السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر أولًا وأخيرًا وإلى ما لا نهاية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
للموت حرمة لا شماتة فيه ولا تشفي.. وهذا ما نتفق عليه جميعا وفقا لتعاليم ديننا الحنيف وواجبنا القومي والوطني الذي نمارسه بشرف، ونخوض تحت لوائه حروبنا المقدسة من أجل بقاء مصر التي كانت ولا زالت عصية على الأعداء، مقبرة للغزاة، وجحيما لقوى الشر والظلام.
إن ما لقيه محمد مرسي من مصير، هو أمر محتوم سوف يسير إليه البشر أجمعين، لكننا بفعل العقل والمنطق والدليل والتجربة، نضع كل شيء في موضعه، ونقيس كل فعل على مقياس المصلحة الوطنية والصالح العام، إن التاريخ المصري حفل بأحداث عِظام، لكنه لم يتوقف إلا عند المخلصين لهذا البلد الذين ضحوا من أجلها وفدوا مصالحه العظمى بأنفسهم، وهم كثيرون وعلى رأسهم هؤلاء الشهداء الأبرار من أبطال القوات المسلحة الباسلة ورجال الشرطة الشجعان الذين تُزف إلى عرش الرحمن وجنات الخلد أرواحهم يوما بعد يوم.
إن ما كان يواجهه مرسي من اتهامات بأدلة وبراهين وشهادات شهود كانت منظورة بين يدي القضاء، لم يكن السجين معتقلا أو محتجزا قسرا أو تعسفا، مات واقفا أمام القاضي لديه القدرة على التحدث، وهو ما ينفي تعرضه لأي انتهاكات كما يروج الإخوان، كما إن التقارير الطبية التي اطلع عليها النائب العام أكدت أن محمد مرسي تلقى العناية الطبية الكاملة كما ينبغي.
إن محاولة تسييس الوفاة واللعب على مشاعر المواطنين، هو أسلوب خسيس يسعى إليه الإخوان ويدعمهم في ذلك أردوغان وينفث في نارهم منظمات مشبوهة، أعيتها ما اتخذته مصر من خطوات نحو الإصلاح فباتت تتصيد لها الأخطاء وتكيد لها المكائد لكن الله وحده هو من يحمى هذا البلد الأمين ويسبب له أسباب الحياة ويرسل من رسله من يبعث لدى أهل مصر الأمل ويهيء لهم من أمرهم رشدا.
الموت حق، وحرماته يجب أن تُصان، وقد كنا على هذا العهد وتلك الشجاعة التي جعلتنا لا نتشفى في الخصوم، ولا نفجر في الخصومة، فقط ما يهمنا هو أن نحمي بلادنا، وقد اعتادت تلك الجماعات الغاشمة ذات النفوس السوداء أن تتشفى في شهداء الجيش والشرطة وتجاهر باحتفالاتها عن شهادتهم، وقد كنا نرى ذلك عيانا لكننا نعلم أنها خصالا خسيسة لا نتوقف عندها، بينما نرى ما هو أبعد من ذلك مع كل قطرة دماء زكية شهيد يُزف إلى الجنة، وبلاد تتقدم إلى الأمام خطوات.
إن مصر لن تقف عند ما يقوله هؤلاء، ولن تتأخر خطوة أو تتعطل لـ تلتفت لمن يصطاد في الماء العكر، لدينا ماهو أبعد من ذلك وأهم، لدينا عرسُ إفريقي يقام على أرضنا بعد أيام، سيرى من خلاله العالم مصر كما لم يراها من قبل، وستجتمع على ضفاف النيل كل الوجوه الطيبة في قارتنا السمراء، في حضن الوطن الرائد مصر العظيمة.
لقد كانت رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي بعقلية القائد والزعيم عبد الفتاح السيسي بداية للتحول من زمن إلى زمن، من عصر سادته الفرقة والتناحر، إلى عصر لونته الوحدة بألوان التطور والتكامل، إن إفريقيا بقوة مصر وسياسة قائدها تسير نحو تكامل اقتصادي مثمر، ورأي سياسي موحد، وتقدم رياضي وفني وثقافي ملهم لكل الأجيال والمبدعين الصغار في أرجاء القارة السمراء.