عقب استشهاد زعيم حركة حماس يحيى السنوار في قطاع غزة خلال اشتباكات مع قوات الاحتلال، تعالت الدعوات الأمريكية والغربية لوقف إطلاق النار، وسط تأكيدات إيرانية أن استشهاده سيعزز روح المقاومة، في وقت رفع حزب الله اللبناني جاهزية قواته إلى أعلى درجة.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الحدث يمثل "بداية النهاية" للحرب في القطاع الفلسطيني.
وقال جو بايدن الرئيس الأمريكي: "لقد أصبح من الممكن الآن تصور (اليوم التالي) في غزة بدون وجود حماس في السلطة، فضلًا عن التوصل إلى تسوية سياسية توفر مستقبلًا أفضل للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء، وكان يحيى السنوار عقبة كأداء أمام تحقيق كل هذه الأهداف، وهذه العقبة لم تعد موجودة. ولكن لا يزال أمامنا الكثير لنفعله".
عقب ذلك، أشار بايدن إلى أنه اتصل برئيس الوزراء الإسرائيلي لتهنئته على مقتل السنوار، معربا عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بغزة.
ولفت إلى أنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن إلى إسرائيل للدفع من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، قائلا "لقد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب، وإعادة هؤلاء الرهائن إلى ديارهم، هذا ما نحن مستعدون للقيام به، وسأرسل توني بلينكن إلى إسرائيل.. وذلك خلال أربعة أو خمسة أيام".
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن مقتل زعيم حماس "فرصة يجب اغتنامها حتى يمكن إطلاق سراح جميع الرهائن وحتى تتوقف الحرب نهائيًا"، مؤكدا أنه يعمل "مع شركاء إسرائيليين وعرب وأمريكيين" من أجل "وقف إطلاق النار في غزة" وفتح منظور سياسي ذي مصداقية لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
كما قال إيمانويل ماكرون، إن فرنسا تطلب من إسرائيل إنهاء عملياتها العسكرية في لبنان و"عدم توسيع نطاق عملها على الأرض هناك" و"احترام سيادة" البلاد.
وأكد خلال مؤتمر صحفي عقب القمة الأوروبية في بروكسل أن "سيادة لبنان بالنسبة لفرنسا قضية أساسية ستدافع عنها دائمًا". وشدد أيضًا على "المسؤولية الجسيمة للغاية" التي تتحملها إيران وحزب الله في إطلاق العمليات الإسرائيلية في لبنان.
في السياق نفسه، قال وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، "إنها صفحة يجب طيها لتبدأ المنطقة في طريقها نحو السلام"، ووصف مقتل السنوار بأنها "ضربة قاتلة للحركة الإسلامية، وفرصة فريدة من نوعها، لأنها تمثل نهاية عقبة كأداء أمام السلام، وتمكن من دفع غزة، بل والمنطقة أيضًا، نحو السلام ".
كما قالت كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر، إن مقتل يحيى السنوار "تمنحنا الفرصة لوضع حد نهائي للحرب في غزة ".
وأضافت: "هذه الحرب يجب أن تنتهي حتى تصبح إسرائيل آمنة، ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير".
وفي بيان مصور على منصة إكس، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مقتل يحيى السنوار بأنها "بداية النهاية" للحرب في غزة.
وقال "أقف أمامكم اليوم لأعلن القضاء على يحيى السنوار.
وأضاف: "اليوم، كما وعدنا، صفينا حساباتنا معه. اليوم، تلقى الشر ضربة قوية، لكن المهمة لم تنجز بعد". وتابع رئيس الحكومة، موجهًا حديثه إلى عائلات الرهائن: "سنواصل بكل قوتنا القيام بما هو ضروري حتى عودة جميع أحبائكم، الذين هم أحباؤنا أيضًا. وهذا هو التزامنا الأسمى".
وقال: "لدي رسالة بسيطة لأوجهها إلى أهل غزة. هذه الحرب يمكن أن تنتهي غدًا. ويمكن أن تنتهي إذا ألقت حماس سلاحها وأعادت رهائننا. ستضمن إسرائيل سلامة أي شخص يعيد رهائننا"، مضيفًا أنه إذا قام أي شخص بإيذائهم، فإن "إسرائيل ستطارده وتقدمه إلى العدالة".
من جانبها أكدت إيران، أن مقتل زعيم حماس يحيى السنوار، من شأنه أن "يعزز روح المقاومة" بهدف "التحرير".
وكتبت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة في نيويورك على حسابها على منصة إكس: "سيصبح نموذجا للشباب والأطفال الذين سيواصلون السير على طريق تحرير فلسطين.. طالما استمر الاحتلال والعدوان، ستستمر المقاومة".
كما أعلن حزب الله اللبناني، أنه تتقدم "بأقصى سرعة" في حربها مع إسرائيل، قائلة إنها استخدمت صواريخ موجهة بدقة لاستهداف الجنود. وأعلنت الحركة، في بيان، "الانتقال إلى مرحلة جديدة، وهي السرعة الأعلى في المواجهة مع العدو الإسرائيلي"، مضيفة أنه تم استخدام الصواريخ الدقيقة التوجيه "لأول مرة".