الإثنين 21 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

حسني مبارك يخرج عن صمت دام لسنوات.. الرئيس الأسبق يكشف كواليس زيارة السادات لإسرائيل ورفع علم مصر على طابا.. ويؤكد: صفقة القرن "كلام جرايد"

 الرئيس الأسبق محمد
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أن صفقة القرن أو الخطة الأمريكية لحل القضية الفلسطينية هي مجرد "كلام جرايد"، وتسريبات غير صحيحة. 
وأوضح مبارك، خلال حوار أجراه مع الإعلامية فجر السعيد، في جريدة الأنباء الكويتية، أن الحل العادل والدائم في القضية الفلسطينية هو الضمانة الأساسية لإنهاء الصراع، وأن أي حل سيفرض على المنطقة بسبب اختلال موازين القوى لن يدوم، وسيكون حلا مؤقتا قد تنفجر معه الأوضاع في أي وقت.
وأشار مبارك إلى أن هناك مقدمات غير مطمئنة، بسبب نقل السفارة الأمريكية للقدس، وإعلان إسرائيل ضم الجولان، وكذلك التوسع المستمر في المستوطنات بالأراضي المحتلة.
وكشف مبارك، عن تفاصيل أجواء القمة العربية التي عقدت في بغداد قبل الغزو الأمريكي بشهور قليلة، لافتا إلى أن العاهل الأردني وقتها الملك حسين فاتحه في فكرة إنشاء مجلس للتعاون العربي على غرار مجلس التعاون الخليجي، يضم مصر والأردن والعراق، موضحًا أنه وافق على الفور، بعد أن أخبره الملك حسين أنه تحدث مع صدام حسين في هذا الأمر.
وأضاف "مبارك"،: "قلت للملك حسين مفيش مانع نفكر في إنشاء هذا المجلس، بالذات أن الحديث كان عن تجمع للتعاون الاقتصادي، وبعد شوية قال لي الملك حسين، إن صدام يرى ضم اليمن لهذا التجمع، فقلت له على طول: خد بالك يا جلالة الملك العراق والأردن ومصر ودلوقتي اليمن ده يمكن يفسر أنه ضد السعودية، لازم أطلع السعودية حتى لا يكون هناك تفسير خاطئ".
وأوضح "مبارك"، أن الرئيس اليمني وقتها علي عبدالله صالح، وكذلك الملك حسين، عرضا عليه فكرة تعاون عسكري يتضمن تبادل للقوات، بمعنى أن تُرسل مصر قوات عسكرية للعراق والأردن وفي المقابل تقوم العراق والأردن بإرسال قواتها لمصر، الأمر الذي رفضه "مبارك" تماما.
وعلق الرئيس الأسبق: " التبادل العسكري ده مرفوض، تعاون اقتصادي أه، عسكري لأ" وأنا عندي معاهدة سلام مع إسرائيل والأردن معندوش.. تعاون عسكري ليه إحنا حنحارب مينّ، وبعدين إحنا عندنا اتفاقية الدفاع العربي المشترك عشان نصد أي عدوان على الدول العربية، إحنا مش حنحارب بعض، عشان كده رفضت الفكرة".
وأكد الرئيس الأسبق، أنه صارح صدام حسين رئيس دولة العراق الأسبق بأن الهجوم على الإمارات والكويت غير مبرر، لكنه استمر في الشكوى منهما، مردفا: "طبعا لم يخطر في بال أحد أن يتطور الأمر للي حصل بعد كده".
وقال مبارك"، إن أجواء آخر قمة عربية في بغداد، قبل غزو الكويت، كانت طبيعية بشكل عام، لكن صدام حسين كان حادًا في حديثه عن دول الخليج، خاصة الإمارات والكويت، وكان دائما يردد أن الإمارات والكويت لم يساعداه بما يكفي في الحرب، وكانا يخفضان سعر البترول بما يضره، وكان يرغب أن تقوم الإمارات والكويت بالتنازل عن ديون بلاده.
وأردف الرئيس الأسبق قائلا: "بعد القمة قلت لصدام إني هعدي على حافظ الأسد عشان أطلعه بما دار، لكنه قالي مش مهم تعدي عليه.. قلت له لا حروح له إحنا عايزين نلم الشمل، وفعلا روحت لحافظ الأسد، وقال لي: كويس معدتش عليا قبل القمة كنت حتحرجني علشان أروح".
وقال حسني مبارك، إن يوم رفع العلم على أرض طابا في 19 مارس 1989، كان أعز يوم في حياته، معلقًا: "شاءت الأقدار أن أرفع هذا العلم نيابة عن جيلي كله في الجيش وبالنيابة عن شعب مصر اللي ضحى كتير عشان يستعيد كرامته وأرضه".
وكشف "مبارك"، عن تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن منح الفلسطينيين في غزة جزءا من الشريط الحدودي مع سيناء، قائلًا: "قالي: إذا كان ممكن الفلسطينيين في غزة يخدوا جزءا من الشريط الحدودي في سيناء.. قلت له: انسى.. متفتحش معايا الموضوع ده تاني، حنحارب بعض تاني، فقال لي: خلاص وانتهى الحديث». 
وأوضح الرئيس الأسبق «قلت لشيمون بيريز "انتو عايزين تخشوا الجامعة العربية؟ ابعد عن الكلام ده.. الجامعة العربية دي بيت العرب"».
وأكمل "مبارك" قائلا: "قبل قرار التحكيم في قضية طابا حاولوا يقولولي نديك تعويض نديك مساعدات.. قلتلهم أبدًا.. الأرض هي العرض.. لا أملك التنازل عن شبر من أرض بلدي».
وتابع محمد حسني مبارك: "عملت جاهدا بعد عودة العلاقات مع الدول العربية على لمّ الشمل العربي، من أجل أن يكون لنا صوت وموقف قوي أمام العالم".
وأوضح "مبارك": أنه لما تقرر عقد القمة العربية في بغداد في مايو 1990 سعيت لحضور كل الدول العربية للخروج من حالة الانقسام اللي موجودة.. ونجحت في إقناع كل الزعماء بالحضور إلا حافظ الأسد".
وأردف الرئيس الأسبق، أنه حاول إقناع حافظ الأسد لكنه رفض بسبب الخلافات العميقة بينه وبين صدام، وحدثت مشادات عنيفة بينهم في مؤتمر القمة السابق في المغرب عام 1989، التي كانت أول قمة عربية يحضرها بعد عودة العلاقات، مضيفًا: "تكلمت مع صدام أيامها وقلت له إنك تشددت في خطابك مع حافظ الأسد بشكل يعقد العلاقات بينكم.. الخلاف بينهم كان عميقا".
وكشف " الرئيس الأسبق "، أن مصر لم تُقدم أي تنازلات في علاقتها بإسرائيل من أجل أن تعود العلاقات مع الدول العربية، موضحًا أن مصر لن تتخلى عن القيام بدورها التاريخي في خدمة القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأشار الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قائلا: "لما السادات أعلن في خطابه في مجلس الشعب عام 1977 عن استعداده للذهاب لإسرائيل، كان ياسر عرفات موجود في مجلس الشعب بيسمع الخطاب معانا وسقف لما السادات قال الكلام ده".
وقال "مبارك "، إن السادات سافر على القدس من مطار أبوصوير العسكري القريب من الإسماعيلية، مضيفًا: "بعدها طلعت معاه لمطار أبو صوير وودعته في المطار.. الرئيس السادات كان زعيم شجاع وصاحب رؤية ثاقبة.. والتاريخ أثبت صحة رؤيته".
وأردف " الرئيس الأسبق، "بعدها بأيام الأمريكان سلموا الدعوة للسادات لزيارة إسرائيل.. وبعد كده السادات راح سوريا عشان يطلع حافظ الأسد على قرار زيارته للقدس، لكن السوريين رفضوا رفض بات وسمعنا بعد كده أنهم حتى فكروا يحتجزوا السادات أو يعطلوا الطيارة بتاعته عشان ما يروحش القدس".
وتابع "مبارك"، أنه عندما استلم حكم مصر كانت علاقات مصر مع الدول العربية مقطوعة بعد زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس، واتجاهه نحو السلام مع إسرائيل.
وتابع حسني مبارك، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يرغب في حل الدولتين، ولا يؤمن بمبدأ الأرض مقابل السلام، بل يريد فصل غزة عن الضفة.
وأضاف "مبارك"، "فإذا كان كل اللي بيتم على الأرض اليوم يقوض حل الدولتين طيب إيه البديل؟ إيه الأفق السياسي؟ مشروعات واستثمارات وتعاون، ماشي كويس بس فين المسار السياسي؟ على العموم العرب لازم يبقوا جاهزين للتحرك والرد على الطرح الأمريكي لما تتضح معالمه بشكل رسمي".
وأردف الرئيس الأسبق مبارك: "أنا بطبيعتي إنسان متفائل بس المشهد العام في خصوص هذا الموضوع لا يدعو للتفاؤل، ولكن على العالم العربي أن يكون جاهزا للتعامل مع ما قد يعلن أو يطرح حول هذا الموضوع".
وأوضح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أن «أطماع إيران ومساعيها واضحة، وتهديدهم للخليج لا يمكن السكوت عليه، لكن أطماع إسرائيل أيضا واضحة.. وبالذات في ظل الحكومة الحالية ولابد من التعامل مع الموضوعين بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر».
وكشف "مبارك"، «إذا كان المسار الجديد للسلام المزمع طرحه أمريكيًا لن يتعامل مع القضايا الجوهرية للصراع فمن الصعب التخيل أن يُكتب له النجاح للوصول لسلام عادل ودائم في المنطقة».
وأعرب الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن رأيه في الدور الروسي والأمريكي فيما يخص الشرق الأوسط والمنطقة العربية، قائلا: إنه يعرف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جيدًا، حيث تقابلا كثيرًا منذ أن كان بوتين رئيسًا للوزراء، وأيضًا عندما أصبح رئيسًا لروسيا، موضحًا أنه يعمل على استعادة الدور الروسي في العالم وفي الشرق الأوسط.
وأضاف "مبارك"، أن "بوتين نجح بالفعل في استعادة هذا الدور بشكل فعال ومؤثر في كل القضايا الدولية والإقليمية" وتابع أن الإدارة الأمريكية الحالية هي إدارة غير تقليدية على مستوى الداخل الأمريكي وكذلك على المستوى الدولي، والشعب الأمريكي انتخب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب على هذا الأساس.
وأردف "مبارك": "أتمنى أن تّعي الإدارة الأمريكية جيدا خصوصية الوضع في الشرق الأوسط والإرث التاريخي لمشاكل المنطقة وعلى رأسها قضية السلام العربي الاسرائيلي حتى تكلل أي مبادرات من جانب أمريكا في هذا الإطار بالنجاح.
وأردف قائلا: غير أنني أرى أن قرار نقل السفارة الأمريكية للقدس وكذلك الاعتراف بضم إسرائيل للجولان السورية والتغاضي عن استمرار التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة يقوض بشكل كبير من فرص السلام في المنطقة".
وأشار مبارك إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية سعت قبل توليها مقاليد الأمور وفي الأيام الأخيرة لإدارة أوباما لتعطيل صدور قرار من مجلس الأمن يدين التوسع الاستيطاني في الأراضي المحتلة ولم تفعل شيئا على مدار العامين الماضيين في وجه استمرار هذا التوسع، موضحًا أن وزير الخارجية الأمريكي صرح مؤخرا أن كل المحاولات من الإدارات الأمريكية السابقة للوصول لحل للقضية لم يكتب لها النجاح، وبالتالي علينا أن نتخذ مسار جديد ومختلف.
وأكمل "الرئيس الأسبق" قائلا: "من واقع خبرتي ومعاصرتي لكل ذلك منذ كنت نائبا للرئيس السادات أرى أن المسار ليس هو المهم، المهم الأسس التي ينطلق منها هذا المسار أيا كان شكله، إذا كان هذا المسار الجديد المزمع طرحه من الإدارة الأمريكية لن يتعامل مع القضايا الجوهرية التي هي أساس الصراع، فمن الصعب التخيل أن يكتب له النجاح للوصول لسلام عادل ودائم في المنطقة".