خلال مباراة منتخب الدنمارك أمام فنلندا في يونيو 2021، التي جمعت بينهما في إطار منافسات الجولة الأولى من دور المجموعات لبطولة كأس الأمم الأوروبية «يورو 2020»، غادر كريستيان إريكسن ملعب اللقاء محمولًا على نعش يحمله زملاؤه بمنتخب بلاده، الذين شاهدوه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، إثر تعرضه لسكته قلبية، إذ غاب عن الوعى لمدة 5 دقائق أرعب خلالها الملايين من عشاق كرة القدم؛ بسبب توقف قلبه وسقوطه أرضًا بشكل مفاجئ، وذلك قبل إنعاش قلبه من الجهاز الطبي وإنقاذه من الموت بعد استخدام جهاز مزيل الرجفان ونقله للمستشفى، وخضوعه إلى عملية زراعة جهاز تنظيم ضربات القلب، وهو جهاز لمنع خطر الموت المفاجئ.
بادرت تلك الواقعة، أذهان عشاق الساحرة المستديرة في الأيام القليلة الماضية، حينما سقطا لاعبان على أرضية الملعب في بطولتي يورو 2024، المقامة حاليًا في ألمانيا، وكوبا أمريكا 2024 التي تقام على أراضي الولايات المتحدة الأمريكية في الوقت الحالي.
7 دقائق مرعبة في يورو 2024
حبس سقوط بارناباس فارجا مهاجم منتخب المجر الأنفاس داخل ملعب إم إتش بي أرينا وأنفاس المتابعين حول العالم، وذلك في الدقيقة 69 من عمر مباراة المنتخب المجري أمام إسكتلندا في الجولة الثالثة من دور المجموعات لبطولة يورو 2024، بعد اصطدام مروع تعرض له فارجا في كرة مشتركة، ليتوقف الملعب لمدة 7 دقائق، وسط حالة من القلق والخوف.
وسط صرخات اللاعبين من أجل سرعة دخول الطاقم الطبي لإنقاذ فارجا، ظهر دومينيك سوبوسلاي قائد منتخب المجر ممسكًا بنقالة المسعفين، قبل لف ملاءات حول اللاعب المصاب خلال تلقيه العلاج؛ لفرض الخصوصية على المشهد المرعب، الذي نتج عن اصطدام فارجا بالحارس الإسكتلندي أنجوس جان، ليفقد الأول وعيه على الفوز، ما أدى إلى وجود حالة من الذعر والقلق لكل من يشاهد المشهد المأساوي.
لم يكن فارجا يستطع التنفس والحصول على ما يكفي من الهواء، قبل نقله إلى المستشفى، لإصابته بعدة كسور في عظام الوجه، بالإضافة إلى ارتجاج في المخ، ما استلزم تدخلًا جراحيًا عاجلًا، ليخرج بعدها من مستشفى شتوتجارت وهو يتعافى حاليًا في منزله في المجر.
نونيز وأراوخو في حالة رعب
وفي المشهد الثاني هذا العام، تعرض ماكسي أراوخو، لاعب منتخب أوروجواي، لإصابة قوية أجبرته على مغادرة ملعب أرووهيد ستاديوم، الذي احتضن مباراة المنتخب الأوروجوياني أمام الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن منافسات الجولة الثالثة والأخيرة من دور المجموعات من بطولة كوبا أمريكا 2024.
مشهد مرعب ليس لأصحاب القلوب الضعيفة فقط، بل لكل من شاهد واقعة سقوط أراوخو، حيث كاد رونالد أراوخو مدافع فريق برشلونة الإسباني أن يتسبب في إصابة زميله في منتخب أوروجواي بطريقة صعبة حبست أنفاس كل من في الملعب.
حدث ذلك في الدقيقة 20 من زمن اللقاء، أثناء تنفيذ ركلة ركنية للسيليستي داخل منطقة جزاء المنتخب الأمريكي، صعد الثنائي رونالد أراوخو وزميله ماكسي أراوخو لاقتناص الكرة بالاشتراك مع المدافع الأمريكي تيم ريم.
وإثر هذا الاشتراك، نشب صدام قوي بين اللاعبين الثلاثة، وبشكل مفاجئ انقلب الملعب، وركض الفريق الطبي بسرعة لإنقاذ حياة ماكسي أراوخوا بالتنفس الصناعي، حيث نجح ريم في لعب الكرة برأسه، لكنه دفع المدافع رونالد نحو زميله ماكسي أراوخو، ليصطدم الثنائي بالرأس ويسقط الأخير وتصطدم رأسه بالأرض مغشيًا عليه.
وتدخلت الأجهزة الطبية للمنتخبين على الفور، ليتوقف اللقاء أكثر من 5 دقائق لإجراء الإسعافات الأولية للاعبين الثلاثة، إذ عاد رونالد أراوخو وتيم ريم للملعب مرة أخرى، وأكملا اللقاء، ولكن غادر ماكسي أراوخو الملعب محمولًا على محفة، وظهر أنه يعاني من دوار، لذلك عمل الجهاز الطبي على تثبيته جيدًا خوفًا من حدوث أي مضاعفات له، قبل نقله إلى المستشفى.
وبسبب هذا المشهد الصعب، دخل داروين نونيز مهاجم منتخب أوروجواي وفريق ليفربول الإنجليزي في حالة صدمة وخوف، بجانب المدافع رونالد أراوخو، بعدما رأى الثنائي، زميلهما ماكسي الذي فقد الوعي في الحال إثر سقوطه على عشب المستطيل الأخضر.
لذا فارجا وأراوخو، حالتان مرعبتان أعادتا للأذهان، واقعة إريكسن في ملعب باركن، الذى شهد مشهده المؤلم في يورو 2020، قبل أن يعود نجم منتخب الدنمارك إلى الملاعب مجددًا بعد مرور 9 أشهر من المشهد المأساوي.