أبو عبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخراشي، أول شيخ للأزهر الشريف، والمعروف لدى المصريين حتى، اليوم، الإمام الخراشي، الكثير منا لا يعرف أن، خلف ستار هذه الكلمة قصة سطرها الشيخ خراشي من أجل المصريين والدفاع عن حقوقهم، ولد الشيخ الخراشي سنة 1010هـ (1601م)، وأقام بالقاهرة، وتوفي ودُفن فيها سنة 1101 هـ 1690م.
سمي بهذا الاسم نسبة إلى قريته "خراش" بمحافظة البحيرة، ولم ينل الشيخ الخراشي شهرته الواسعة هذه إلا بعد أن تقدمت به السِّن، ولذلك لم يذكر أحد من المؤرخين شيئا عن نشأته.
تتلمذ الشيخ الخراشي على يد والده، وهو عالم أزهري، ودرس بالأزهر، حتى أصبح شيخا له.
كثر طلاب العلم حول الشيخ الخراشي، وتوافد عليه من أقاليم مصر، ليطلبوا العلم في الأزهر على يديه، فكان معلما وناصرا لهم في حالة ضيق ظروف بعض الطلاب للإقامة بالقاهرة.
كان الخراشي يحكم بين الناس بالعدل، فهو لا يميل لأحد منه على حساب الآخر.
ذاع صيته بين الناس فمن وقع في أزمة أو ضائقة أو تعرض لظلم يتجه له، بعدها أصبح ملاذًا لكل المصريين، فإذا ظلمك حاكم أو تاجر عليك أن تقول يا خراشي، سيتراجع الظالم عن ظلمه أو تتوجه إليه ليأتي لك بحقك، ومن يومها أصبحت كلمة يا خراشي هي ملجأ للمظلوم، وتتردد هذه الكلمة مع المصريين إلى يومنا هذا.