الأربعاء 20 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

المسيرات والذكاء الاصطناعي| أسلحة منخفضة التكلفة تهدد أمن إفريقيا

المسيرات والذكاء الاصطناعي: أسلحة منخفضة التكلفة تهدد أمن إفريقيا وتفاقم الصراعات

طائرة
طائرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في السنوات الأخيرة، باتت المسيرات (الطائرات بدون طيار) تلعب دورًا متزايد الأهمية في ساحات المعارك حول العالم، بما في ذلك القارة الإفريقية.

مع التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي، تحولت هذه الطائرات إلى أدوات أكثر فتكًا وذكاءً، قادرة على شن هجمات دقيقة دون الحاجة إلى تدخل بشري.

 وبينما تزداد المخاوف من انتشار هذه التكنولوجيا بين الحكومات والجماعات المسلحة، يحذر الخبراء من أن الإرهابيين قد يستغلون هذه المسيرات لتعميق الصراعات الدموية في المناطق الأكثر هشاشة، مثل منطقة الساحل.

وأصبحت الطائرات المسيرة جزءًا متزايد الأهمية في ترسانة الأسلحة المستخدمة في ميادين القتال من إثيوبيا إلى ليبيا ومالي، ومع انتشار المسيرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بسرعة، تزداد مخاوف الخبراء بشأن كيفية استخدامها، سواء كانت في أيدي قوات الأمن أو الجماعات المتطرفة.

 وذلك على عكس المسيرات التقليدية التي تعتمد على البشر لتوجيهها، فإن المسيرات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي قادرة على تحديد الأهداف وضربها دون الحاجة إلى إشراف بشري. والخبراء يخشون أن تؤدي زيادة انتشار المسيرات ذاتية التحكم إلى تمكين الجماعات الإرهابية من إلحاق أضرار أكبر بالمدنيين، خصوصًا في منطقة الساحل، حيث لم تسهم الانقلابات في بوركينا فاسو ومالي والنيجر في تحسين الأوضاع الأمنية، بل ربما زادت من تفاقم حالة انعدام الأمن.

في هذا السياق، يقول المحلل روبرت بوكياغا،  في مقال له نُشر في مجلة «أفريكا ريبورت» مؤخرًا: "إن دخول المسيرات إلى أيدي الجماعات المتطرفة في منطقة الساحل أضاف تعقيدًا جديدًا للوضع الأمني المتدهور، مما أدى إلى تصعيد التهديدات وتفاقم الثغرات الأمنية القائمة".

وفي السنوات الأخيرة، أصبحت المسيرات أدوات شائعة للاستخدام في الأغراض المدنية والعسكرية، حيث تم استخدامها خلال جائحة كورونا (كوفيد-19) لنشر رسائل الصحة في المناطق العامة، وتوصيل الأدوية إلى المجتمعات النائية، وتطهير الأماكن العامة.

 وفي المناطق التي تعاني من نشاط المتطرفين، يستخدم الطرفين المسيرات لجمع المعلومات الاستخبارية ومراقبة ساحات القتال.

وأصبحت الطائرات المسيرة منصات جوية منخفضة التكلفة قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة باستخدام قذائف الهاون والمتفجرات، وهو ما استخدمته القوات المسلحة السودانية لمهاجمة مقاتلي قوات الدعم السريع شبه العسكرية.

أما المسيرات الأكثر تطورًا، كتلك التي حصلت عليها بعض الدول الإفريقية من تركيا وإيران، فهي قادرة على تعطيل الدبابات وتدمير مواقع العدو، كما فعل الجيش الإثيوبي ضد المتمردين التيغرانيين مرارًا في عام 2021.

ورغم أن هذه المسيرات العسكرية تُباع بملايين الدولارات، مما يجعلها بعيدة عن متناول العديد من الجماعات المتمردة، إلا أن الحكومات والجماعات المتطرفة يمكنها تسليح الطائرات رباعية المراوح (كوادكوبتر) المتاحة في الأسواق.

وأشارت مجلة «مودرن دبلوماسي» مؤخرًا إلى أن "الوضع ازداد تعقيدًا بسبب التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي والاستخدام المتزايد للمسيّرات في صراعات أوكرانيا والشرق الأوسط".

ويرى الدكتور جيمس باتون روجرز، المدير التنفيذي لمعهد كورنيل بروكس لسياسات التكنولوجيا، أن الصراعات في إثيوبيا وليبيا والسودان تمثل بداية عالم جديد تنتشر فيه المسيرات بشكل غير مسبوق".

كما قال روجرز لموقع «بيزنس إنسايدر»: "يمكننا أن نفهم كيف يمكن إساءة استخدام المسيرات من خلال النظر إلى الحوادث التي ألحقت أضرارًا بالمدنيين في نيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وبوركينا فاسو نتيجة استخدام الدول لهذه التقنية".

ويرى  أن المسيرات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد تصبح جزءًا من ترسانة الإرهابيين، خاصة في منطقة الساحل التي تعاني من ويلات الإرهاب.

وفي هذا السياق، يقول الباحث  أولومبا وأويولي وأوتشي: "من المحتمل أن تقع الأسلحة ذاتية التحكم في أيدي الجماعات الإرهابية والميليشيات في منطقة الساحل، وهو أمر مقلق للغاية، لأنها ستزيد من إراقة الدماء في صراع دموي لا يعرف الرحمة في الأساس".