أظهرت نتائج مسح أن ضعف الاقتصاد والضغوط التضخمية في جنوب إفريقيا خلال العام الحالي أثر على الأسر وشدة انعدام الأمن الغذائي، مؤكدة أن التضخم الغذائي يمثل مشكلة حقيقية في جنوب إفريقيا.
وأوضحت نتائج مؤشر الأمن الغذائي في جنوب إفريقيا 2024 - التي نشرت اليوم /الأربعاء/، وقام به خبراء اقتصاد من جامعة ستيلينبوش في جنوب أفريقيا، ونقلته وكالة "بلومبيرج" - أن نسبة الأمن الغذائي في جنوب إفريقيا سجلت 45.3% في عام 2023، وهي أدنى قراءة منذ عام 2012، وبلغت ذروتها عام 2019 بنسبة 64.6%.
وأشارت النتائج إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في العام الحالي، وتأثيره على الأسر الفقيرة بشدة، حيث بلغ متوسط التضخم الغذائي 10.7 في المائة، وكان ذلك بسبب تأثير مجموعة من العوامل، من بينها: ارتفاع أسعار السلع الأساسية خاصة في الفترة التي تلت الحرب الروسية الأوكرانية، بخلاف الطقس السيئ والتغييرات المناخية التي أثرت على الزراعة.
ودفعت ضغوط الأسعار المرتفعة البنك الاحتياطي في جنوب إفريقيا إلى الحفاظ على سياسة نقدية مشددة لتحقيق الهدف في إبقاء التضخم بالقرب من نقطة المنتصف لنطاق هدفه من 3٪ إلى 6٪، وذلك من خلال رفع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى لها في 15 عام عند 8.25٪ في مايو 2023، والتي لم يبدأ في تخفيفها إلا الشهر الماضي، وخفضه بمقدار 25 نقطة أساس إلى 8٪.
وعلق سانجيف راجبير، كبير مسؤولي الاستدامة في شركة Shoprite، أنه من غير المعقول أن يظل الجوع إحدى أهم القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه البلاد برغم كونها أكبر اقتصاد في أفريقيا وأكثرها تصنيعًا، حيث يتجاوز معدل البطالة 30٪ ويعاني ثلث سكانها من الفقر.
من جانبه، قال ديتر فون فينتيل، أستاذ الاقتصاد في جامعة ستيلينبوش، التي أجرت المسح، أن التضخم الغذائي يمثل مشكلة كبرى في جنوب إفريقيا، حيث تنمو الرواتب بشكل أبطأ وتفقد الأسر وظائفها، بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية بشكل أسرع بكثير.
وأشار إلى أنه برغم انخفاض نسب الجوع على المدى الطويل في جنوب إفريقيا، إلا إنه لا يزال هناك مشكلة تتمثل في أن أسرة واحدة من كل 10 أسر لديهم أطفال يعانون الفقر وطفل من كل أربعة أطفال يعانون من الجوع.
يذكر أن أكبر شركة لتجارة المواد الغذائية في إفريقيا، شوب رايت، قامت بتكليف مؤشر الأمن الغذائي في جنوب أفريقيا 2024 لفهم حالة الأمن الغذائي وتسليط الضوء على أكبر أزمات جنوب إفريقيا.
وتشمل النتائج الإضافية من المؤشر ما يلي: أن هناك أسرة من كل أربعة هي الأفقر في عام 2023؛ وانخفض توافر الغذاء من 2.8 طن من الغذاء الخام للفرد سنويًا في عام 2017 إلى 2.6 طن في عام 2022.
ووجد التقرير أن 25 % من أطفال جنوب إفريقيا يعانون من مرض توقف النمو (التقزم)، وهو عدد مماثل للأطفال في زيمبابوي المجاورة، والتي تعد أفقر بكثير من جنوب إفريقيا. كما أبلغت الأسر عن أدنى تنوع غذائي منذ عام 2019، حيث انخفض عدد المنازل التي تستهلك مجموعة متنوعة من الطعام بنسبة 23 % بسبب الصعوبات الاقتصادية.