ملأت جماعة الإخوان الإرهابية الدنيا ضجيجا، ولا تزال، مهددة بتدويل قضية الاختفاء القسرى لعناصرها، متهمة وزارة الداخلية باختطافهم وتصفيتهم أو محاكمتهم على جرائم لم يرتكبوها- حسب وصفهم- وفى كل مرة يظهر الشباب الذين أبلغ الإخوان باختفائهم قسريا فى أحضان تنظيم داعش الإرهابي، فتارة يقاتلون فى جبهات التنظيم فى العراق وسوريا أو ينضمون لخلايا التنظيم فى مصر لتنفيذ عمليات إرهابية.
آخر هؤلاء كان محمود شفيق محمد مصطفى، الذى فجر الكنيسة البطرسية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وتسبب فى مقتل أكثر من ٣٠ شخصًا وإصابة آخرين، حيث قامت الجماعة بالإبلاغ عن اختفائه قسريا بعد الإفراج عنه عام ٢٠١٥، إلا أن المفاجأة كانت بانضمامه لتنظيم بيت المقدس الإرهابي، وفاجأ الجميع بظهوره مرتديا حزاما ناسفا تسبب فى سقوط العشرات من الضحايا والمصابين.
لم يكن محمود شفيق محمد مصطفى هو الحالة الوحيدة الذى أعلنت الجماعة الإرهابية اختفاءها قسريا ثم ظهرت بعد ذلك فى أحضان تنظيم داعش الإرهابي، فهناك العشرات مثله الذين سلكوا نفس مسلكه وانضموا لداعش أو كونوا خلايا نوعية مسلحة تتبع الجماعة الإرهابية كحركة سواعد مصر «حسم» المتهمة بتفجير كمين الهرم الأخير والتى حاولت اغتيال فى السابق مفتى الجمهورية الأسبق الشيخ على جمعة، وبعدها النائب العام المساعد.
خلية حسم فى أسيوط
من بين هؤلاء الأشخاص أيضا الذين ادعت الجماعة اختفاءهم قسريا وظهروا ضمن خلايا الجماعة الإرهابية المسلحة كان خلية أسيوط المكونة من ٣ أشخاص والذى قام الأمن بتصفيتهم عقب مواجهات مسلحة فى أحد العقارات بالمحافظة الصعيدية.
الثلاثى هم محمود سيد حسين، وهو متهم باغتيال أمين شرطة خليفة حسن عبدالجيد – من قوة قطاع الأمن الوطنى بتاريخ ٢٤ أكتوبر ٢٠١٥، واغتيال أمين شرطة شعبان فتحى عبدالحميد – من قوة مركز شرطة ببا بتاريخ ٢١ مايو ٢٠١٥، واستهداف قولا أمنيا بطريق الفيوم وإصابة النقيب أحمد جمال بتاريخ ٢١ أغسطس ٢٠١٥، واستهداف قول أمنى بالطريق الدائرى بمركز ببا نتج عنه استشهاد رقيب شرطة عماد ربيع بتاريخ ٣٠ يونيو ٢٠١٥.
المتهم الثانى هو علاء رجب أحمد عويس، وهو مطلوب ضبطه فى القضية رقم ٢٢٥٠/٢٠١٦ إدارى بندر بنى سويف منها اغتيال أمين شرطة عبدالله إسماعيل – من قوة قطاع الأمن الوطنى بتاريخ ٢٨ يناير ٢٠١٦. المتهم الثالث هو عبدالرحمن جمال محمد عبدالرحمن محكوم عليه بالسجن غيابيًا بالمؤبد فى القضية رقم ١٣٦٢٧/٢٠١٤ جنايات قسم شرطة المنيا بتهمة حيازة مفرقعات وأسلحة آلية.
منفذو حادث قضاة العريش
ومن أهم الظاهرين فى صفوف داعش بعد اختفائهم لفترة طويلة عن الإخوان، كان الثنائى المصرى منفذى العملية الإرهابية التى استهدفت القضاة فى فندقهم بالعريش أثناء انتهائهم من الإشراف على المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية الماضية.
المنفذ الأول للعملية يدعى إسماعيل أحمد وعمره ٢١ عامًا من مركز الحامول بمحافظة كفر الشيخ، وكان يدرس بكلية العلوم وعضو عامل بجماعة الإخوان المسلمين، استمر فى دعمه للجماعة ومشاركته فى تظاهراتها وفعالياتها حتى أصابه اليأس فاختفى ورددت الجماعة كعادتها أنباء اختفائه قسريا فى ظل عدم وجود أى بيانات من الداخلية أشارت إلى قبضها عليه حتى ظهر فى إصدار لتنظيم ولاية سيناء الإرهابى يؤكد مشاركته فى تنفيذ العملية الإرهابية التى استهدفت القضاة فى العريش.
أما المنفذ الثانى للعملية الإرهابية فهو إخوانى أيضا، يدعى عمر محمود عبدالفتاح أحمد ٢٨ سنة مقيم بمدينة نصر وحاصل على ليسانس آداب، شارك فى كل فعاليات الجماعة ومنها اعتصام رابعة، واختفى بعدها تماما دون أن يخبر أحدا إلى أين ذهب حتى ظهر هو الآخر برفقة صديقة فى بيان تنظيم ولاية سيناء بعد حادث العريش الإرهابى الذى تبناه التنظيم.