السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

تفاصيل مقتل طالب بالمطرية بسبب "خناقة ستات"

جدته: جيه ابنهم يجر شكل ابننا

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
والد القتيل: تنازلت عن وصل أمانة لأهل القاتل.. والمكافأة قتل ابني 
فى بيت قديم متهالك، جلست السيدة العجوز القاطنة بحى المطرية بالقاهرة تتحدث مع حفيدها قبل أن يذهب لشراء حوائج البيت، قبل الحديث بينهما بلحظات، حدثت مشادة كلامية بينها وبين بنات جيرانها انتهت إلى لا شيء كعادة مشاجرات السيدات، لكن أحدا لم يتوقع أن تؤدى تلك المشاجرة إلى قتل الطالب «عيد محمد عيد» البالغ من العمر ١٧ عاما على يد جاره.
تحكى جدته العجوز: «جيه ابنهم يجر شكل ابننا، بعد ما البنات اتخانقوا والناس فضوها، ومجرد ما محمد لف وشه ليا، ضربه، الله ينتقم منه بمطواة فى ضهره»، فى البداية لم تدرك السيدة الستينية الموقف، ولكنها تذكرت قول «عيد»: «الله هو فينا من كده» وكأن عيد يضاحك جدته بتلك الكلمات، ولكن جاءت صيحة أحد الجيران «إلحق يا محمد ابنك اضرب بمطواة».
ارتفعت صرخات السيدة لينزل بعدها «محمد عيد» والد المجنى عليه مهرولاً على سلالم المنزل الضيقة، التى لا ترى النور، «حصل إيه ياما محمد ماله»، لم يتمالك الرجل الأربعينى رؤية ابنه وهو يصارع الموت غارقا فى دمائه، إلا أن عم المجنى عليه حمله إلى مستشفى المطرية العام فى تمام الرابعة مساءً، لتستقر الحالة مؤقتاً، ثم فى تمام الثامنة والنصف طلب المستشفى نقل «عيد» إلى مستشفى آخر، ولكن سيارة الإسعاف المجهزة رفضت نقل الحالة بحجة أن مكان نقله مجهول، وأنه يجب على أسرته تحديد مستشفى يستقبل الحالة بتنسيق مباشر مع الطبيب المعالج، وحدث تباطؤ فى الإجراءات إلى أن فاضت الروح إلى بارئها.
عيد محمد عيد، ١٨ سنة، طالب بالصف الثانى الثانوى ولد وحيد وليس لديه أشقاء، ووالده ووالدته منفصلان منذ سنوات، وبعد سنوات من انفصال والديه أصيبت والدته بمرض فى عينيها جعلها تفقد بصرها ولا يوجد سوى ابنها الوحيد هو الذى يقوم بخدمتها خصوصا أنها تقيم بمحافظة أخرى، ولا تقيم بمنطقة المطرية وكان «عيد» يتنقل فى الإقامة بين والده ووالدته.
وكانت المشكلات قد تعددت بين شقيقات المتهم اللاتى كن يدعين دائما أن المجنى عليه يقوم بمعاكستهن، ثم تفاقمت المشاكل حتى اجتمع أهالى المنطقة واتفقوا على «جلسة عرفية» لفض كل تلك المنازعات، وبالفعل حدث ذلك وكان حكم المجلس العرفى هو أن يقوم المتهم بالتوقيع على «إيصالات أمانة» حتى لا يقوم بالتصدى مرة أخرى للمجنى عليه، وقبل أيام من شهر رمضان ذهب والد المتهم إلى أهل المجنى عليه طالبا منه أن يقوم بالتصالح وإعطائهم إيصالات الأمانة التى كانوا قد وقعوا عليها، وبالفعل قام والد المجنى عليه بإعطائه إيصالات الأمانة دليلا على انتهاء الخلافات، وبعد مرور أيام قام المتهم بمضايقه «عيد»، وفى يوم الحادث قام المتهم باستفزاز المجنى عليه واشتبك الطرفان وعندها قام المتهم باستخراج سلاح أبيض وقام بطعنه، ما أدى إلى حدوث نزيف شديد وفر هاربا تاركا عيد غارقا فى دمه.
ويقول والد المجنى عليه «قمنا بإجراء جميع الفحوصات الطبية والإشاعات ولكن دون أى فائدة فإرادة الله كانت أسرع من إرادة البشر فقد توفاه الله، وفوق كل هذا لم يكتفوا بقتل شاب صغير وضياع مستقبله بل أثناء العزاء قاموا بالتعدى على أقاربه، حيث قامت عمة المتهم بتهديد زوج عمة المجنى عليه وقالت لها «خلى مراتك تلم نفسها انتو عندكو ولدين بس».
وقال أحد الجيران إن والد المتهم يقوم بالاتجار فى المواد المخدرة وسبق حبسه منذ سنوات، وأن ابنه كثيرا ما يقوم بالتشاجر بالسلاح الأبيض والتعدى على الكثير من الشباب، وكل هذا نتيجة تدليل والده له خصوصا أنه ولد وحيد أيضا.
وكانت قوة من قسم شرطة المطرية قد قامت بإلقاء القبض على المتهم وعرضه على النيابة العامة، التى قررت حبسه أربعة أيام على ذمة القضية واستكمال التحقيقات، كما أمرت أيضا بدفن الجثة.