الأحد 06 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

"أفلوطين".. مؤرخ وحكيم على نهج الفراعنة

قدماء موحدون..

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدار أيام الشهر الفضيل نصطحبكم فى رحلة عطرة، نغوص خلالها فى تاريخ الأسرات المصرية القديمة.. لنرصد كيف بدأت عبادة التوحيد، وكيف آمن الفراعنة بالإله الواحد، فالمراجع تعددت والكتب سُطرت فى إيمان الفراعنة، ولكن بين أيدينا وعلى مدار الشهر كتاب «قدماء المصريين أول الموحدين» للدكتور نديم السيار، والذى بحث ودقق ليصل إلى حقيقة ثابتة، وهى أن قدماء المصريين أول من قال «لا إله إلا الله».

يبدأ الكتاب مع واحد من الحكماء الذين يُمثلون «عقائد مصر القديمة»، فى آخر أيامها، وتحديدًا فى العصر الرومانى، بفيلسوف اللاهوت المصرى «أفلوطين»، المولود فى أسيوط عام ٢٠٥م، وكان ذلك الفيلسوف على عقيدة وديانة المصريين القدماء، فقد كان يؤمن بإله التوحيد، ويذكر الدكتور زكى نجيب محمود، أن الإله فى عقيدة «أفلوطين»، واحد غير متعدد لا تدركه الأفكار ولا تصل إلى كنهه الأفكار ولا يحدده حد وهو أزلى أبدى قائم بنفسه، هو الإرادة المطلقة لا يخرج شيء عن إرادته وهو فى كل مكان، ولا نهائى ولا تحده حدود يختلف عن كل شيء ويسمو على كل شيء. كما ينقل الشهرستانى فى كتابه «أفلوطين والنزعة الصوفية فى فلسفته»، قول أفلوطين: ليس للمبدع الأول «الله» صورة مثل صور الأشياء العلوية ولا السفلية، إن الأول = الله، هو المبدع الحق، وهو الذى لا صورة له، وهو مبدع الصور، وهذا الحديث يُبين لنا مدى تأثر أفلوطين بالحضارة المصرية القديمة التى عرفت التوحيد مذ أن أشرقت شمس البشرية على أرض وادى النيل.

وفى كتابه «قصة الفلسفة اليونانية» يذكر الدكتور زكى نجيب محمود، أن حياة أفلوطين بنيت على الزهد والتقشف لتطهير الروح، ولم يكن يُبيح لنفسه من الطعام إلا ما يُقيم أوده، وكان كثير الصيام والانقطاع عن الطعام والشراب، هكذا كانت حياة الموحد المؤمن الزاهد الورع، وهكذا كانت عقيدته؛ وقد يتعجب البعض من الأثر الكبير لهذا الفيلسوف فى الفكر المسيحى والإسلامى على السواء، فيقول الأديب الراحل عباس محمود العقاد فى كتابه «الله»، «أفلوطين هو أجد فيلسوف يُحسب من صميم المتصوفة، أو يُقال عنه بغير جدال إمام التصوف، الذى امتزجت آراؤه بالطرق الصوفية ولا تزال تمتزج بها إلى هذا الزمان».. ويقول «السيار»:.. وبعد فهذا واحد من أتباع «ديانة القدماء المصريين»، وهو كما ذكر عنه الأدباء والمفكرين والفلاسفة قمة فى التنزيه للذات الإلهية، ولكن التوحيد فى مصر كان أقدم من عصر أفلوطين، لذا، فلنرجع للوراء إلى عصر أقدم، ولكن فى الحلقة المقبلة.