فى الوقت الذى أكد فيه الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه يعمل تحت مظلة مشيخة الأزهر، وبالتنسيق مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وأن خطب الجمعة سبيل للوحدة ولم شمل المسلمين والالتقاء على كلمة سواء، ولن تكون سببًا لشق الصف الأزهرى، إلا أن الواقع لا يزال يبرهن على وجود رغبة لدى الأوقاف فى استمرار التحدى، بعد إعلان عدد من وكلاء المديريات التزامهم بالخطبة المكتوبة والتشديد على كونها من سنن الأئمة الأربعة.
فعلى الرغم من اعتزام الأزهر إلقاء الخطبة المقبلة عن الحج ومناسكه وواجباته وكيفية أدائه، وإعلانه ذلك فى بيان صادر عن المشيخة قبل أيام، خرجت وزارة الأوقاف ببيان لها أمس على موقعها الرسمى، لتؤكد أنها ملتزمة بخطاب من نوع آخر يتحدث عن الإرهاب والإفساد، لتستمر سياسة المخالفة بين الأوقاف والأزهر حول توحيد خطب الجمعة فى جميع مساجد الوزارة على مستوى الجمهورية، على غرار ما حدث فى الأسبوع الماضى.
وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن وزير الأوقاف يريد أن يفرض نفسه كمجدد للخطاب الدينى، مؤكدًا أن «جمعة» لم يقدم أى جديد على أرض الواقع.
وأضاف «كريمة»، فى تصريحات لـ«البوابة»، أن المؤسسات الدينية تتنافس فيما بينها فى إرضاء قيادات الدولة، كى يظهر كل طرف كأنه أول من استجاب لتعليمات الرئاسة فيما يخص قصة التجديد.
ووصف «كريمة» ما يدور على الساحة الدينية بأنها معركة لغير وجه الله، مشيرًا إلى أنهم لو كانوا على إرادة ورغبة الصالح العام للدين لتوافقوا فيما بينهم، مطالبًا بالبعد عن المعارك الإعلامية وإعلاء مصلحة الدين.
من جانبه، قال الدكتور جمال فاروق، عميد كلية الدعوة بجامعة الأزهر، إنه من المحتمل أن تكون مثل هذه الخطبة معدة مسبقًا قبل اللقاء الأخير الذى جمع «الطيب» و«جمعة» بمشيخة الأزهر، الذى اتفق فيه الطرفان على التعاون المشترك.
وأوضح أن وزير الأوقاف أبدى موافقته بالعمل مع مجمع البحوث الإسلامية الخاضع للمشيخة، وأكد أن كل خطب الجمعة المقبلة ستكون من إخراج مجمع البحوث الأزهرى.
واستنكر الشيخ محمد القطاوى، إمام وخطيب بالغربية، انتفاضة الأزهر من أجل الخطبة المكتوبة، فيما تجاهل أزمة الخطبة الموحدة المعمول بها منذ عامين.
