الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

"بائعة المناديل" تفوز بالمركز الأول في ماراثون مجدي يعقوب بأسوان

مروة
مروة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم تتجاوز الـ11 عامًا، حلمت بالمدرسة كأي طفلة في سنها، ولكنها بحكم ظروف أسرتها الصعبة اضطرت لبيع المناديل لتساعد والدها، الذي يعمل ماسح أحذية لتلبية بعض احتياجات منزلهم.

وكان الماراثون، الذي نطمه مجدي يعقوب؛ لعلاج أمراض القلب بأسوان، هو تميمة الحظ لمروة، أو كما لقبت بحافية القدمين والذي جعل منها حديث الساعة بعد أن حصدت المركز الأول في الجري.

والتقت "البوابة نيوز"، بالطفلة مروة بائعة المناديل، والتي بدأت في سرد لحظات فارقة مرت عليها عندما علمت بأن الماراثون يتضمن مرحلة يشارك فيها الأطفال بالجري لمسافة كيلو متر، فتقول: "استيقظت مبكرًا كعادتي كل صباح، وأخذت معي المناديل، الذي أبيعه للناس في الشوارع لمساعدة والدي، وتوجهت للشارع، وكان يوم جمعة، وحرصت على ارتداء "الإسدال"؛ لأداء صلاة الجمعة بالمسجد، قبل ذهابي لبيع المناديل".

وتابعت: "بعد خروجي من المسجد لاحظت تجمع ناس كتير أمام حديقة درة النيل، وعندما سألت عن سبب ذلك علمت أنه سباق جري، وهناك مسابقة خاصة بالأطفال، فكرت للحظة وطلبت من مسئول الأمن أن يشارك مع الأطفال في السباق وقلت له "يا عمو أنا عاوزة أشارك معاهم أنا بعرف أجرى كويس"، ووافق على مشاركتي مع الأطفال".

وأضافت: "بدأ السباق وقفت أنا والأطفال عند خط البداية، وكانوا يرتدون الزي الرياضي، وأنا أرتدي "الإسدال"، و"شبشب، وعندما انطلق السباق رفعت الإسدال قليلًا وخلعت الشبشب وجريت حافية القدمين، وكنت أتعب وأنا أجرى لأن المسافة كانت كيلو متر، وفزت بالمركز الأول وقدم لي المنظمين للماراثون ميدالية ومضرب ولعبة، بالإضافة إلى زجاجة زيت من الشركة الراعية، وعقب ذلك تم تنظيم رحلة نيلية وسط النيل للفائزين وتوزيع وجبة غداء لكل طفل والتقطت الطفلة الصور التذكارية معهم".

وعن أحلام الطفلة مروة قالت: "نفسى أروح المدرسة بانتظام، وأجرى في نادى واشتغل لمساعدة بابا في ظروفه"، لافتة إلى أنها لم تلعب في أي أندية من قبل وأنها فازت في الماراثون لأنها كانت تلعب وتتسابق أمام منزلهم مع الأطفال من جيرانها.

ومن جانبه، قال والدها، حسن سالم علي، 38 عاما، مقيم بمنطقة خور المحمودية بمدينة أسوان بأنها الثالثة في ترتيب أخواتها وتوفت والدتها منذ 8 سنوات واستطاعت مؤخرًا أن تلحق بالتعليم، وهي في سن الـ11 بمدارس الفصل الواحد، بعد قيام أهل الخير بمساعدتهم في تعليم الطفلة على نفقتهم الخاصة.

وتابع حديثه: "كنت أعمل في السياحة، وكانت هي مصدر الرزق الوحيد لنا وبعد توقف السياحة بعد الثورة عملت ماسح أحذية وأحيانًا سائق "تروسيكل"، وبعدها تعرضت لحادث أدى إلى إصابتي في بكسر في اليد اليسرى وتركيب شرائح ومسامير بها وناشد والد مروة المسؤولين بتوفير فرصة عمل له لكي يستطيع توفير حياة كريمة لأولاده".