السبت 26 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الإخوان المسلمون بعد البنا (10)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وبدأت دورة جديدة من النمو للحركة الإسلامية، ولكنها هذه المرة لم تكن تكراراً لما سبق، ولكنها كانت بناء عليه واستفادة من خبرته ودروسه وأحداثه. فقد بدأت الحركة الإسلامية خوض هذه الحلقة الجديدة من حلقات نموها، وقد انتشر بين شبابها وعي عميق بأن العدو الداخلي لا يقل خطورة عن العدو الخارجي، وكان هذا الوعي يتنامى بقوة مستنداً إلى أدلة شرعية واضحة وخبرة عملية تاريخية مريرة».
السادات لم يصنع الاتجاه الإسلامي، ممثلا في جماعة الإخوان وغيرها من الجماعات الدينية، لكنه توافق مع طبيعة سلطته المهتزة في مواجهة أعدائه الأكثر شراسة: ما اصطلح على تسميته بمراكز القوى، والحركة الطلابية اليسارية في الجامعة بقيادة الناصريين والشيوعيين.
حسم السادات معركته مع مركز القوى في مايو 1971، وبعد انتصاره عليهم ركز جهوده لمواجهة الحركة الطلابية المتصاعدة، والتي وصلت إلى قمة خطورتها وقوتها عند احتلالها لميدان التحرير، واقعة الكعكة الحجرية، بما يمثل تهديدا سافرا صريحا للدولة وهيبة السلطة والرئيس.
بعد ساعات قليلة من الواقعة التي استفزت السادات وأثارت غضبه، اجتمع الرئيس مع مرشد الإخوان السجين حسن الهضيبي، وسرعان ما تم الإفراج عنه وعن قيادات ورموز بارزة في حركة الإخوان، وتمت الصفقة التي يبحث كل طرف من طرفيها عن مصلحة خاصة مختلفة: السادات يراوده كيفية مساعدة الإخوان له في مواجهة الحركة الطلابية اليسارية المعارضة، والإخوان يبحثون عن أمل لبعثهم من جديد.
اتفق السادات مع الإخوان، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أي إخوان اتفق معهم وعقد صفقته؟، وما الأهداف الحركية التي راهنت عليها الجماعة؟!.
كان المستشار حسن الهضيبي مرشدا رسميا وزعيما علنيا شرعيا، لكن الحركة كانت منقسمة بين اتجاهين: أولهما معتدل يمثله عمر التلمسانى، وثانيهما متشدد يتجسد في رجال النظام الخاص وفي مقدمتهم كمال السنانيري ومصطفى مشهورن الأول كان في الواجهة مع السادات والآخر كان يدير كل شيء من وراء ستار، وظل الوضع هكذا حتى اغتيال السادات، عندما استطاع التلمساني إقناع جيل الشباب بتطليق فكرة العنف بشكل كامل وإلى الأبد، مستبدلا بها فكرة تقويض المجتمع المدني عبر السيطرة الكاملة على مؤسساته وفي مقدمتها النقابات والأحزاب والبرلمان.
ما زلنا نتابع السيناريو المرسوم.. فقد نجحت أمانة التنظيم بالاتحاد الاشتراكي في إقامة المخيم الطلابي الأول بجامعة القاهرة عام 1973، وحضره من قادة الجماعة الغسلامية آنذاك كل من: عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان من القاهرة، وإبراهيم الزعفراني وخالد داود من الإسكندرية، وخيرت الشاطر من المنصورة، ومحيي الدين أحمد عيسى وأسامة حافظ وكرم زهدي من المنيا، وصلاح هاشم من سوهاج، وعلى عبدالحكيم وحسن يوسف وعبدالمتعال عبدالواحد من أسيوط، وكان هؤلاء هم أول قطفة لما سمي بالجماعة الإسلامية آنذاك.
من السلفيين الشيخ ناصر الدين الألباني، ومن الأزهر الشيخ أسامة عبدالعظيم، ومن جماعة التبليغ الشيخ إبراهيم عزت، ومن العلماء المشهورين آنذاك الشيخ الشعراوي والقرضاوي والغزالي، ومن الإخوان كان عمر التلمساني وعبدالحميد كشك، وبعض المشايخ المستقلين كالشيخ المحلاوي والشيخ حافظ سلامة.
.. وللحديث بقية