وسط زحام الحياة وتعقيداتها، تبقى لمسة الحنان ودفء العطاء هما الشموع التي تضيء دروب القلوب المثقلة بأعباء الفقد والألم، فبين أروقة المجتمع هناك قلوب صغيرة تائهة تبحث عن البهجة، وعن ضحكة صادقة تُنير ملامح وجوهها البريئة، هؤلاء هم الأطفال الأيتام الذين جارت عليهم الأقدار بفقدان سندهم الأول سريعًا.
لكنهم لم يفقدوا حقهم في الفرح والسعادة، فإدخال السرور على قلب طفل يتيم هو فعل إنساني نبيل يلامس أعماق الروح ويرتقي بالمجتمع إلى مراتب الرحمة والإنسانية، فقد حُرموا من دفء الأسرة، ويحتاجون إلى من يمد لهم يد العون، ليس فقط بالدعم المادي، ولكن أيضًا بالحب والاهتمام، ليشعروا بأنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم، وأن هناك من يشاركهم أحلامهم وآمالهم وطفولتهم، ويمنحهم الأمل في غدٍ أفضل.
ووسط هذا المعنى السامي، أشرق نور المبادرة الإنسانية في قرية طحانوب بمركز شبين القناطر بمحافظة القليوبية، حيث اجتمع شباب متطوعون متحمسون ليقدموا لأطفال القرية الأيتام يومًا ترفيهيًا مليئًا بالفرح والبهجة.
لم يكن هذا اليوم مجرد مناسبة عابرة، بل كان رسالة حب واحتضان لهؤلاء الأطفال، وإيمانًا بأن الفرحة حق لهم، وبأن قلوبهم تستحق أن تنبض بالأمل والحياة، فهو بمثابة تعبير حي عن أسمى معاني الإنسانية، ووسيلة لإظهار أنه ما زال في قلوب الناس من الرحمة والطيبة ما يكفي ليمسح دمعة طفل، ويرسم ضحكة على شفتيه.
ففي هذا اليوم، تتجاوز الإنسانية حدود الكلمات، لتصبح فعلًا ملموسًا يعانق القلوب، ويزرع بذور المحبة في أرض العطاء، وإلى جانب الجهود الذاتية وتبرعات أعضاء فريق "رسم البسمة"، شهدت المبادرة دعمًا من بعض رجال العمل الخدمي بالقرية مثل الأستاذ ياسر الدغيدي، الذي يقف مع الفكرة قلبًا وقالبًا، وأكد أن المجتمع بأسره يقف جنبًا إلى جنب مع هؤلاء الأطفال، ومن خلال هذه الجهود المشتركة، تمكن أهالي قرية طحانوب من تحويل يوم عادي إلى ذكرى جميلة في قلوب أولئك الأطفال.
«رسم البسمة»: ننظم حفلًا للأطفال الأيتام بالقرية كل 3 شهور منذ 2018
في قرية طحانوب بمركز شبين القناطر محافظة القليوبية، تجسدت أسمى معاني التكافل الاجتماعي والتعاون المجتمعي عندما اتحد بعض الأهالي بروح من المحبة والعطاء لتنظيم يوم ترفيهي للأطفال الأيتام.
حيث تولى تنظيم هذه الحفلة فريق "رسم البسمة" بالتعاون مع جمعية أعمار للخير والتنمية، وهم مجموعة من الشباب المتطوعين بالقرية الذين حملوا على عاتقهم مسئولية إدخال الفرحة إلى قلوب الأطفال الأيتام.
ولم يتوانَ هذا الفريق عن بذل الوقت والجهد في جمع التبرعات وتنظيم الفعاليات لضمان أن يكون اليوم مثاليًا ومليئًا بالبهجة، فكان هؤلاء الشباب بمثابة العمود الفقري للحفل، حيث عملوا بجد وإخلاص لتجهيز كل ما يلزم من مستلزمات مدرسية وألعاب ووجبات وأنشطة ترفيهية.
بدأت فكرة الحفلة عندما قرر مجموعة شباب متطوعون بقرية طحانوب، القيام بشيء مميز للأطفال الأيتام في قريتهم، فلا يكون هذا اليوم مجرد حفلة عادية، بل تجربة تؤثر بشكل إيجابي على الأطفال والشباب المتطوعين على حد سواء.
فيقول طاهر نصر الدين، أحد أعضاء فريق "رسم البسمة"، إن الحفل بالنسبة للأطفال هو فرصة للخروج من الروتين اليومي والشعور بأن هناك من يهتم بهم ويحبهم، فيمنحهم هذا اليوم شعورًا بالانتماء والفرحة، ويؤكد لهم أنهم ليسوا وحدهم في هذا العالم.
أما بالنسبة للشباب المتطوعين، فيكون فرصة حقيقية لتعزيز قيم العطاء والتعاون، مؤكدًا أن الفريق المنظم للحفل والذي يتكون من 20 شابا وفتاة، يشعرون جميعًا بالسعادة والرضا لرؤية الابتسامة على وجوه الأطفال، ويدركون جيدًا أهمية الأعمال التطوعية في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع، وأضاف "نصر الدين"، أنهم يعلموا تمام اليقين أنهم بإمكانهم من خلال العمل الجماعي والمبادرات البسيطة، إحداث فرق حقيقي في حياة الآخرين.
فيما قال أحمد طاهر قدر، إن التحضير للحفلة يستغرق أسبوعين على الأقل، حيث يقومون بجمع التبرعات اللازمة لشراء الألعاب والهدايا، وأيضًا لتنظيم الأنشطة الترفيهية.
وأوضح أن الحفلة تلك المرة قد أتت بالتزامن مع الموسم الدراسي الجديد، فقرروا شراء المستلزمات المدرسية للأطفال، مع حجز يوم ترفيهي لهم في إحدى الملاعب مع وجود عدة أنشطة ترفيهية، ولم يقتصر الأمر على المستلزمات المدرسية فقط، بل شمل أيضًا ألعابًا وهدايا رمزية لتوزيعها خلال الحفلة.
وأضاف أن فريق "رسم البسمة" يقوم أيضًا بتحضير فقرات اليوم الترفيهي، وتشمل مجموعة متنوعة من الألعاب والأنشطة مثل الألعاب الجماعية، والرسم على الوجه واليد، ومسابقات ترفيهية، مما يُضفى على اليوم جوًا من البهجة والمرح، موضحًا أنه يتم التنسيق بين فريق المتطوعين لتنظيم الألعاب وتوزيع الجوائز لضمان سير اليوم بسلاسة.
ويشير جمال ضياء، إلى أنه يتم حصر الأطفال الأيتام بالقرية عن طريق كشوف المدارس والجمعيات الخيرية، ويتم التواصل مع الأهالي وتبليغهم بموعد الحفل، حتى صار ينتظره الأطفال بلهفة وحب، وأعرب عن امتنانه الشديد لبقية زملائه.
ولفت "ضياء"، إلى أن الحفلة تفوق التوقعات في كل مرة، حيث يجتمع الأطفال بمكان الحفلة ويتم استقبالهم بالابتسامات والأحضان من قبل المنظمين، ويبدأ اليوم بأنشطة ترفيهية بسيطة لكسر الجمود، حيث تم توزيع بالونات ملونة على الأطفال.
وتابع: وحين يكتمل العدد، تبدأ الألعاب الجماعية مثل لعبة شد الحبل، وكرة القدم المصغرة، كما يتم تخصيص زاوية للرسم على الوجه واليد، حيث يتمكن الأطفال من اختيار الرسوم والألوان المفضلة لديهم.
كما أوضح جلال خالد سليم، أن ذلك اليوم ينتظره المتطوعون أكثر من الأطفال، فهو بمثابة إعادة للروح وإمدادها بالطاقة الإيجابية؛ مؤكدًا أن اليوم الترفيهي للأطفال لا يقتصر على الألعاب فقط، بل يشمل عروضًا بسيطة مثل الحكايات المسلية والقصص التفاعلية.
بينما يتم تنظيم مسابقة سريعة للرسم، حيث تتيح للأطفال فرصة التعبير عن أنفسهم من خلال الرسومات والألوان، مع توزيع جوائز رمزية للفائزين، مشيرًا إلى أنه بعد الفقرات الترفيهية، وفي نهاية اليوم تم توزيع المستلزمات المدرسية والهدايا وألعاب صغيرة ووجبات على الأطفال.
نساء الصمود: أطفالنا ينتظرون الحفل بفارغ الصبر
هنا في إحدى قرى القليوبية، تختلط بساطة الحياة بعظمتها، حيث جاء حفلة الأطفال الأيتام كمشهد مُضيء في سماء تعتريها الغيوم، فمن وجهة نظر الأمهات الأرامل، كانت هذه الحفلة أكثر من مجرد يوم ترفيهي؛ كانت نسمة أمل تهب على قلوب أنهكتها مشقة الحياة، فقد وجدت الأمهات متنفسًا لأطفالهن، لحظات تحمل في طياتها الفرح والابتسامة التي طالما افتقدوها.
كل أمٍّ في هذه الحفلة شعرت بأن قلبها يُشرق، فقد وجدت في هذه الفعالية روح التكافل والتراحم، وروح المجتمع الذي لم ينسَ واجبه تجاه أبنائه الأيتام، كانت مشاعرهن مزيجًا من الفرح والامتنان.
فقد أعطى هذا اليوم لأطفالهن أكثر مما يتخيلون؛ أعطاهم شعورًا بأنهم محبوبون ومُقدّرون، وأعطاهم الأمل بأن الحياة، رغم قسوتها، لا تزال تحمل في جعبتها لحظات من الفرح النقي، وبعيون يملؤها الامتنان، نظرت الأمهات إلى أطفالهن وهم يركضون ويلعبون.
كأنهم استعادوا طفولتهم المفقودة ولو لبضع ساعات، فوثقوا بذاكرتهن لحظات نادرة من السعادة، تنعكس في ضحكات الأطفال البريئة، وكأن الحفل جاء ليُعيد إليهم جزءًا من طفولتهم التي سُرقت في غفلة من الزمن.
ففي صباح يوم مشرق، حيث تلونت السماء بأطياف البهجة والفرح، توجهت السيدة "ن. محمد"، وهي أرملة فقدت زوجها منذ سنوات، بصحبة أطفالها الثلاثة إلى الملعب الذي يقام فيه الحفل الترفيهي للأطفال الأيتام بقرية طحانوب، توجهت مع أطفالها الثلاثة حاملين مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن.
فرحةٌ غمرتهم بأن هناك من يشعر بهم ويقدم لهم دعمًا معنويًا وليس ماديًا فقط وكأن هذا اليوم أُقيم خصيصًا ليُدخل السعادة إلى قلوبهم الصغيرة، وحزنٌ طفيف يذكرها بغياب الأب عن مشاركة هذه اللحظات.
وتقول، ودموع الامتنان تنهمر من عينيها، "أرى في هذا الحفل لمسة من العطاء، وفرصة للأطفال لتذوق طعم الفرح الذي حُرموا منه"، وأضافت "شكرًا لكل من جعل هذا اليوم ممكنًا، لقد منحتم أطفالي لحظاتٍ لا تُقدر بثمن، لحظات شعروا فيها أنهم ليسوا وحدهم".
أما أطفالها، فقد أشرقت وجوههم بالابتسامات، وعبرت ابنتها الكبرى عن فرحتها، قائلة "اليوم رائع وقد لعبت كثيرًا وتعرفت على أصدقاء جدد"، أما ابنها الأوسط، فكان مشغولًا بلعب الكرة مع الأطفال الآخرين الذين كانوا يركضون في الملعب بكل حماس.
وأعربت السيدة "ج. خالد" عن امتنانها بفكرة الحفلة ووجهت العرفان للقائمين عليها، قائلة "لم أكن أتخيل أن هناك من سيهتم بإدخال السرور على قلب أطفالي بهذا الشكل، فهذا اليوم يعني لي الكثير، لأنه يشعرني بأنني لست وحدي في مواجهة الحياة، وأن هناك من يشاركنا في حمل هذا العبء".
كانت كلماتها تعبر عن مزيجٍ من الشكر والتقدير لكل من ساهم في إقامة هذا الحفل، ولأنها شعرت في تلك اللحظة بأن مجتمعها لم ينسها، وأن أبناءها الأيتام يحظون بعناية واهتمام من قِبل أهل الخير.
كانت الفقرات الترفيهية تتوالى، من عروض الموسيقي والعرائس إلى الألعاب التفاعلية والمسابقات، وكلها صُممت بعناية لإدخال البهجة إلى قلوب الأطفال، وبمثابة بداية صفحة يملؤها التفاؤل والأمل بمستقبل يحمل لهم كل الخير ويؤكد لهم أن يحظوا بحب واهتمام واحترام جميع من حولهم.
بالجهود الذاتية والتبرعات..
أول قرية مصرية تنظم معرضًا للكتاب أربع سنوات متتالية
هنا في زوايا قرية طحانوب، تلتقي أصالة الماضي بجمال الحاضر وتتجلى روح الثقافة والمعرفة كنبراسٍ يضيء دروب المستقبل، تلك القرية التي لم تكتفِ بأن تكون مجرد نقطة على الخريطة، بل سعت إلى أن تكون واحة للعلم ومنارة للفكر.
فوسط دفء البيوت وتلاحم الأهالي، انطلق معرض الكتاب السنوي للعام الرابع على التوالي، بالجهود الذاتية والتبرعات، وبينما تظل طحانوب وفيةً لتقاليدها الثقافية، يتجدد التزامها عامًا بعد عام في تعزيز مكانة الكتاب وترسيخ قيم القراءة، لتظل رمزًا مضيئًا يحتذى به في نشر العلم والمعرفة.
ولتؤكد أن حب الكلمة وشغف الحروف يمكن أن يجد مساحته حتى في القرى الصغيرة، ليكون بذلك رسالةً حضارية تتجاوز الحدود والأزمنة.
استضافت قرية طحانوب معرض الهيئة العامة للكتاب للعام الرابع على التوالي، بالتعاون مع المجمع الخيري بالقرية برئاسة عادل النحاس، وانطلقت فعاليات المعرض منذ يوم الثلاثاء الماضي، وتستمر حتى يوم السبت المقبل.
حيث قدم مجموعة متنوعة من الأنشطة والفعاليات الثقافية، كما يمثل المعرض فرصة لتعزيز الثقافة والمعرفة بين أهالي القرية والمناطق المجاورة، حيث يُعرض فيه العديد من الكتب والإصدارات في مختلف المجالات، مثل الأدب، والتاريخ، والعلوم، والفنون، مع عروض خاصة تهدف إلى تشجيع الأطفال والشباب على حب القراءة.
يأتي هذا المعرض ضمن الجهود المستمرة لنشر الثقافة والمعرفة في المجتمع، ويهدف إلى تعزيز دور الكتاب كمصدر للمعرفة والإلهام، وقد شهد المعرض حضور العديد من الكتاب والمثقفين، الذين يشاركون في ندوات وحوارات ثقافية تُبرز أهمية القراءة ودور الأدب في تنمية الوعي الاجتماعي.
فيما يعكس التزام الهيئة العامة للكتاب والمجمع الخيري بطحانوب بنشر الوعي والمعرفة، ويعتبر خطوة مهمة لتعزيز الثقافة المحلية وإتاحة مصادر المعرفة للمجتمع.
كما تتوالى الفعاليات خلال أيام المعرض، حيث بدأ الافتتاح بعرض قدمته فرقة لغة الإشارة بقيادة لبنى عبدالعزيز، وقدم خالد الكيلاني محاضرة حول دور الإعلام في التنمية، تليها محاضرة حول تنمية الاقتصاد الوطني يقدمها الكاتب الصحفي محمد الشافعي.
فيما قدم الدكتور السيد عمر، أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية، محاضرة عن التصور الإسلامي والتنمية، وتختتم الفعاليات اليومية بأمسية شعرية برعاية الشاعر سعيد الصاوي ومجدي صالح.
وتستمر الأمسيات والندوات طوال فترة المعرض، منها ندوة بمناسبة المولد النبوي الشريف يقدمها الشيخ أحمد العوضي، ومحاضرة عن دور المرأة المصرية في تنمية المجتمع تقدمها ولاء جمال من إدارة الأزمات والتفاوض بأكاديمية ناصر العسكرية.
كما يقدم محمد فرج محاضرة حول دور الثقافة في التنمية، بينما تُختتم الفعاليات بمحاضرات حول مواضيع متعددة، مثل الصحة النفسية يقدمها كل من الدكتورة ميرفت شوقي والدكتورة أسماء زكي، ومحاضرة عن العقيدة والفلسفة ودورها في تنمية المجتمع يقدمها الدكتور عواد محمد عواد سالم والشيخ محمد نصار.
ويضيف نجاح علي وماجدة أمين رؤيتهما حول دور التعليم في تنمية وتطوير المجتمع، بينما يقدم الكاتب الصحفي محمد جاد هزاع محاضرة بعنوان "ثورة 30/6 وأثرها في المجتمع" اليوم، وتختتم فعاليات المعرض يوم السبت 21 سبتمبر بأمسية شعرية يحييها مسعود شومان وفتحي أبو النور، إلى جانب مجموعة من شعراء القليوبية.
عادل النحاس: نتعاون مع الهيئة العامة للكتاب ولدينا ركن مميز للأطفال
في رحاب قرية طحانوب، يتألق معرض الكتاب كمنارة ثقافية تستقطب جميع أفراد المجتمع، صغارًا وكبارًا، ولعل أبرز ما يميز هذا المعرض في عامه الرابع هو اهتمامه بتوفير الكتب بأسعار في متناول الجميع.
حيث تبدأ بعض الكتب من خمسة أو عشرة جنيهات، بينما تتوفر كتب الأطفال بأسعار تتراوح بين 15 و20 جنيهًا، ليكون بذلك فرصة مميزة لنشر حب القراءة بين كافة الفئات.
شهد المعرض إقبالًا كبيرًا من الأهالي، وتحقيقًا لنجاح واسع في المبيعات، حيث يلقى دعمًا متزايدًا عامًا بعد عام، ولاحظ القائمون على تنظيمه أن الأطفال هم الفئة الأكثر تفاعلًا مع فعاليات المعرض، مما يعكس نجاحه في تحقيق أهدافه الثقافية.
حيث لم يسبق لأي قرية على مستوى الجمهورية أن تنظم معرضًا للكتاب لأربع سنوات متتالية، مما يدل على نجاح الفكرة ورواجها بين الأهالي، الذين يبادرون بالجهود الذاتية وجمع التبرعات، والمساعدة في تنظيم وحضور الفعاليات والندوات الخاصة به.
من جانبه؛ أكد عادل النحاس، القائم على فكرة معرض الكتاب، أن الأسعار في متناول الجميع وهناك كتب تبدأ من خمسة و10 جنيهات، وهناك كتب للأطفال بسعر 15 و20 جنيهًا؛ مؤكدًا أن المعرض جاء تبعًا لنشاط المجمع الخيري بالقرية، الذي يعمل وفقًا لثلاثة محاور وهي المحور الاجتماعي والمحور الطبي والمحور الثقافي، لتنمية الإنسان على كافة الجوانب.
وأشار "النحاس"، إلى أهمية غرس حب القراءة والثقافة منذ الصغر، فهناك ركن خاص للأطفال ويُولي القائمين على تنظيم المعرض اهتمامًا خاصًا بتوفير قصص وروايات للأطفال ومجلات كرتون بأسعار مناسبة، وخاصة الكتب الخاصة بالقيم الإنسانية والتربوية.
وأضاف، أن الإقبال يكون جيدًا وهناك تحقيق كبير للمبيعات، حيث تلقى الفكرة دعمًا عامًا تلو الآخر، مؤكدًا أن الأطفال هم الفئة الأكثر تفاعلًا مع فعاليات المعرض، وأشار إلى أنه تم توفير سلاسل كتب قيمة هذا العام مثل موسوعة مصر القديمة والتي تشمل 16 كتابًا، وموسوعة الأغاني للأصفهاني المكونة من 24 جزءا، وسلسلة وصف مصر 16 جزءا، وكتب متنوعة في الثقافة والتراث والأدب والفن والتاريخ، مؤكدًا أنه لم يسبق لأي قرية على مستوى الجمهورية أن تنظم معرضًا للكتاب لأربع سنوات متتالية، فيما يدل على نجاح الفكرة ورواجها بين الأهالي، الذين يبادرون بالجهود الذاتية وجمع التبرعات، والمساعدة في تنظيم وحضور الفعاليات والندوات الخاصة به.
وقال الطفل "كريم محمد" 9 سنوات، إنه بالأمس قد اشترى كتاب حكايات ريشة وكتابا عن عمرو بن العاص، معربًا عن سعادته البالغة بإقامة معرض الكتاب في قريته، قائلًا "شعرت بسعادة كبيرة، فالمعرض قريب جدًا من منزلنا، مما يعني أنني لا أحتاج إلى استخدام وسائل المواصلات للوصول إليه، وقد كنت دائمًا أسمع عن معارض الكتب وأتمنى زيارتها، والآن أصبح لدينا معرض في قريتنا".
وأضاف، لقد ذهبت إلى المعرض مع أصدقائي، ووجدت هناك الكثير من القصص وروايات الأطفال، ورأيت كتبًا عن المغامرات، وأخرى تحكي عن الحيوانات والأصدقاء، وقد اشتريت عدة كتب لأقرأها قبل النوم، وكانت هناك أيضًا ورش تعليمية ومسابقات للأطفال، مما جعلني أتعلم أشياء جديدة بطريقة ممتعة ومسلية.
وقال الطفل "أحمد خالد" 12 عامًا، إنه سعيد جدًا بتلك الفكرة ويشعر بسعادة أكبر لنجاحها واستمرارها، معربًا عن امتنانه للقائمين عليها وأنهم يختارون انطلاق فعاليات المعرض خلال إجازة المدارس حتى يستطيع الأطفال الحضور.
وأضاف: والدتي ووالدي مسروران لأنهما يعرفان مدى حبي للقراءة، وأصبح الآن من السهل عليّ شراء الكتب التي أحبها، وأتمنى أن يقام هذا المعرض كل عام، لكي نتمكن من التعلم والاستمتاع بوقتنا، وكي يصبح لدينا المزيد من الكتب لنقرأها.