الخميس 17 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

بعد 32 عامًا من انسحابه.. المغرب يعود إلى الاتحاد الأفريقي.. البوليساريو ترحب: يصب في صالح تسوية النزاع.. والجزائر ترفض: "الرباط" حاول طرد الصحراء الغربية من المنظمة

عودة مغربية للإتحاد
عودة مغربية للإتحاد الأفريقي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حقق المغرب نجاحًا دبلوماسيًا كبيرًا بقبول الاتحاد الأفريقي عودته مجددًا إلى المنظمة الأفريقية بعد قطيعة دامت 32 عامًا.
وعلى غير المتوقع رحبت جبهة البوليساريو على لسان وزير خارجيتها محمد سالم ولد السالك بعودة المغرب رغم ضغطه بقوة على دول الاتحاد لرفض عودة الرباط دون اعترافه باستقلال الجمهورية الصحراوية.
ورحب السالك في تصريحات صحفية بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي ما دام الرباط لم يقدم أي اعتراض أو تحفظ على القانون التأسيسي ولا سيما المادة 3 و4 التي تعترف بالحدود التي تركها الاستعمار.
واعتبر السالك أن عودة المملكة المغربية إلى الحاضنة الأفريقية يصب في صالح تسوية النزاع القائم بين البوليساريو والمغرب منذ العام 1975.
وبحسب مراقبين، فإن الخطوة القادمة للمغرب هي العمل على تغيير القانون التأسيسي للاتحاد وطرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد الأفريقي باعتبارها كيان وهمي وفق منظور الرباط.
وطغت عودة المغرب إلى الاتحاد الأفريقي على مناقشات القمة الأفريقية الـ28 المنعقدة بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم، وشهدت انقسامًا كبيرًا بين أعضائها بسبب معارضة بعض الدول لعودة المغرب دون الاعتراف باستقلال الجمهورية الصحراوية لكن الجهود الدبلوماسية للمغرب نجحت في كسب المعركة رغم التحديات الكبيرة نتيجة الدعم الكبير الذي تحظى به جمهورية الصحراء الغربية من قبل العديد من الدول الأفريقية الفاعلة. 
وأعربت المملكة المغربية عن رغبتها في العودة إلى أحضان المنظمة الإقليمية في يوليو 2016 وسط معارضة قوية من قِبل جنوب أفريقيا والجزائر، حيث اشترطوا عودة المغرب باعترافه بالبوليساريو، ومنحه حق تقرير المصير باعتباره عضوًا في الاتحاد الأفريقي.
وعقب مأدبة عشاء أقامها الملك المغربي على شرف زعماء ورؤساء الدول الأفريقية المشاركة بقمة أديس أبابا، كشف مسئول مغربي أن بلاده حصلت على تأييد غير مشروط من 42 دولة افريقية للعودة إلى الاتحاد، وغاب الرئيس الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز عن عشاء الملك المغربي، الأمر الذي يوشي باتساع دائرة الخلافات المغربية الموريتانية لاعتراضه على عودة المغرب بسبب مواقف موريتانيا الدعمة لاستقلال الصحراويين.
وبالتوازي مع الجهود التي تبذلها المغرب من أجل العودة للاتحاد الأفريقي حشدت الجزائر وسائلها الدبلوماسية لمنع المغرب من دخول الاتحاد دون حصول الجمهورية الصحراوية على استقلالها باعتبار أن مبادئ منظمة الوحدة الأفريقية تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها. 


وأكد وزير الشئون الخارجية والتعاون الجزائري رمطان العمامرة، صراحة أن الجزائر ترفض عودة المغرب للاتحاد، وأن نصوص الاتحاد الأفريقي، واضحة تمامًا فيما يتعلق بطلب المغرب الانضمام إليه، مضيفا أن المغرب قام بمحاولة سابقة لطرد البوليساريو من الاتحاد الأفريقي، و"لم يوفق ولن يوفق مستقبلا في مسعاه". 
من جهته طالب رئيس الجمهورية الصحراوية والأمين العام لجبهة البوليساريو إبراهيم غالي، بضرورة إجراء استفتاء تقرير المصير في الصحراء الغربية.
وشدد "غالي" مخاطبًا الأمين العام للأمم المتحدة، خلال مأدبة إفطار نظمها الاتحاد الأفريقي الأحد بأديس أبابا، على أن بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية لابد من أن تستكمل المهمة التي جاءت من أجلها قبل 26 سنة، من خلال الإشراف على تنظيم استفتاء يقرر من خلاله الشعب الصحراوي مصيره، واصفًا المملكة المغربية بالدولة المحتلة، ومعتبرا ممارستها ضد الشعب الصحراوي "انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان لا يمكن استمراره".
وتابع: "هناك شعب ينتظر الأمم المتحدة منذ 26 سنة لتنظم له استفتاء تقرير المصير، وتفتح له المجال للتعبير الحر عن اختيار مصيره".
وعلى ما يبدو فإن أزمة الصحراء الغربية قد أحدثت انقسامات بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، فعودة المغرب قد يترتب عليها مستقبلا طرد الجمهورية الصحراوية العضو بالاتحاد منذ 32 عامًا.
وبدأت قضية الصحراء عام 1975 بعد إنهاء الاحتلال الإسباني وجوده في المنطقة، ليتحول النزاع بين المغرب و"البوليساريو" إلى نزاع مسلح، استمر حتى عام 1991، وتوقف بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار.
وانسحبت الرباط من "منظمة الوحدة الأفريقية" عام 1984 بعد قبول المنظمة عضوية ما يسمى "الجمهورية العربية الصحراوية"، التي أعلنتها جبهة "البوليساريو" من جانب واحد.
وتصر الرباط على أحقيتها في إقليم الصحراء، وتقترح حكمًا ذاتيا موسعًا تحت سيادتها، بينما تطالب "البوليساريو" بتنظيم استفتاء لتقرير مصير المنطقة، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تؤوي النازحين الفارين من الإقليم بعد استعادة المغرب له إثر انتهاء الاحتلال الإسباني.