السبت 28 سبتمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

مثقفون يعلقون على تتويج جائزة الرواية العربية لمشوار بهاء طاهر الأدبي.. "العولقي": كاتب يؤمن بالشباب.. "حمودة": الملتقى استعاد جزءًا من دور مصر الثقافي.. و"الوكيل": صاحب أعمال تركت بصمة عند القراء

 وزير الثقافة الدكتور
وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أُختتمت فعاليات ملتقى القاهرة الدولي السادس للرواية العربية، مساء أمس الأربعاء، بحفل الإعلان عن الفائز بجائزة الرواية العربية والتي كانت من نصيب الروائي الكبير بهاء طاهر، الذي تمنى أن تكون الجائزة مناصفة مع الشباب.
وشهد الحفل غياب وزير الثقافة الدكتور عبد الواحد النبوي، الذي حضر بعد انتهاء فعالياته مقدمًا الاعتذار للروائي بهاء طاهر، مؤكدًا أن سبب تأخره كان اجتماع مجلس الوزراء، كما شهد الحفل تكريم لجنة تحكيم الجائزة وعلى رأسها الروائي الجزائري واسيني الأعرج.
وحضر الحفل عدد كبير من الروائيين والمبدعين المصريين والعرب والذين أثنوا جميعًا على الملتقى، معتبرينه خطوة مهمة في استعادة مصر قيمتها الأدبية الكبيرة ففي البداية أعربت الأديبة "عائشة العولقي"، المستشارة الثقافية للسفارة اليمنية، عن سعادتها لحصول بهاء طاهر على جائزة ملتقى القاهرة الدولي السادس للإبداع الروائي العربي، قائلة: "أعرف بهاء طاهر الإنسان والأديب منذ فترة كبيرة، وطاهر صاحب دور ثقافي وتنويري، وله دور واضح في الثقافة بمصر والوطن العربي، وحصوله على الجائزة، إنصاف لقيمة أدبية مثل الروائي بهاء طاهر".
وشدد العولقي على أن كلمة طاهر، وفكرة مناصفة الجائزة مع الشباب، أكثر من رائعة، تدل على روائي يؤمن بالشباب ودورهم، فبعض الكتاب الكبار ممن يتواجد على السطح، لا يريدون تواجد الشباب على الساحة، والحصول على الجوائز، وهم لا يعلمون أن الثقافة ينبغي أن تكون من خلال تواصل الأجيال، والشباب هم المستقبل، والعرب قائدة الثقافة، وعندما توجد القطيعة بين جيل الكبار والشباب، تكون في صالح من يحاربنا عبر الثقافة، فالحرب في العالم الآن ليست حربا بالسلاح إنما من خلال الثقافة.


ومن جانبه أكد الناقد والروائي سيد الوكيل، رفضه لفكرة الروائي بهاء طاهر الحائز على جائزة ملتقى القاهرة الدولى السادس للإبداع الروائى العربى، عن مناصفة جائزة الملتقي مع الشباب، قائلًا:"الفكرة عاطفية، ويشكر عليها طاهر"، فالجائزة قيمتها المادية صغيرة جدًا، ولكن القيمة الحقيقة لها، أنها تستمد قوتها من ثلاث أشياء" أنها من مصر، وتقدم لكاتب واحد، وليست مثل جائزة ساويرس أو البوكر، يحصل عليه صاحب مشروع أدبي، ولديه حصيلة من الأعمال الأدبية"، ومن يحتاج لجائزة بالمناصفة "يروح لجائزة ساويرس".
وتابع الوكيل أن الروائي بهاء طاهر يستحق الجائزة، هو صاحب أعمال تركت بصمة عند القراء، والجميل أن تذهب جائزة الملتقي لروائي مصري.

وقال الناقد الدكتور حسين حمودة، عضو لجنة تحكيم جائزة ملتقى الرواية العربية، إن ملتقى الرواية بشكل عام كان ناجحًا، لأنه استعاد جزءا من دور مصر الثقافي بعد انقطاع خمس سنوات، ونجاح الملتقى في أنه جمع الروائيين والروائيات والنقاد من أكثر من 20 دولة عربية، وكان فرصة عظيمة للتحاور الثقافي بين القامات الإبداعية العربية وخاصة القضاية التي تخص الرواية، وتخص العلاقة بين الرواية والمتلقي العربي بعد كل المتغيرات التي لحقت به.
وأشار حمودة إلى انتهاء ملتقى الرواية العربية بفوز الروائي بهاء طاهر تتويج للدورة السادسة للملتقى، ولا أعتقد أن القيمة المادية للجائزة تعد حملّا على ميزانية مصر.

وقال الناقد محمود الضبع، إن ملتقى الرواية العربية حقق أهدافًا متعددة بعضها يتعلق بالثقافة، وبعضها يتعلق بالإبداع الأدبي والروائي والأهم ما يتعلق بتصدير مشهد داخلي حقيقي، بأن مصر قادرة في ظل الظروف الراهنة التي تحارب فيها بكل قوتها الإرهاب بعقد وتنظيم مؤتمر أدبي كبير كملتقى الرواية العربية يضم أكثر من 20 دولة عربية، يناقش فيه الروائيين العرب قضايا أدبية مهمة.
وذكر الضبع: "أن الجائزة ذهبت لمن يستحقها خاصة أن بهاء طاهر من الروائيين العظام وله منجز روائي مهم، ولذلك أثار بهاء طاهر أثناء كلمته بعد استلام الجائزة قضية الشيوخ والشباب وأشار طاهر إلى أنه قد آن الأوان لأن يعتلي الشباب المنصة وأن يمنحوا الجوائز التي تجعلهم يكملون مسيرتهم وهم في حالة من التفاؤل والأمل وتتبدل شرطية الفائز بجائزة أدبية يجب أن يكون من الشيوخ".
وأكد الضبع: "أن ميزانية وزارة الثقافة لا تتجاوز واحد في المائة من الموازنة العامة ومعروف أن ميزانية وزارة الثقافة في دول أخرى إثنين في المائة وتزيد في دول أخرى، لذلك ماينفق على الثقافة في مصر لا يتجاوز شيء قياسا إلى الدول الأخرى وبالتالي قيمة الجائزة لا تمثل عبء على مصر بالعكس أزمة هذا المجتمع والأمة العربية في الثقافة والوعي، ولابد أن يوضع ملف الثقافة في مقدمة الأولويات باعتبار أن الثقافة هي حائط الصد لكل الأفكار المتطرفة".

من جانبه، قال الكاتب والناقد الكبير محمد براد، إن الروائي الكبير بهاء طاهر يستحق جائزة الرواية عن جدارة، مضيفًا: "لقد عاش فترة خصبة ممتلئة بالأسئلة الحرجة، واستطاع أن يستوحيها في أشكال فنية وروائية جيدة لاقت قبولا عند جمهور واسع".
ولفت برادة، عقب إعلان الفائز بجائزة الملتقى مساء أمس، إلى أن طاهر مثقف له مواقف وطنية وقومية، ومثقف واعي أسهم منذ بداية الستينيات في تأسيس الثقافة العربية الجديدة عندما كان مسئولًا عن البرنامج الثاني، وكانت رحلته مليئة بالوعي والتبصر في نفس الوقت. 
وعلق برادة، على حديث الكاتب جمال الغيطاني، حول قيمة الجائزة ومصاريف الملتقى في وسط الأزمة الاقتصادية التي تشهدها مصر قائلا: "إن قيمة الجائزة ضئيلة ولا تتجاوز العشرين ألف دولار"، لافتًا إلى أن المبدعين يستحقون دائمًا جوائز حتى في الأزمة، مؤكدًا أنهم مستمرون في إبداعهم من أجل تسجيل كل اللحظات العميقة في تاريخ كل مجتمع.

وقال الروائي الدكتور عمار على حسن: "إن ملتقى الرواية العربية وصل ما انقطع منذ أحداث ثورة يناير من خلال استضافة القاهرة للروائيين العرب الذين ينتمون إلى أجيال عمرية متعددة وإلى مدارس واتجاهات أدبية متنوعة وانضم إليهم مصريون، والكل سواء من قدموا شهادتهم كروائيين أو من قدموا شهادتهم كنقاد، كل ذلك أعطى للملتقى زخم وقيمة".
وأوضح حسن أن مصر الأولى أن تقدم جائزة كبرى والقيمة المادية للجائزة لا بأس في زيادتها، خاصة أن مكانة مصر الثقافية والحضارية كبيرة، وما حققه ملتقى الرواية العربيىة دفع بقوة مصر الناعمة وأكد على دور مصر الثقافي الذي لا يمكن التخلي عنه تحت أي ظروف سياسية،أو أمنية، أو مادية.