تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية اليوم الأحد، بتذكار القديس الجديد في الشهداء مكاريوس كيوس البيثينيّ، الذي يُعتبر مثالًا عظيمًا في الإيمان والجهاد الروحي. وُلد القديس مكاريوس، واسمه الأصلي مانوئيل، في مدينة كيوس بآسيا الصغرى في عائلة مسيحية. عندما بلغ سن 18، أُجبر من قِبَل والده الذي كان قد جحد الإيمان المسيحي واعتنق الإسلام، على ترك دينه واتباع الإسلام.
لكن الشاب مانوئيل، بعدما أدرك فداحة الخطيئة التي ارتكبها، هرب إلى جبل آثوس، حيث انضم إلى الرهبنة وعاش 12 عامًا في النسك والتوبة. بعد سنوات من الجهاد الروحي، قرر العودة ببركة أبيه الروحي إلى المكان الذي جحد فيه الإيمان، وتوجه إلى مدينة بروسيا.
في بروسيا، ظهر مكاريوس في السوق مرتديًا ثوبه الرهباني وكرَّس حياته للتبشير بالمسيح دون خوف ،إلا أن جهاده الروحي لم يكن خاليًا من الاضطهاد، فقد تم اعتقاله وتعذيبه على أيدي السلطات المحلية. وبعد سلسلة من العذابات، نال إكليل الشهادة عندما تم رجمه وقطع رأسه من أجل إيمانه بالمسيح.
اليوم، تحيي الكنيسة ذكرى هذا القديس الشهيد، وتستلهم من حياته وتوبته العميقة مثالًا على الجهاد الروحي الحقيقي والثبات في الإيمان بالرغم من كل الصعوبات.