهدها كثير من دول العالم مؤخرًا وخاصة أمريكا، لهذا السبب قامت جمعية الفيلم الأمريكية بتصنيف الفيلم للفئة العمرية «R» أو «للكبار فقط»، بسبب مشاهد العنف والسلوك المزعج واللغة غير المناسبة، الأمر الذى دفع لفتح حلقات نقاش عديدة بين النقاد والجمهور حول هل الفيلم بالفعل تحفة فنية أم خطر على المجتمع؟