الجمعة 25 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

كلمة بابا الفاتيكان خلال لقاء مسكوني في ساحة الجمهورية في يريفان

بابا الفاتيكان
بابا الفاتيكان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
جرى لقاء مسكونيّ وصلاة من أجل السلام مساء أمس السبت في ساحة الجمهوريّة بالعاصمة الأرمنيّة، وبعد كلمة الكاثوليكوس كاريكين الثاني ألقى البابا فرنسيس كلمة قال فيها لقد ‏رغبت كثيرًا بزيارة هذه الأرض الحبيبة، ‏بلدكم البلد الأول الذي اعتنق المسيحية أنها نعمة لي أن أكون على هذه الجبال حيث، وتحت نظر جبل أرارات، ‏يبدو أن الصمت يحدثنا أيضا؛ وحيث تخبرنا الصلبان الحجرية عن تاريخ فريد مُشبَّع بإيمان صخري وألم كبير، تاريخ غني بشهود كبار للإنجيل وأنتم ورثة لهم.
تابع الأب الأقدس يقول خلال السنوات الماضية، تزايدت الزيارات واللقاءات بين كنيستينا، وقد شاءت العناية الإلهيّة أن نكون معًا مجدّدًا في اليوم الذي نذكر فيه رسل المسيح القديسين لنعزز الشركة الرسوليّة بيننا. 
أشكركم على أمانتكم البطوليّة للإنجيل والتي تشكّل عطية لا تُقدَّرُ بثمن بالنسبة لجميع المسيحيين. 
إن لقاءنا ليس مجرد تبادل أفكار وإنما هو تبادل مواهب: لنحصد ما زرعه الروح فينا، كعطيّة لكل فرد منا. نتقاسم بفرح كبير خطوات عديدة من مسيرة مشتركة وننظر بثقة إلى اليوم الذي، وبنعمة الله، سنتّحد فيه في ملء الشركة الافخارستيّة. 
في هذه المسيرة يسبقنا ويرافقنا العديد من الشهود، وبشكل خاص العديد من الشهداء الذين ختموا بالدم الإيمان المشترك بالمسيح: إنهم نجومنا في السماء ويشعون علينا ويدلوننا على المسيرة التي لا يزال علينا القيام بها على الأرض نحو الشركة الكاملة. 
ومن بين الآباء الكبار أريد أن أشير إلى القديس الكاثوليكوس نيرسيس شنورحالي. لقد تميّز بمحبة عظيمة تجاه شعبه وتقاليده، وكان في الوقت عينه منفتحًا على الكنائس الأخرى ولا يتعب من السعي إلى الوحدة، تحرّكه الرغبة بتحقيق مشيئة المسيح: أن يكون المؤمنون "بِأَجمَعِهم واحِدًا". 
أضاف الحبر الأعظم يقول ولكي نحقق الوحدة الضروريّة لا تكفي، بحسب القديس نرسيس، الإرادة الصالحة لشخص ما في الكنيسة وإنما نحن بحاجة ماسة لصلاة الجميع. لقد كان القديس نرسيس يشعر أيضًا بضرورة تنمية المحبّة المتبادلة لأن المحبة وحدها بإمكانها أن تشفي الذكرى وتداوي جراح الماضي. 
بالنسبة لذلك الكاثوليكوس القديس، من الجوهري في مسيرة الوحدة أن نتشبّه بأسلوب محبّة المسيح "هو الغنيّ" (٢ كور ٨، ٩) الذي "وضع نفسه" (فيل ٢، ٨). 
وعلى مثاله، نحن مدعوون لنتحلى بالشجاعة لنترك القناعات القاسية والمصالح الشخصيّة، باسم المحبة التي تتنازل وتبذل ذاتها، باسم المحبة المتواضعة: إنه زيت الحياة المسيحيّة المبارك، المسحة الروحيّة الثمينة التي تشفي وتقوّي وتقدّس.
تابع البابا فرنسيس يقول "السَّلامَ أَستَودِعُكُم وسَلامي أُعْطيكم. لا أُعْطي أَنا كما يُعْطي العالَم" (يو ١٤، ٢٧). 
لقد سمعنا كلمات الإنجيل هذه التي تحثنا على أن نطلب من الله ذاك السلام الذي يتعب العالم لإيجاده. كم هي كبيرة اليوم العوائق على درب السلام، وكم هي مأساويّة تبعات الحروب، أفكّر بالشعوب المُجبرة على ترك كل شيء، لاسيما في الشرق الأوسط، حيث يعاني العديد من إخوتنا وأخواتنا من العنف والاضطهاد بسبب الحقد والنزاعات.