التحول للطاقات المتجددة والترشيد للاستهلاك أبرز القضايا التي تركز عليها المؤسسات والدول حاليا لتحقيق التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة.
يعد المتحف المصري الكبير نموذجًا للمؤسسات المصرية والعالمية فى هذا المجال، حيث يستهدف توفير 75 % من احتياجاته البالغة 15 ميجاوات من الطاقة الخضراء وفى مقدمتها الطاقة الشمسية وبالفعل ينتج الآن أكثر من ميجاوات يتم ضخها بالشبكة القومية للكهرباء وتطبيق أعلى معايير الأمن السيبراني، وتحسين اعتمادية الشبكة إلى 22%، وخفض زمن الأعطال بنحو 5 أضعاف، ومراقبة استهلاك الطاقة لتحقيق الكفاءة وتوفير الطاقة بنسبة 24%.
إدارة المتحف المصري الكبير، أكبر متحف في العالم يروي قصة تاريخ الحضارة المصرية القديمة. لم تتوقف عند هذا الحد بل بحثت عن كل جديد يجعل المتحف نموذجا فى إدارة الطاقة وتحقيق اعلى كفاءة لها باعتباره سيكون رمزا للجهود المصرية يشاهده كل الجنسيات العالمية التي ستزور المتحف فى الحفاظ على البيئة ومقاومة الاحتباس الحراري.
وتم توقيع مذكرة تفاهم بين المتحف المصري الكبير، وشنايدر إلكتريك، لتعزيز أفق التعاون المشترك من خلال أحدث الحلول التكنولوجية المتطورة بحضور اللواء عاطف مفتاح - المُشرف العام على مشروع المتحف والمنطقة المحيطة، وسيباستيان رييز - الرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك لمنطقة شمال شرق إفريقيا والمشرق العربي.
تهدف مذكرة التفاهم إلى بحث تصميم وبناء مفهوم المتحف الذكي في المتحف المصري الكبير من خلال تقنيات لإدارة البنى التحتية مثل الكهرباء، أنظمة التدفئة والتهوية وتكييف الهواء المياه، الغاز، شبكات البيانات، ومركز القيادة والتحكم، وغيرها. وتسهم تلك الحلول في تمكين المؤسسات من تحسين موثوقية الشبكة الكهربائية، التنبؤ بالأعطال والتعامل معها بشكل سريع وأكثر كفاءة مما يضمن استمرارية التيار، تقليل استهلاك الطاقة، الحماية ضد الهجمات السيبرانية، خفض الانبعاثات الكربونية ومساعدة المؤسسات في تحقيق أهداف الاستدامة الخاصة بهم.
الشراكة الجديدة امتدادا للتعاون الفعال بين الجانبين في مشروع متحف مراكب الملك خوفو بالمتحف المصري الكبير، والذي حصل على جائزة أفضل مشروع لحلول الطاقة الذكية ومنظومة إدارة الطاقة على مستوى العالم لعام 2023، وهو ما يعد شهادة دولية على كفاءة التصميم الهندسي الذي قامت به الإدارة الهندسية بالمتحف.
قال اللواء عاطف مفتاح ان المتحف المصري الكبير هو رمز لهويتنا الوطنية وعراقتنا الحضارية، ونحن عازمون على جعله نموذجًا يحتذى به في مجال المتاحف على مستوى العالم، بتسخير أحدث التقنيات لخدمة تراثنا العريق، لتقديم تجربة زائر فريدة من نوعها، وتعزيز مكانة مصر كوجهة سياحية عالمية، والمساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي تتبناها الدولة".
أشار سيباستيان رييز، أن المتحف المصري الكبير، مثالًا على اندماج الحضارة المصرية القديمة مع التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة تاريخية وثقافية فريدة للزوار المصريين ومن جميع أنحاء العالم باعتباره أحد المعالم التاريخية البارزة.
ومن خلال هذه الشراكة الاستراتيجية، يمكن لحلول المباني الذكية من تحقيق كفاءة استهلاك الطاقة وخفض الانبعاثات الكربونية بما يتماشى مع رؤية المتحف المصري الكبير، والحفاظ على هذا الإرث التاريخي العظيم باستخدام التكنولوجيا.