السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

معبد "أبيدوس".. سجل لتاريخ ملوك مصر

أحد النقوش بداخل
أحد النقوش بداخل معبد أبيدوس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
معبد أبيدوس، هو معبد أثري مصري، يقع أمام المدخل الرئيسي لمعبد أبيدوس، هو معبد جميل ورشيق بناه الملك "سيتي الأول" وهو ثاني ملوك الأسرة التاسعة عشرة، والد الملك رمسيس الثاني، وهو معبد جنائزي وضعه "ستي الأول" داخل سور شامل يضم القبر القديم الذي يفترض أنه قبر الإله "أوزيريس". 
وكان يحيط بهذا المعبد أيام ازدهاره حديقة مزروعة بالنباتات المزهرة، والأشجار الباسقة، وقد كُشف حديثًا عن واجهة المعبد الأصلية، وأعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذي يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثاني للمعبد، ولقد أصابهما التلف، وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالي بأعمدته المربعة وحوائطه التي رسمت عليها بالحفر بعض وقائع "رمسيس الثاني: الحربية، وانتصاراته في آسيا، كذلك كتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به. 
وتُعتبر منطقة معبد "أبيدوس" واحدة من أهم المناطق الأثرية في مصر والعالم، وذلك لمركزها الديني والتاريخي في عصور مصر القديمة فهي تحوى مقابر ملوك مصر الأوائل في عهد الأسرتين الأولى والثانية، وبها آثار من الأسرة التاسعة عشرة.
ولقد اعتبرت أراضي هذه المنطقة مقدسة في نظر المصريين القدماء، حيث كان لها مكانة دينية سامية في عقيدة الفراعنة، وذلك بفضل صلتها بمعبود الشعب القديم أوزيريس، وقد كان الفراعنة يعتقدون في الماضي أن رأس هذا الإله قد دُفنت في هذه المنطقة، بل إن بعضهم كان يعتقد أن جسده كله قد دفن فيها.
وأكمل رمسيس الثاني بناء معبد أبيدوس، بعد وفاة أبيه الملك "سيتي الأول" ولكن الجزء الذي تم تشييده في عهد "سيتي" كان أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذي أكمل بناءه "رمسيس الثاني". 
ويختلف معبد أبيدوس كل الاختلاف عن تصميم غيره من المعابد المصرية التي كان يُشيد معظمها على شكل مستطيل، وكانت جميع ردهاتها وحجراتها على محور واحد، أما معبد "أبيدوس" فإن تخطيطه فريد جدًا، إذ إنه على شكل زاوية قامة، أو على هيئة الحرف اللاتيني L، وتقع مقصورة قدس الأقداس وهي المقصورة الرئيسية بشكل عمودي على سلسلة الأفنية، والقاعات المتعاقبة للأعمدة. 
وتوجد صالة بها أعمدة كثيرة هي قاعة الأعمدة التي شيدها الملك "سيتي الأول" ولكن زخارفها تمت في عهد ابنه "رمسيس الثاني" وطول هذه القاعة 55 مترًا تقريبًا، وعرضها حوالي 11 مترًا، ويرتكز السقف على أربعة وعشرين عمودًا. 
والأعمدة من أسفل مكونة على شكل حزم البردي، أما التيجان فهي على هيئة زهرة لم تتفتح بعد، وتنقسم الأعمدة إلى صفين، كل صف به اثنا عشر عمودا، وكل صف ينقسم إلى ست مجموعات، وفي كل مجموعة عمودان متقاربان، ثم يوجد ممر متسع قليلًا، ونجد عمودين متقاربين آخرين. 
كما يوجد في القاعة أيضًا سبعة ممرات تتصل بالممرات الأخرى التي تماثلها في قاعة الأعمدة الثانية، وتزين جدران واعمدة معبد أبيدوس بنقوش رائعة باللغة الهيروغليفية. 
أما قاعة الأعمدة الثانية وهي القاعة التالية في معبد "سيتي الأول" فنجد أن سقفها محمول على ستة ثلاثين عمود، وتنقسم إلى ثلاثة صفوف، في كل صف اثنا عشر عمودًا، وبينهما سبعة ممرات، وتتصل الممرات ببعضهما البعض في كل من القاعتين، حيث تنتهي بسبعة محاريب مقدسة، والتي كانت توضع فيها محراب الإلهة "إيريس"، والإله "أوزويريس"، والإله أمون، والإله وحور أختي" إله شمس الصباح، والإله "بتاح"، وأخيرًا محراب الملك "سيتي الأول. 
ويوجد خلف محراب "أوزيريس" باب يقود إلى قاعة صغيرة بها أعمدة، وبها ثلاثة مقاصير صغيرة لثالوث الألهة " "أوزيريس وإيزيس وحورس، كما يوجد أيضًا مقاصير أخرى مخصصة لكل من الآلهة "نفرتوم" وبتاح سُكر، ثم " سُكر".
وتُعد النقوس الموجود في هذه القاعة والتي تمت في عهد الملك "سيتي الأول" بديعة جدًا، ومعظم الموضوعات تتحدث وتُمثل الملك سيتي مع الآلهة العظمى لمصر، على الرغم من أن المعبد أنشئ أصلًا تكريمًا للإله أوزيريس، ويتضمن المعبد لوحة للملك "سيتي الأول " وهو يقدم القرابين للإله حورس الذي يظهر بوجه صقر. 
كما يوجد أيضًا من ناحية الجدار الشرقي للقاعة باب في الحائط يقود إلى ممر ضيق يوصل إلى قاعة أخرى ذات أعمدة وفي وسط هذا الممر يوجد أحد النقوش الهامة في تاريخ الفراعنة، وهي عبارة عن قائمة العرابة " والشهيرة بـ "قائمة أبيدوس" والتي تضم أسماء ملوك مصر الذين اعتبرهم "سيتي الأول ملوكًا شرعيين للبلاد، والتي بدأت باسم الملك المينا وانتهت باسم الملك سيتي، وقد أغفلت تلك القائمة اسم الملكة حتشبسوت، وأسماء ملوك الإصلاح الديني، وهم إخناتون، وخلفاءه ومن ضمنهم الرعون الذهبي توت عنخ آمون، وفي الممر الطويل الذي يقود إلى الأوزوريون والذي بدأ في بنائه الملك "سيتي الأول" في 1290- 1279 قبل الميلاد، نجد نقش مجسم للإله "نن" وهو يرفع المركب الشمسة لـ "خبيري" وهو مشهد من كتاب البوابات" ويرمز خبيري إلى الولادة من جديد والتجديد، وكان يصور على شكل جعران "خنفساء".