الأحد 07 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

الذكرى الـ74 ليوم النصر بأوروبا تشهد إرهاصات حرب عالمية ثالثة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تمر اليوم الذكرى الـ74 ليوم النصر في أوروبا ونهاية الحرب العالمية الثانية، والتى تعد الحرب الأوسع والأكثر دموية في تاريخ البشرية، حيث أودت بحياة مليون شخص من المدنيين بسبب القصف الاستراتيجي، ومنه القنبلتان الذريتان "هيروشيما وناجازاكى".. وتمر حاملة المآسى التى شهدتها وخلفتها وتبدو في الأفق إرهاصات حرب عالمية ثالثة بدون مسرح على الأرض للحرب، حيث تتمثل عناصرها في حروب اقتصادية وتجارية ومائية وفكرية وإلكترونية تعددت فيها الأجيال.
والحرب العالمية الثانية هي حرب دولية بدأت في عام 1939 في أوروبا وانتهت في عام 1945، وشارك فيها بصورة مباشرة أكثر من 100 مليون شخص من أكثر من 30 بلدا، منها الدول العظمى في حلفين عسكريين متنازعين، هما قوات الحلفاء ودول المحور.. وقد وضعت تلك الدول كافة قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية في خدمة المجهود الحربي.
وبدأت شرارة الحرب من أقصى شرق الكرة الأرضية، حيث أعلنت الإمبراطورية اليابانية الحرب على جمهورية الصين في عام 1937، مستهدفة السيطرة على آسيا والمحيط الهادي، إلا أن البداية الفعلية للحرب تعتبر في الأول من شهر سبتمبر عام 1939، وذلك عندما قامت ألمانيا باجتياح بولندا، وتوالت بعدها إعلان الحرب على ألمانيا من قبل فرنسا والمملكة المتحدة.
وسيطرت ألمانيا النازية على مساحة واسعة من قارة أوروبا من أواخر عام 1939 إلى أوائل عام 1941، ذلك بعد سلسلة من الحملات العسكرية، مكونة تحالف دول المحور مع إيطاليا واليابان، واتفقت مع الاتحاد السوفييتي على تقاسم الأراضي المجاورة لهما والواقع في نطاقها بولندا، وفنلندا، ورومانيا، ودول البلطيق.
وبقيت المعركة الأساسية في الحرب بين دول المحور من جهة، والمملكة المتحدة إلى جانب دول الكومنولث من جهة أخرى، إضافة إلى حملة في شمال أفريقيا وحملة أخرى في شرق أفريقيا، إضافة إلى معركة برلين الجوية وقصف لندن، وحملة البلقان، ومعركة المحيط الأطلنطى.. وفي عام 1941، قام تحالف دول المحور بغزو الاتحاد السوفييتى، فيما يعرف بـ"عملية بارباروسا"، مما أدى إلى إشعال الجبهة الشرقية، التى مثلت أكبر مسرح للحرب في التاريخ، حيث زجت كبرى دول المحور في حرب استنزاف، وشهدت قيام اليابان بالهجوم على ميناء بيرل هاربر، ومنطقة ملايا البريطانية في المحيط الهادي، فسيطرت سريعا على جزء كبير من غرب المحيط الهادي.
ثم توقف تقدم دول المحور في عام 1942، عندما خسرت اليابان في معركة "ميدواي" بالقرب من ولاية هاواي الأمريكية، وخسرت ألمانيا في معركة "العلمين الثانية" شمال أفريقيا، وهزمها الاتحاد السوفيتى هزيمة ساحقة في معركة "ستالينجراد ".. وفي عام 1943، تلقت ألمانيا سلسلة هزائم على الجبهة الشرقية، وقام الحلفاء بغزو صقلية، بالإضافة إلى غزو إيطاليا حيث استسلمت، فضلا عن انتصارات الحلفاء في المحيط الهادى.
وفقدت بذلك دول المحور زمام المبادرة وبدأت تراجعا استراتيجيا في كافة الجبهات.. وفي عام 1944، قام الحلفاء بتحرير فرنسا فيما يعرف بـ"إنزال نورمندى"، في حين استعاد الاتحاد السوفيتى جميع المناطق التي خسرها وقام بغزو ألمانيا وحلفائها.. وخلال الفترة ما بين عامى 1944 و1945 تراجعت اليابان في جنوب وسط الصين وفي "حملة بورما"، في حين قام الحلفاء بشل حركة البحرية الإمبراطورية اليابانية وسيطرت على الجزر الرئيسية في المحيط الهادي.
وانتهت الحرب في أوروبا بغزو الحلفاء لألمانيا، وسيطرة الاتحاد السوفيتى على برلين، مما أدى إلى الاستسلام غير المشروط من قبل ألمانيا فى عام 1945.. وعقد بعدها مؤتمر "بوتسدام" قرب برلين، والذي صدر في ختامه إعلان بوتسدام، وقامت الولايات المتحدة يومي 6 و9 أغسطس من نفس العام بإلقاء قنبلتين نوويتين على هيروشيما وناجازاكى على التوالى، تبع ذلك استسلام اليابان في 15 أغسطس 1945.
وقد غيرت الحرب العالمية الثانية الخارطة السياسية والعسكرية والبنية الاجتماعية في العالم، وأدت إلى إنشاء الأمم المتحدة لتعزيز التعاون الدولي ومنع الصراعات في المستقبل، وأصبحت الدول المنتصرة في الحرب الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى والصين والمملكة المتحدة وفرنسا أعضاء دائمين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، كما برزت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتى كقوى عظمى على الساحة الدولية.
كما أدت الحرب إلى انحسار نفوذ القوى الأوروبية وتضاءل نفوذ دولها الكبرى، الأمر الذى مهد الطريق للحرب الباردة، والتي استمرت حتى تفتت الاتحاد السوفيتى بخروج بعض مناطقه وبقيت روسيا، التى تحاول حاليا استعادة العرش بعدما استأثرت الولايات المتحدة بمقدرات عالم وحيد القضبية، واندلعت حركات الاستقلال في آسيا وأفريقيا، واتجهت الدول، التي تضررت الصناعة فيها، إلى إصلاح وضعها الاقتصادي.. أما على الصعيد السياسي، فقد بدأت في أوروبا مرحلة تكامل سعيا لتجنب العداوات التى تسبب الحروب، وأن يكون للأوروبيين هوية مشتركة.