الإثنين 23 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

خطة الصهاينة: دولة مستقلة لـ"الأكراد" وإسقاط "الأسد"

اقتراح بشن عملية عسكرية فى دمشق

الرئيس السوري بشار
الرئيس السوري بشار الأسد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يبدو أن الخطط اليهودية فى الشرق الأوسط والمنطقة بأكملها لن تنتهى أبدا، فانقسام جنوب السودان عن شماله، وتأجيج الخلافات داخل لبنان، والحصول على الحكم الذاتى لإقليم كردستان، وانفصال إريتريا عن إثيوبيا، كل تلك الأحداث التى ثبت لاحقا التورط الإسرائيلى فيها بدا أنها لن تكون الأخيرة، فما زالت تلعب الدولة العبرية دورا خطيرا فى إطار تقسيم وتفتيت الشرق الأوسط، فانصب اهتمام الساسة الإسرائيليين فى الفترة الأخيرة على أزمة الأكراد فى العراق، وعلى رحيل الأسد من السلطة فى سوريا.
وتعليقا على ما طالب به «مسرور برزانى» رئيس كردستان، بإجراء استفتاء شعبى حول مستقبل الإقليم فى المستقبل القريب، حيث يعتقد أن أغلبية السكان سيصوتون مع الانفصال والاستقلال، أبدت إسرائيل اهتماما كبيرا من أجل تدعيم الانفصال، فى الوقت الذى أعلنت إيران وأمريكا وتركيا اعتراضها على الانفصال، فتركيا ترى فى الدولة الكردية المستقلة تهديدا أمنيا وقوميا لها، وهو ما جعل المُحلل السياسى «تسف برئيل» يتوقع فى مقاله بجريدة «هآرتس» أنه فى حال قامت الدولة الكردية المستقلة فهى ستقوم بدون اتفاق، ومساراتها الجوية باتجاه العالم سيتم إغلاقها، وشبكة الكهرباء التى تربطها بتركيا ستتضرر، والتجارة مع العراق وإيران وتركيا ستنخفض، وبيع النفط الذى يشكل ٩٠ فى المئة من إيرادات الإقليم سيتوقف فى الحدود التركية. 
كما كشف برئيل، أن وفدا رفيع المستوى من المسئولين الأكراد، ومنهم الممثل اليهودى فى وزارة الأديان الكردية «شرزار ماسانى»، زار مؤخرا واشنطن والتقى ممثلى اللوبى اليهودى للمطالبة بمساعدة مالية من أجل تمويل الحرب التى يخوضها الأكراد ضد تنظيم «داعش»، ولكن فى نفس الوقت من أجل جس النبض حول إقامة الدولة المستقلة.
ويذكر أن الأكراد يحملون تعاطفا نحو إسرائيل، فأقيمت فى أربيل هذا العام للمرة الأولى مراسيم لإحياء يوم الكارثة فى حضور ممثلين من روسيا والولايات المتحدة وعدد من دول أوروبا، وأشعلوا ست شمعات لذكرى الملايين الستة ليس هذا فقط فالإدارة الكردية قررت إقامة قسم خاص لليهود فى وزارة الأديان مثل باقى الأقسام التى تعالج الأقليات الدينية، وحسب التقارير فى وسائل الإعلام الكردية فإن هناك عدة آلاف من أحفاد اليهود فى إقليم كردستان، أغلبيتهم اعتنقوا الإسلام أو أخفوا يهوديتهم على مدى عشرات السنين، كما تخطط الإدارة الكردية لإقامة معبد يهودى وإجراء عمليات ترميم بأحياء اليهود القديمة.
كما كشف أحد الأكراد - طلب عدم ذكر اسمه - لصحيفة «هآرتس»، أنه من مصلحة كردستان أن يعود اليهود الأكراد إليها، ليطوروا اقتصادها ويستثمروا بها، فهم ما زالوا يتذكرون بالإيجاب العلاقة التاريخية مع إسرائيل.
وفى سياق آخر، وبعد أن اختارت إسرائيل ألا تتدخل فى الأحداث بسوريا، ظهر واضحا أن هذه السياسة قد تمت إعادة النظر فيها، فمؤخرا طالب مستشار الأمن القومى السابق ورئيس معهد الأمن القومى «عاموس يدلين» فى مقاله بجريدة «يديعوت أحرونوت» بأنه يجب اتخاذ موقف ضد الأسد ونظامه لاستخدامه السلاح الكيميائى، وهو ما وصفه بالجانب الأخلاقى على حد زعمه، كما تطرق يدلين إلى الجانب الاستراتيجى عن رحيل نظام الأسد والذى يعد مصلحة إسرائيلية قائلا: «المحور الراديكالى الذى يقاد من طهران ويمر عبر الأسد إلى حزب الله يشكل التهديد الأكبر على أمننا»، كما نادى يدلين ببلورة استراتيجية من عدة مستويات للتخطيط لرحيل الأسد، أساسها خلق حلف إقليمى سرى مع الدول السنية وعلى رأسها السعودية، دول الخليج، تركيا، الأردن، ومصر، وذلك بالشراكة مع الولايات المتحدة بل ربما تفاهمات هادئة مع روسيا، مستفيدة من تطابق مصالح تلك الدول مع إسرائيل فى مواجهة المحور الشيعى.
فيما رصد «يدلين» عدة نقاط تكتيكية لإسقاط الأسد وإضعاف المحور الشيعى، أولها: القيام بخطورة خطوة سياسية ضد جرائم نظام الأسد والمساعدة فى تقديمه إلى المحاكمة على دوره فى القتل الجماعى وفى استخدام السلاح الكيميائى، على أن تتقدم إسرائيل بما لديها من معلومات حول هذا الشأن، ثانيا: إقحام الولايات المتحدة وروسيا فى هذا الأمر، ثالثا: التفكير فى القيام بعمليات عسكرية محدودة، مثل تدمير المروحيات التى تلقى بالبراميل المتفجرة على المواطنين دون الدخول فى معركة جوية واسعة لتوصيل رسالة للعالم بأن إسرائيل تحافظ على حياة الإنسان، ورابعا: دعم منظمة شهداء اليرموك فى حربها ضد «داعش»، فسقوط الأسد لن يأتى دون محاربة التنظيم.