السبت 19 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

روسيا تعزز علاقتها مع فنزويلا لمواجهة العقوبات الأمريكية

الرئيس الفنزويلي
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد راهن الروس على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعد رحيل تشافيز، من أجل تعزيز مواقعهم، ويمكن أن نلاحظ بعض التباطؤ في العلاقات بين البلدين في الفترة الأخيرة بسبب العقوبات المفروضة على كل من روسيا وفنزويلا، وبسبب تراجع أسعار النفط العالمية والحالة الاقتصادية المتردية في فنزويلا، ومع ذلك وعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره مادورو خلال لقائهما الأخير في موسكو بتقديم الدعم اللازم لفنزويلا خاصة في المجال الاقتصادي، كما دعا بوتين إلى إجراء حوار بين الحكومة الفنزويلية والمعارضة من أجل تسوية الأزمة بينهما.
والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفنزويلي نيكولاس مادورو في الرابع من أكتوبر الجاري بالكرملين، وبحث الرئيسان العلاقات الثنائية والأزمة السياسية في فنزويلا والضغوط الأمريكية عليها، وشارك مادورو في منتدى "أسبوع الطاقة الروسي" الذي عُقد في موسكو. 
يذكر أن مادورو، الذي زار موسكو قبل عامين صرح عشية لقائه بالرئيس الروسي بأن بلاده تحظى بدعم روسيا، معربًا عن أمله في مواصلة تعزيز التعاون العسكري مع موسكو.
ويصف البلدان العلاقات بينهما بالشراكة الاستراتيجية، وتعول موسكو كثيرًا على فنزويلا باعتبارها واقعة في "الحديقة" الخلفية للولايات المتحدة الأمريكية، وتراهن فنزويلا على روسيا كثيرًا في منع واشنطن من القضاء على النظام الحاكم فيها.
لقد أدى رحيل الرئيس الفنزويلي السابق هوجو تشافيز في العام 2013 إلى إصابة الساسة الروس ببعض التخوف على مصير العلاقات بين روسيا وفنزويلا، والتي تعززت بعد زيارة تشافيز الأولى لموسكو في عام 2001..حينذاك أعلن تشافيز تأييده المطلق لفكرة "العالم متعدد الأقطاب"، واعترافه بروسيا كأحد هذه الأقطاب العالمية الرئيسية. 
وبعد هذه الزيارة، زار تشافيز موسكو أكثر من عشر مرات لتوثيق التعاون مع الحليف الروسي، ونظرت موسكو إلى توثيق التعاون مع كراكاس على أنه أحد الجسور المهمة لعودتها إلى أمريكا اللاتينية بعد غياب طويل استمر منذ انهيار الاتحاد السوفيتي. واعتمد الكرملين في سياسته تجاه فنزويلا على مسارين أساسيين، هما بيع السلاح والتعاون الاقتصادي خاصة في مجال الطاقة. 
وتم التوقيع في 2005 على عقد شراء فنزويلا لمائة ألف قطعة من البنادق الرشاشة الشهيرة (كلاشينكوف) الأمر الذي أثار حفيظة الولايات المتحدة الأمريكية. 
وأكد الجانب الفنزويلي أن هذه الصفقة ضرورية لمواجهة خطر الغزو الأمريكي المحتمل، ولم تفلح الضغوط الأمريكية آنذاك لحث موسكو على التراجع عن هذه الصفقة، حيث وقعت روسيا في 2006 عقدًا جديدًا لبناء مصنع في فنزويلا لإنتاج البنادق المذكورة والذخيرة اللازمة لها، ولذلك فرضت واشنطن في ذات العام حظرًا على بيع السلاح لفنزويلا، وباتت موسكو بذلك مَصدرًا أساسيًا لتسليح هذه الدولة الأمريكية اللاتينية.
وفي إطار هذا التعاون العسكري، تعاقدت فنزويلا على شراء أنواع أخرى من الأسلحة الروسية، منها 38 مروحية عسكرية من طراز "مي ــــ 35"، و24 طائرة مقاتلة من نوع "سوخوي ـــ 30"، و12 وحدة صواريخ مضادة للطائرات قريبة المدى "تور إم ــــ 1"، ودبابات " تي ـــ 72 "، وعربات مشاة من نوع "بي إم بي ـ 3"، وعربات مدرعة "بي تي ار"، وصواريخ " جراد ".
وتُقدر قيمة العقود العسكرية الموقعة بين روسيا وفنزويلا في عهد تشافيز بنحو 11 مليار دولار، ما جعلها أحد المستوردين الكبار للسلاح الروسي. 
وفي نهاية عام 2008، وصلت مجموعة من السفن الحربية الروسية إلى الساحل الفنزويلي للمشاركة في مناورات مشتركة مع القوات البحرية الفنزويلية في بحر الكاريبي على مقربة من الولايات المتحدة.
يذكر أن روسيا باعت أسلحتها إلى فنزويلا في شكل قروض أي أنه تشكلت مديونية على كراكاس لم تُسدد بالكامل حتى اليوم. 
وبجانب التعاون العسكري بين البلدين، استثمرت روسيا في صناعة النفط الفنزويلية وحاولت الحصول على قسم من المديونية المترتبة على فنزويلا نتيجة لصفقات السلاح من خلال تأسيس شركة نفطية مشتركة بين البلدين بغرض التنقيب عن النفط واستخراجه في حوض بحر "أورينوكو"، وبلغت قيمة مشروعات استخراج النفط هذه نحو 20 مليار دولار.
كما تعاون البلدان في المجال المصرفي عبر إنشاء بنك مشترك برأس مال قدره 4 مليارات دولار، ووقعا في 2009 اتفاقية إطارية لبناء أول محطة نووية لتوليد الكهرباء على الأراضي الفنزويلية.
ونتيجة للعلاقات العسكرية والاقتصادية المميزة بين روسيا وفنزويلا، اعترف تشافيز في 2009 باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا، وذلك في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية تُدين اعتراف روسيا بهذين الإقليمين، وعبر هذه الخطوة راهن تشافيز على المزيد من القروض الروسية لتمويل مشترياته من الأسلحة الروسية الحديثة.
وكان تشافيز في كل مرة يزور فيها موسكو يُبلغ الجانب الروسي أنه مستعد للعمل على توثيق التعاون بين روسيا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى عبر البوابة الفنزويلية.