الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

«فايننشال تايمز»: بوتين يراهن على قدرة قوات كوريا الشمالية لاستعادة كورسك من أوكرانيا

بوتين
بوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تم تصوير المئات من جنود كوريا الشمالية فى قواعد عسكرية بأقصى شرق روسيا، حيث يتدربون قبل ما أن تشير كييف وحلفاؤها الغربيون إنه انتشار للقتال فى حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا.

وتُعد القوات الكورية الشمالية، التى تتنكر في  الأقليات العرقية من سيبيريا والتى تشكل حصة غير متناسبة من قوات موسكو، جزءًا من قوة قوامها ١٢ ألف جندى أرسلت لمساعدة روسيا فى استعادة منطقة كورسك التى تسيطر عليها أوكرانيا جزئيًا منذ أغسطس، وفقًا لمقاطع فيديو نشرتها أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن هذه الوحدة تمثل أول انتشار لجيش أجنبى فى الحرب منذ أن أمر الرئيس الروسى بشن حرب ضد  أوكرانيا على نطاق واسع فى عام ٢٠٢٢، على الرغم من أن موسكو لجأت أيضًا إلى حلفائها، بما فى ذلك كوريا الشمالية وإيران، للحصول على أسلحة ردًا على الدعم العسكرى الغربى لأوكرانيا.

وكانت بيونج يانج قد زودت روسيا فى السابق بذخائر مدفعية وأسلحة أخرى، مثل الصاروخ الباليستي KN-٢٣، والذى رافقه ضباط كوريون شماليون أرسلوا للإشراف على استخدامه فى ساحة المعركة.

قوة صغيرة للغاية

ولكن من المرجح أن تكون هذه القوة صغيرة للغاية بحيث لا تتمكن من تحويل مجرى الحرب، إذ ستحتاج روسيا إلى مضاعفة قواتها التى يبلغ قوامها ٥٠ ألف جندى فى كورسك لطرد القوات الأوكرانية وإجراء موجة جديدة من التعبئة لتحقيق مكاسب كبيرة على طول خط المواجهة الأوكراني، وفقًا لمحللين أوكرانيين.
ولكن قدرة كوريا الشمالية على المساعدة فى تعويض أعداد روسيا قد تسبب لأوكرانيا المزيد من المشاكل، حسبما قال جاك واتلينج، وهو مسئول أبحاث بارز فى الحرب البرية فى المعهد الملكى للخدمات المتحدة.
وأضاف واتلينج "قد يكون لديهم تماسك جيد. وقد يكون لديهم معنويات معقولة. وقد يكونون قادرين على العمل على نطاق يكافح الروس من أجل تحقيقه"، بحسب "فايننشال تايمز".

خسائر هائلة لروسيا

تأتي التعزيزات الكورية الشمالية وسط مؤشرات على أن روسيا تواجه صعوبة فى تجديد قواتها فى مواجهة الخسائر الهائلة فى أوكرانيا، والتى يقدرها المسئولون الغربيون بأكثر من ٦٠٠ ألف قتيل وجريح.
ويقول مسئولون استخباراتيون غربيون إن بوتين قاوم المناشدات من كبار قادته لإصدار أمر بجولة أخرى من التعبئة، وعرض بدلا من ذلك مكافآت ضخمة للمتطوعين للتسجيل.
ورغم أن ذلك ساعد روسيا على الحفاظ على معدل ٣٠ ألف مجند شهريا خلال معظم هذا العام، فإن العديد من المناطق الروسية زادت بشكل كبير من حجم المدفوعات فى الأشهر الأخيرة، مما يشير إلى أن الجيش قد يواجه صعوبة فى جذب المزيد من الرجال.
ورفعت منطقة بيلغورود، التى تقع على الحدود مع كورسك، مكافأة التوقيع للمجندين ثلاثة أضعاف من ٨٠٠ ألف روبل (٨٣٠٠ دولار) فى أغسطس إلى ٣ ملايين روبل فى أكتوبر ــ وهو مبلغ يغير حياة شخص عندما كان متوسط الأجر الشهرى فى المنطقة العام الماضي ٥٥ ألف روبل (٥٧٠ دولارا).

أفضل صديق لروسيا

وقال مسئولون استخباراتيون غربيون إن الصراعات الداخلية دفعت روسيا إلى تعزيز قواتها من الخارج. وأضاف أحد المسئولين: "كوريا الشمالية هى أفضل صديق جديد لروسيا".

ورغم أن روسيا من المرجح أن تواجه مشكلات واضحة فى القيادة والسيطرة، فإن خبرتها فى قيادة العمليات مع القوات الحكومية والقوات والميليشيات المدعومة من إيران فى الحرب الأهلية السورية من شأنها أن تمنح قيادة موسكو نموذجا واضحا للبناء عليه، حسبما قال واتلينج.

والقوات المرسلة إلى روسيا تنتمى إلى الجيش الحادى عشر لكوريا الشمالية، وهى وحدة النخبة المعروفة باسم "فيلق العاصفة"، وفقا لجهاز الاستخبارات الوطنى فى كوريا الجنوبية.

ويقول جو ميونج هيون بمعهد استراتيجية الأمن القومى التابع للدولة فى كوريا الجنوبية فى سيول: "هؤلاء ليسوا جنودًا كوريين شماليين عاديين، ومعظمهم لم يتلقوا تدريبًا قتاليًا كافيًا. إنهم مشاة خفيفة متحركة مجهزة تجهيزًا جيدًا ومدربة تدريبًا عاليًا".

وستصل القوات الكورية الشمالية فى الوقت الذى دفعت فيه روسيا الجيش الأوكرانى إلى التراجع فى كورسك، مما أدى إلى تقليص مساحة الأرض التى تسيطر عليها إلى ما بين ٦٠٠ و٧٠٠ كيلومتر مربع فى أكتوبر من حوالي ١٠٠٠ كيلومتر مربع فى أواخر أغسطس.

وعلى النقيض من خط الجبهة الأوكراني، حيث تدافع القوات وتهاجم من مواقع ثابتة، فإن خط الجبهة فى منطقة كورسك لم يتم تحديده بعد. وهذا يعنى أن روسيا لا تستطيع استخدام أكثر أساليبها اختبارًا: هجمات المشاة المتتالية، مصحوبة بالمدفعية المستمرة.

لكن روسيا تستغل مزايا قوتها الجوية فى منطقة كورسك من خلال قصف القرى التابعة لها حيث تكتشف وجودًا أوكرانيًا، مما يضطر هؤلاء الجنود إلى الفرار.