الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحذيرات من المنظفات المغشوشة.. مصانع بير السلم تستخدم مواد كيميائية غير مطابقة.. وأساتذة سموم: تحتوي على مواد قلوية تؤثر على الرئة والجهاز التنفسي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ضبطت مباحث التموين بالقليوبية، في الأيام القليلة الماضية، أكثر من 10 أطنان منظفات صناعية، جاهزة للبيع، غير مطابقة للمواصفات القياسية بمصنع غير مرخص بمدينة الخانكة.
وهي واقعة من عشرات الضبطيات التي تتم شهريًا في المحافظات، حيث تمكنت أيضًا الإدارة العامة للتجارة الداخلية في البحيرة، في مايو الماضي، من ضبط 3 مصانع منظفات صناعية بدون ترخيص تنتج سلعًا غير مطابقة للمواصفات القياسية على رأسها صابون سائل.
وتلجأ مصانع المنظفات غير المرخصة إلى خلط المواد الكيميائية والسائلة بإنتاج منظفات مغشوشة بقصد ترويجها، وتحقيق عائد مادي أكبر، وذلك بالمخالفة للقرار الوزاري رقم 113 لسنة 1994 الذي ينُص على حظر تداول السلع مجهولة المصدر أو غير المصحوبة بالمستندات، كما يحظر عرضها للبيع أو حيازتها بقصد الاتجار، وكل مخالف لأحكام هذا القرار يعاقب بالحبس لمدة لا تقل عن 6 أشهر وبغرامة لا تقل عن 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين، على أن تضبط الكميات موضوع المخالفة ويحكم بمصادرتها وإعدامها.


وتنشط صناعة منظفات بير السلم مُنذ سنوات في ظل عدم إحكام الرقابة عليها مما يتسبب في مشكلات صحية لمستخدميها، تبدأ بضيق في التنفس وحكة في اليدين وصولًا بأمراض جلدية خطيرة، كونها مواد كيميائية وسائلة مغشوشة، وهو ما دفع النائب طارق متولي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، التقدم بطلب إحاطة، قبل يومين، إلى رئيس الوزراء بسبب انتشار المصانع غير المرخصة لتصنيع المنظفات السائلة في ربوع مصر.
وأضاف متولي، أن غالبية المصنعين يضعون موادَ محظورة، بهدف تحقيق الربح الوفير، خاصة في ظل عملية سهولة تصنيع المنظفات، مُشيرًا إلى أن غالبية المصنعين يضعون كميات كبيرة من الصودا الكاوية، ومادة السليكات، وهى مواد قد تضر بصحة المستخدمين، في ظل أن المنظفات الصناعية تستخدم في البيوت المصرية بكثرة نظرًا لرخص ثمنها، كما أن المصنعين لا يملكون الوعي الكافي بعمليات تصنيع تلك المنتجات، وخطورة ما يتعرض لها المواطنون إثر استخدامها.
ويُفرق الدكتور محمود عمرو، مؤسس المركز القومي للسموم، بين مصانع المنظفات التي تعمل وفقًا لتراخيص، والثانية التي تعمل بالمخالفة "بير السلم"، حيث إن المصانع الأولى، المُرخصة، لديها بعض المخاطر في منتجاتها أيضًا.
ويوضح: "المادة الخام التي تستخدمها تلك المصانع معظمها مستورد، وتلجأ إلى استيراد الأقل جودة منها، وبالتالي يكون نسبة كبيرة من منتجها النهائي غير مطابق للمواصفات بنسبة 100%، في ظل غياب التفتيش الدوري عليها، والمخاطر تكون هنا في أن عدم وجود مادة كيميائية بها شوائب ودرجة نقائها أقل، ما ينتج عنه ملوثات متراكمة مزمنة على الأشخاص والبيئة، وكُلها معادن ثقيلة مُسببة لفشل الكبد والكُلى والمخ".
ويُكمل عمرو لـ"البوابة نيوز": "أما المصانع التي تعمل بدون ترخيص فحدث ولا حرج، بداية بمكان للتصنيع غير نظيف وغير مؤهل وغير مُطابق لاشتراطات البيئة المحيطة والبيئة الصناعية، وهو ما يُعرض المحيطين بالمصنع والعاملين فيه إلى مخاطر صحية عديدة، خاصة في ظل غياب الرقابة الصحة، كما أن تلك المصانع تعتمد على مادة خام، ممثلة في مواد كيميائية وزيوت، أقل سعرًا، ولا يوجد حساب للكشف عن التركيب الكيميائي الذي غالبًا ما يكون غير مُطابق بالمرة للاشتراطات ومواصفات التصنيع".
ويؤكد مؤسس المركز القومي للسموم أن المخاطر التي تلحق بمستخدمي المنظفات غير المطابقة مُتراكمة وتضر بصحتهم على المدي القريب والبعيد بمشكلات في الجلد والجهاز الصدري، مُشددًا أن الحل في "الرقابة ثم الرقابة ثم العقاب".

الدكتور نبيل عبدالمقصود، أستاذ علاج السموم وأمراض البيئة بكلية طب القصر العيني، ورئيس الجمعية المصرية للسموم، قال إن منظفات بير السلم لا تنطبق عليها أي مواصفات علمية، حيث إن أهداف أصحابها تقتصر على أن يُنتج المنظف رغوة، وأن يكون لونه مُقارب أو مطابق للألوان الطبيعية للمنظفات، وبأسعار رخيصة تدفع الكثيرين للإقبال عليها.
ويُتابع عبدالمقصود لـ"البوابة نيوز": "نسبة المواد القلوية في منظفات بير السلم "المغشوشة" كبيرة، وهي تُسبب ضررًا بالغًا بالجلد، كما أنه في حالة إضافتها بالمياه الساخنة ينتج عنها أبخرة تؤثر على الرئة والجهاز التنفسي، تؤدي إلى حساسية في الصدر، والأخطر يكون في حالة أن تناولها طفل بالخطأ، فتصبح الأزمة أكبر".
وينصح "عبدالمقصود" السيدات بحرق أي زجاجات بلاستيك فارغة بدلًا من إلقائها في القمامة سليمة، حيث يلجأ أصحاب مصانع إنتاج المنظفات المغشوشة إلى الاعتماد على تلك الزجاجات، بعد جمعها، في تعبئة منتجاتهم.
وتقول الدكتورة إيمان سند، أستاذ ورئيس قسم الأمراض الجلدية بجامعة بنها، إن استخدام منظفات مغشوشة يتسبب بشكل مباشر في الإصابة بحساسة جلدية، مؤكدة أن كثير من المرضى تظهر عليهم أعراض حساسة في اليدين، ناتجة في الأساس عن استخدام مواد تنظيف غير جيدة، وهي مسألة عامة تواجه ربات البيوت.
وتُضيف سند لـ"البوابة نيوز": "بعض الأشخاص يكونوا أكثر حساسية من غيرهم بالنسبة للمنظفات، ففي حالة استخدامهم لمنظفات مصنوعة تحت بير السلم تكون درجة الخطورة على الجلد أكبر، تزيد بزيادة تركيز المركب، وزيادة المواد الحمضية قد تصيب الشخص بأمراض جلدية أخطر، لذلك ننصحهم بأن تكون جودة المنظفات عالية، كما أن المنتجات الرخيصة يتبعها مشكلات صحية، لأنها لم تراعي اشتراطات عديدة في تصنيعها".