السبت 21 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوارات

المناضل الشيوعي ألبير آريه في حواره مع "البوابة نيوز"(2-3): مصر أقرت كتاب "يهودي في القاهرة " على مكتبات المدارس أيام مبارك.. السفارة الجزائرية اشترت منزل كورييل بـ"بلاش".. وهذه الـ5 سنوات هي الأصعب

المناضل الشيوعي ألبير
المناضل الشيوعي ألبير أريه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تستكمل "البوابة نيوز" حوارها مع المناضل الشيوعي ألبير أريه، الذي يكشف في الجزء الثاني الكثير من تفاصيل حياته مع الطائفة اليهودية في مصر، وأسرار أخرى.
أكد ألبير أريه في حواره معنا أكثر من مره علاقة الراحل هنري كورييل القوية بأحمد بن بلا رئيس الجزائر، ومن هنا بدأنا الحديث في الجزء الثانى عن حرب الجزائر وعن بيت كورييل الذي أعطاه للسفارة الجزائرية، قال أريه: "هنرى كورييل اشترك في حرب الجزائر واتسجن في فرنسا وتم الإفراج عنه في سنة 62 مع اتفاقية إيفيان، كانت علاقته كما ذكرت جيده جدا بأحمد بن بلا، وبعد كده ثروت عكاشه كان ماسك الحملة الدولية لإنقاذ أبو سمبل وكان فيه اجتماعات لليونيسكو وعكاشة كان بانتظام يسافر باريس وعند كل سفرية كان لازم يقابل كورييل، انا حتى في أول مقابله مع كورييل في 68 اتقابلنا على القهوة وبعدها استاذن وقالى معلش مش هاقدر اقعد معاك كتير علشان ثروت عكاشه وصل وعندى معاد معاه، عكاشه سجل الكلام ده في مذكراته وقال أن كورييل ساعد كتير في إعادة العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا، وكان بيدى معلومات كويسة وعبد الناصر كان قرر يديله الجنسيه".
ويلفت أريه النظر قائلًا: "لازم نبقى فاهمين إن ماحدش اجبر ثروت عكاشة أنه يكتب الكلام ده في مذكراته لكن الموضوع في النهايه إن كورييل مارجعتلوش الجنسية".
هنا استوقفنا الحديث عن هل كانت هناك أي طلبات لكورييل بعدما علم باستحالة عودته لمصر، خكى أريه: "هو ماكنش عاوز حاجه وماسألش لكن في 63 كورييل طلب من بن بلا حاجه واحده، إنهم يدوه موافقه تأشيرة خروج لوالدته تيجي فرنسا تزورة وترجع، وفعلا عبد الناصر وافق وكانت أول مره تشوفه من سنة 50 وكانت ست كبيرة وقتها، وفى الوقت ده ماكنوش بيدوا تأشيرة الخروج لليهود خالص مهما كانت الظروف، الا في حالة اختيار الخروج بلا عودة".



سألته: "وماذا إذًا عن بيته الذي اهداه إلى السفارة الجزائرية ؟!"، أجاب: "في الفتره الأخيرة في حياة أم كورييل ساءت حالتها المادية بعض الشئ، خصوصا أن كورييل وأخوه كانوا عايشين خارج مصر، فاضطرت هي تأجر الفيلا لسفارة أفغنستان ولكن للأسف أتلفوا معظم ما فيها من ثروات خصوصا السجاد وتركوا الفيلا في حالة مزرية للغاية كما أخذوا الكثير من الأشياء الثمينة قبل رحيلهم، وإتفق كورييل مع بن بلا على أن يتنازل هو واخوه عن ملكية الفيلا لحكومة الجزائر مقابل أجر مادى لوالدته في الشهر وهو 150 جنيها، وعاشت باقى حياتها في شقه صغيرة مع أختها إلى أن توفت بعدها بفتره قليلة وهى مده غير كافيه على الأقل لدفع باقى مستحقات البيت وكأن كورييل اداهم المنزل ببلاش".
يستطرد: "شحاته هارون كان هو المحامى المسئول عن قضية البيت والورق، المستخرجات الرسمية احتاجت فتره من الوقت والمجهود والفلوس خصوصا أن كورييل واخوه كانوا عايشين بره ولما أتقدم شحاته بطلب للسفاره علشان ياخد مستحقاته وأتعابه ماحدش اداله حاجه، وبكده نقدر نعتبرهم خدوا الفيلا ببلاش"
هنا كان السؤال المنطقي: "لماذا لم تساعده الحكومة المصرية وتقف بجانب أمه؟، ردا للجميل الذي قام به في استعادة علاقات مصر الخارجيه وكشفه لخطة العدوان الثلاثى، يقول أريه: "في مصر لا، كمان الفيلا أثرية وتمنها دلوقتى مش قليل وبعد ما توفت والدته خدوا الفيلا بالكامل وماخدش باقى حقه علشان الورق بياخد وقت كتير خصوصا أنه كمان خارج مصر".
هنا سألناه، برأيك لماذا لم يهتم كورييل بالأمر وتركه برمته بعد وفاة والدته؟، يوضح: "تربيتهم كانت مسيحيه، انت عارف أن امه ظاهريا ورسميا يهودية لكنها كانت مسيحية".
وما هو السبب وراء تغير دينها ؟، قال: "في بداية القرن العشرين كان هناك بنات يهوديات اعتنقوا الدين المسيحي، وكان السبب لذلك هو اب يسوعى معروف كان يهتم بقضية الفلاح وقام بأعمال خيرية كبيرة، وكان اسمه الاب هنرى عيهود ألف كتاب مشهور عن الفلاح، وكان من الاوائل الذين قاموا بعمل دعاية عن وضع الفلاح، فكان بيقوم بأعمال تطوعية خيرية كسب من خلالها عطف البنات اليهوديات فاعتنق الكثير منهم الدين اليهود، ووالدة كورييل كانت منهن ولم يتوقف الأمر عند ذلك بل كانت ترغب في أن تعتكف في الدير ولكن إعتبرت أن الأفضل أن تكرس حياتها في عمل الخير فتزوجت من والد كورييل وكان اعمى".
وأكمل: "كثيرا ما قيل من إشاعات أن زوجها ملياردير جدا وصاحب بنك موصيري كورييل ولكن كل هذا الكلام لا ساسا له من الصحه لكنه كان غنيا ولكن للأسف ذهبت معظم أملاكه بعد موته، كما اننى علمت انها قامت بتعميد أولادها بما فيهم كورييل ولكن هذا لم يكن محض اهتمام كورييل لأنه لم يكن متدينا للدرجة الكبرى، لكنه تربى وتتلمذ على يد اليسوعين وهو ما أثر كثيرا على طريقة تفكيرة، كما أن رجال الدين المسيحي كانوا يحبونه جدا وساعدوه كثيرا في عمله من أجل الجزائر وفى منظمة التضامن التي كانت تساعد حركات التحرير وعن طريقه تعرفت على رجال دين كبار وكان منهم من يأتى لمصر لمناصرة القضيه المصرية والفلسطينية ولكن لم يكونوا راضين عن أفكاره الشيوعية، وكنت اسمعهم دائما يقولون خساره المفروض يكون قس، وكان هذا يمثل تناقضا كبيرا في حياة كورييل وشخصيته".



بعد أن انتهى حديثنا عن كورييل كان من الطبيعى أن ننتقل بالذاكره إلى الراحل شحاته هارون المناضل المصري الذي فقد إبنته في مقابل بقائه، وعن علاقتهما حكى: "كنت أعرفه شكلا، وساعات كنا نبقى قاعدين في مكان عام وهو قاعد جمبى وعارفه لكن ماتلكمناش كان ده في الخمسينات وده بيرجع لطبيعة العمل في الحركة الشيوعية أن كل شخص مش المفروض أنه يعرف كل إلى نحوه مادام مافيش علاقه بينه، لكن في 64 بعد ما خرجت لقيت شحاته هارون وجه وقعدنا مع بعض وهو كان بيعانى في فترة ما بين 59 لـ 64، كانت فترة صعبه جدا وقبضوا فيها على معظم الشيوعين، كمان شحاته سابوه لانهم فكرو إنه ساب الشيوعيه وقبل ما نطلع في 64 كان بيبعتلنا كتب في المعتقل بس ماكناش عارفين أن شحاته هو إلى بيبعتهالنا وإبتدى بعدها يظهر ويتصل بوالدتى ويزورها".
وتابع: "بس شحاته خد حقه وكان مشاغب وكان دايما بيبعت خطاب للريس والكلام ده متسجل في كتابه " يهودى في القاهرة"، وفى فترة من الفترات تم إقراره على مكتبات المدارس لما حسين كامل بهاء الدين كان وزير التربية أيام مبارك".
انتقلت ذاكرة أريه إلى الراحل يوسف درويش محامى العمال الشهير، يروي: "إتحبست معاه في الواحات لكن ماكنش فيه علاقه وطيده بينا علشان كنا في تنظيمات مختلفة لكن علاقتنا توطدت في الألفينات وكنت أعرف بنته نوله كنت بشوفها في بيت شحاته على طول كانت زميلة ناديه هارون".
وبعد لحظات من الصمت تذكر شيئًا وقال: "في مره كان عنده حفله ودعانى وكان ساكن جمب الليسية في وسط البلد كان رجع من السفر تقريبا، بعد كده ماشفتوش غير بعد فتره تقريبا في 2002 كان في صحفى بيعمل فيلم معانا واتقابلنا".


كان من الصعب أن يمر بنا الحديث عن الراحل يوسف درويش دون أن نذكر كتاب "تاريخ يهود النيل لجاك حسون" والذي ترجمه درويش، ولكن هذه المره أمدتنا الذاكرة بقصه مختلفه وجميله تبين مدى أمانة الناقل، روى أريه: "لما إبتدى يوسف يترجم كتاب جاك حسون كلمنى في التليفون لما وصل عند شهادة الصحفى إلى اتمسك وراح أبو زعبل وكان كاتب شهادته ووصفه للتعذيب إلى حصل، فقالى معقول ده حصل؟ عندك معلومات؟ قولتله اه شحاته حكالى إلى حصل معاهم فقالى هانقول ايه طيب في ناس شهود قولتله مافيش، كلهم مشيوا، فقالى طب بلاش ننشر الكتاب قولتله ليه يا ياوسف؟ قالى دى هاتبقى نقطة سوده في تاريخ عبد الناصر، فقولتله احنا كشيوعين اخطأنا كتير وكنا عارفين أن في حاجات مش مظبوطه في الاتحاد السوفيتى وساكتين عليها، وكنا بنقول برده مش عاوزين في ظروف الحرب البارده بين معسكرين نقول كلام يضر الاتحاد السوفيتى بس الفتره دى انتهت خلاص لما يبقى فيه حقيقة مهما كانت صعبة لازم تتنشر، بعدها قعد يفكر وفى النهاية قالى عندك حق وكمل ترجمه ونشر الكتاب فعلا".


يعود بالذاكرة مرة أخرى: "بالنسبة لشحاته كان هو اليهودى الوحيد إلى فضل على دينه علشان كده كان الوحيد إلى كان بيتقبض عليه، لأن باقينا اسلم زى انا وأحمد صادق سعد وريمون دويك وكانوا عاوزين يخلصوا منه ولما اتمسك خد علقه جامده وكان المأمور كل شويه ينادى عليه يقول فين إلى عاوز إسرائيل تضرب السد العالى ويضربوه وكسروله نضارته وقطعوله هدومه وأصدقائه الشيويعين لعبو دور كبير بعد ما طلع والى لعب دور أكبر في الإفراج عنه كان لطفى الخولى، فكان في الوقت ده له مكان كبير في التنظيم الطليعي وخالد محى الدين كمان، بعدها كلمونى وروحت لقيت شحاته بهدومه المقطعه وكان بيضحك، بعدها طلب مقابلة شعراوى جمعه وزير الدخلية وحكاله على كل التعذيب إلى حصل وكان تعليق جمعه "أظن كان صعب تدافع عن الإشتراكية في الجو ده"، بس طبعا ماعملوش حاجه بالرغم أنه حكاله التفاصيل كلها وده يديلك فكره عن ازاى صفوا اليهود".



ذكر أريه أن المؤتمر العالمى الذي أقامته مصر كان في نفس الوقت الذي لازال فيه اليهود المصريين في السجون، فكيف نجح المؤتمر وكيف كان مصيرهم في هذا الوقت؟، يوضح: "انا فاكر لما عملنا المؤتمر بتاع نصرة الشعوب العربية ناس من الوفود الاجنبية كان منهم واحد قسيس كاثوليكي وقسيس برتوستانت وواحد يهودى بلجيكي مؤرخ معادى للصهيونية وللإسرائيل، إتفقوا يكونوا وفد علشان يشوفوا اليهود المصريين المسجونين، وقالوا إزاى جايين نناصر مصر ونناصر فلسطين وفى يهود في السجون ده مش معقول، فقالوا عاوزين نقابل رئيس المؤتمر وكان وقتها السادات وقالولى تعالى ترجم، لكن انا رفضت قولتلهم هايقولو جاى معاهم يقويهم فرفضت وقولتلهم خدوا حد من جهاز الترجمة وكان مسئول عنه وقتها الكاتب المشهور إدوارد الخراط، راحوا قابلوا السادات وقالولوا طلع المعتقلين فقالهم انا اعتقلتهم علشان كانوا خطر على مصر وخلاص انا هاشوف الموضوع ونبحث، وبعد كده خرجوا سنة 70 وكلهم مشيوا ماحدش قعد، مضوهم كلهم على تنازل".
الجزء الثانى