الأحد 07 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

مدير المركزي الليبي لدراسات الإرهاب يتحدث لـ"البوابة": 43 مصريًا يقاتلون في صفوف "داعش ليبيا".. و"التنظيم" يتشكل من 4 آلاف إرهابي بينهم 2600 بسرت.. ونصف المقاتلين أجانب

عادل الطلحى، مدير
عادل الطلحى، مدير المركز الليبى لدراسات الإرهاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قوات خاصة بريطانية وإيطالية فى مصراتة تقدم المشورة لـ «البنيان المرصوص»
السلاح الليبى كان يصل إلى «بيت المقدس» فى سيناء خلال عهد «الإخوان»
حكومة «السراج» تفتقد الدعم الشعبى «حفتر» قادر على ردع المتطرفين

بين عشية وضحاها يصحو المصريون على خبر احتجاز عدد من الرهائن المصريين على أيدى عناصر من التنظيمات الإرهابية فى ليبيا، وما أن تتمكن أجهزة الدولة من الإفراج عنهم حتى تنفذ التنظيمات عملية اختطاف جديدة، وبعيدًا عن هذه العمليات فإن مجرد وجود هذه التنظيمات على حدودنا الغربية يمثل أقوى تهديد للأمن القومى المصرى، يضاف إلى تهديدات أخرى يمثلها وجود هذا التنظيم القبيح فى أكثر من دولة عربية، فكما نجح التنظيم الإرهابى فى دخول العراق وسوريا مستغلًا الفراغ الأمنى فيهما نجح أيضًا فى دخول ليبيا مستغلًا نفس الأمر، آملًا فى تكوين مناطق نفوذ بها.
«البوابة» تحاور عادل الطلحى، مدير المركز الليبى لدراسات الإرهاب للكشف عن قوة ونفوذ تنظيم داعش الإرهابى فى ليبيا ومدى خطورة هذا التنظيم على مصر فى المستقبل.
■ متى تأسس المركز الليبى لدراسات الإرهاب.. وما دوره؟
- تأسس يوم ٢٠ يناير الماضى، ويهدف المركز إلى إعداد التقارير التى ترصد الجماعات الإرهابية فى ليبيا، كما أنه يقوم بتقديم الاستشارات للجهات الأمنية للتوعية بمخاطر الإرهاب وكيفية مقاومته بكل السبل الممكنة.
■ كيف ترصدون التواجد الداعشى على أرض ليبيا؟
- يتم رصد داعش من خلال مصادرنا داخل المدن التى يتواجد فيها التنظيم، بالإضافة إلى إجرائنا مقابلات مع من تم القبض عليهم لمعرفة أماكن تواجد التنظيم وكيفيه عمل التنظيم وآلياته والاستراتيجيات التى يعمل من خلالها، وأهم القيادات الذين يقودونه فى بلادنا.
■ كم عدد جنود داعش فى ليبيا ومن هم أبرز قادتهم؟
- قوام تنظيم داعش فى ليبيا يتكون من ٤٠٠٠ إرهابى، موزعين فى عدة مدن، منهم حوالى ٢٦٠٠ إرهابى فى سرت، وفى بنغازى يوجد ٤٢٠ داعشيًا، والباقى موزعون فى مدن أخرى.
■ ما جنسيات الدواعش الموجودين فى ليبيا وأعدادهم؟
- يقدر عدد الدواعش الأجانب الموجودين على الأراضى الليبية ما يقرب من ٢٧٠٠ شخص، أغلبهم من الجنسيات التونسية والمالية والمصرية والسودانية.
■ هل توجد نساء منضمات للتنظيم.. وما دورهن؟
- بالطبع هناك نساء كثيرات يعملن داخل التنظيم الإرهابى أبرزهن زوجات عناصر التنظيم، ومعظم هؤلاء النساء من تونس وليبيا ومالى.. ويتمركز عملهن فى الإشراف على البرامج الخاصة بالتثقيف، وإقامة الموائد للمقاتلين، ومعالجة الجرحى، وهناك من النساء من قمن بتنفيذ عمليات إرهابية فى ليبيا، ولكن أعدادهن قليلة للغاية.
■ كم عدد المصريين المنضمين لداعش ليبيا؟
- حوالى ٤٣ مصريًا، البعض منهم كان فى درنة وبنغازى والآن الغالبية منهم موجودون فى سرت.
■ هل داعش ليبيا تنظيم قوى فعليًا؟
- لا، التنظيم يعتمد على دعاية هدفها إظهاره على أنه قوى ولكن فى حقيقة الأمر يفتقر التنظيم إلى الرؤية والخبرة والتجهيز لخوض معارك طويلة الأجل، كما أنه يعانى من عدم التوافق ما بين مقاتليه الأجانب والمقاتلين المحليين، لذا حدث ويحدث دائما نزاعات فيما بينهم أثرت بشكل كبير على تقدمهم.
■ كم عدد الجماعات الإرهابية المتقاتلة حاليًا فى ليبيا والتى رصدها المركز الليبى لدراسات الإرهاب؟
- هناك العديد من الجماعات الإرهابية التى تتقاتل على الأراضى الليبية والتى يصعب رصدها بشكل كبير، ولكن تقسيمها سهل، فمن تلك الجماعات من تمارس الإرهاب ظاهريًا مثل جماعة أنصار الشريعة التى أعلنت مبايعتها لداعش، ومنها من هى داعمة للإرهاب بالفكرة والدعوة مثل الجماعة المقاتلة وجماعة الإخوان.
■ ما أسباب انتشار الإرهاب فى ليبيا؟
- الإرهاب الأسود ظهر واستفحل فى ليبيا بعد سقوط النظام السابق وانهيار المؤسسة العسكرية، وسيطرة قيادات تنظيم الجماعة المقاتلة (تنظيم القاعدة سابقًا) على مداخل ومخارج البلاد، خاصة فى المنطقة الغربية، وأخونة الدولة من خلال سيطرة جماعة الإخوان على المؤسسات الليبية، وعرقلتهم بناء المؤسسة العسكرية، كل هذا جعل البلاد تعانى من فراغ، خاصة فى الجانب الأمنى، وعدم السيطرة على الحدود والمطارات لذا أصبحت ليبيا دولة حاضنة للإرهاب نظرًا لوجود السلاح بكثافة وعدم وجود مؤسسات أمنية فاعلة ووجود المال باعتبار ليبيا دولة غنية ماليًا وهذا كله ساهم بشدة فى ظهور الإرهاب وانتشاره.
■ ما حقيقة قيام أفراد لمخابرات أجنبية بتدريب الجماعات الإرهابية المسلحة؟
- لا توجد عناصر للمخابرات الأجنبية فى شرق البلاد تعمل مع عملية «الكرامة»، ولكن رصدنا وجود عناصر مخابرات وعناصر من القوات الخاصة البريطانية والإيطالية فى مصراتة تقدم المشورة لقوات «البنيان المرصوص»، وهذا ما اعترفت به الدول المذكورة.
■ هل هناك تنسيق بين «داعش ليبيا» وجماعة «أنصار بيت المقدس» فى مصر؟
- فى فترة سيطرة الإخوان على السلطة فى مصر كان السلاح الليبى يصل إلى سيناء من أجل تسليح جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، هذا بالإضافة إلى تسليح بعض المناطق الفلسطينية، خاصة غزة، وأنتم تعرفون التحالف بين جماعة الإخوان وحركة حماس، ولكن بعد سيطرة الجيش على شرق ليبيا ووصول الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى إلى حكم مصر أصبحت الحدود الليبية - المصرية مراقبة من قبل الجيشين المصرى والليبى، وانخفضت نسبة تهريب السلاح والذخيرة.
■ كيف تأثرت أحوال المصريين البسطاء فى ليبيا بعد انتشار الإرهاب بهذه الصورة فى بلادكم؟
- فى المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش يحظى المصريون بالأمن ولم نسجل إلا عددًا بسيطًا من انتهاكات مورست ضدهم، وهى ممارسات فردية ليست ممنهجة، أما المناطق الأخرى فلا نعرف عنها شيئًا وبالطبع مليئة بالانتهاكات.
■ كيف تقيّم أداء الحكومة الليبية الحالية وتعاملها مع الأزمات الراهنة؟
- حكومة الوفاق رغم الدعم الدولى لها إلا أنها تفتقد الدعم الشعبى ومنحها الشرعية من قبل المؤسسة التشريعية المتمثلة فى مجلس النواب، كما أنها أمام جملة من التحديات التى تعيق عملها أبرزها سيطرة الميليشيات الإرهابية على العاصمة طرابلس.
■ هل جماعة الإخوان سبب ما يحدث فى ليبيا؟
- تتحمل جماعة الإخوان النصيب الأكبر فيما آلت إليه ليبيا من تدهور فى الأوضاع الأمنية، فهى من تقلدت مناصب السلطة بعد سقوط النظام السابق بصحبة المعارضة الليبية فى الخارج والجماعة المقاتلة «سجناء بوسليم».
■ كيف وصلت عناصر داعش إلى ليبيا؟
- كما قلت لك فى سؤالك السابق، وصول داعش إلى ليبيا جاء بسبب انهيار المؤسسات الأمنية ومؤسسة الجيش ومن خلال سيطرة القيادات السابقة لتنظيم القاعدة على ليبيا متمثلة فى الجماعة الليبية المقاتلة التى فتحت أبواب ليبيا لدخول عناصر تنظيم داعش، وهو ما حدث بالفعل وأصبح يوجد ما يسمى «داعش ليبيا».
■ من وجهة نظرك.. كيف تقضى ليبيا على الإرهاب؟
- الجيش يخوض حربًا ضد الجماعات الإرهابية بالرغم من قلة الإمكانيات، وقد نجح فعليًا فى تحقيق انتصارات كبيرة للغاية فى بنغازى وقام بتطهير أجدابيا.. والحرب لا تزال مستمرة، ولكن يجب أن يعلم الجيش أن الحرب على الإرهاب تختلف عن الحروب الاعتيادية، فهذا النوع من الحروب يحتاج عدة أمور منها الجانب الاستخباراتى من خلال جمع معلومات، وأيضًا الجانب التوعوى من خلال نشر ثقافة الإسلام الوسطى النابذ للتطرف والإرهاب، باختصار تلك الحرب ليست مجرد حرب أسلحة فحسب.
■ كيف ترى خطورة بقاء داعش فى ليبيا لفترة أطول من هذه؟
- تنظيم داعش فى ليبيا ليس بالقوة التى يتصورها العالم، وأنا أؤكد لك أن الجيش الليبى قادر على الانتصار عليه لو تم دعمه من خلال رفع حظر التسليح عليه.