الثلاثاء 07 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

باسم يوسف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في أغسطس 2011 ظهر باسم يوسف، لأول مرة في برنامجه على قناة “,”أون. تي. في“,” وذلك بعد نجاحه على اليوتيوب، وظهور موهبة جديدة في عالم السخرية السياسية، لنرى إعلاميا ساخرًا، يطل عبر شاشات الفضائيات ينتقد الأوضاع الراهنة بصورة ساخرة، تسمح أن يصل بأفكاره وأسلوبه على ملايين من المشاهدين، قد لا تصل إليها الكتابات الساخرة ولكن!
لم ينجح باسم يوسف في الوصول إلى المستوى الذي يرنو إليه، وأصبح يقدم برنامجه في إطار الإمكانيات المتاحة، ولجمهور قناة “,”أون. تي. في“,” التي ولدت منذ سنوات قليلة، ونظرًا لمواقف صاحبها في هذا الوقت السياسية، رجل الأعمال نجيب ساويرس، أثرت بلا شك على جمهور القناة والمعلنين، وانتقد باسم كعادته القناة وسياساتها عدة مرات، ومنعت قناته حلقة عن الراحل عمر سليمان نائب الرئيس الأسبق حسني مبارك، قبل أن تذاع فيما بعد!
فجأة أصبح باسم يوسف، نجم الشاشة الأول عبر قناة cbc مع ظهوره في القناة عبر “,”نيو لوك“,” في 2012، ليجد من حكم الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي الفرصة للسخرية منهما، مع استغلال إمكانيات القناة واتساع جمهورها، والدعاية الكبيرة التي أنفقت من أجل نجاح برنامجه، كي يظهر مثل الأمريكي المعروف جون ستيوارت.
كعادة المصرين كلما لمع نجم فجأة تنطفئ أنواره فجأة، وهذا الأمر يمكن رصده وتحليله عبر صعود عدد من نجوم الفن والسياسة والإعلام، وآخرين، وأصبح يوسف نجمًا طوال حكم الإخوان، وأصبح الملايين في انتظار ظهوره الأسبوعي، لمعرفة ما سيقدمه من انتقادات ومواقف حول الإخوان والقنوات الدينية الإسلامية، ورغم تهكمه في أولى حلقاته على زملائه بالقناة إلا أنه عاد ليواصل أعماله بعد جلسات صلح عديدة منعت وصول لساحات المحاكم تحت ستار حرية الرأي والتعبير.
بعد سقوط الإخوان لم يجدد باسم يوسف في أسلوبه وظهر كعادته وبنفس أسلوبه رغم اختلاف المواقف وتغيير المزاج العام للمصريين، إلا أن هذا الأمر لم يستوعبه باسم، واعتبر أن الاستمرار على أسلوبه هو شهادة نجاحه، واحترام عقلية المشاهد في عدم الخضوع لسلطة أو تيار ما.
بعد عودة باسم يوسف، وما جاء به في الموسم الثاني، من أسلوب اعتبره البعض أمرًا عاديا، وفي إطار حرية التعبير، بينما اعتبره البعض الآخر مبتذلًا، ولا يليق به التشهير بدولة وكيان ومؤسسات، ليتم منع الحلقة الثانية بعد أن هاجم أسلوب القناة التي يظهر عبر شاشاتها، وسخر من بيانها الذي خرج لتبرئة ذمتها مما يقوم بعرضه، لتتحول الأزمة بين باسم يوسف، والقناة إلى مشكلة كبيرة تتعلق بمشروع اقتصادي يضيف للقناة عددًا من المعلنين، وشريحة أكبر من الجمهور، إلا أن القناة في ذات الوقت لن ترضى أن تظهر أمام جمهورها في موقف المتناقض، وما بين تعليقها على ابتذال باسم يوسف وما تعرضه من قنواتها من مسلسلات مبتذلة أيضا!
الآن باسم يوسف في مأزق؛ لأنه لا يملك إذاعة الحلقة الثانية من برنامجه بموجب الاتفاق مع القناة التي تملك العرض الحصري، أو الإذن بإذاعتها إلكترونيا، رغم انتظار الملايين إذاعتها على اليوتيوب، وشريحة كبيرة في المجتمع تعتبره أصبح من المناهضين لثورة 30 يونيو، وشريحة غير قليلة تعتبر أن ما حدث ضد باسم يوسف ضد حرية الرأي والتعبير، وأن السلطة الحالية لم تتحمل حلقة لباسم يوسف، في حين أنه أمام جماعة الإخوان ومحمد مرسي قد صمدوا على العشرات منها، في حين أن الأزمة لا تخرج عن أمور اقتصادية ومصالح سياسية يبحث عنها رئيس القناة.
الآن باسم يوسف في اختبار صعب، وإما أن يخرج منتصرًا من هذه الأزمة دفاعًا عن موهبته ومشروعه، ويبحث عن التجديد، وإما المضي قدمًا في أسلوبه الذي يسخر من الجميع حتى ولو على حساب الجميع أيضا!