الأحد 30 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

صوت المرأة طرب (2-4)

لطيفة ... سميرة سعيد
لطيفة ... سميرة سعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«فى نهاية الثمانينيات لم تكتف الساحة الغنائية بالأصوات النسائية المصرية فقط، بل كانت ساحة للتنافس للأصوات من جميع الجنسيات، من الشام والمغرب وتونس والخليج، وكان النصيب الأكبر فى التميز والانتشار والاستمرار للأصوات المغربية، خاصة الثنائى سميرة سعيد ولطيفة، وشكل الثنائى نموذجا وممثلا جيدا للأصوات القوية، والمعروفة بثقافتها واختلافها.

امتزج الثنائى بالثقافة العربية بشكل عام، والمصرية بشكل خاص، مما ساعدهما فى الانتشار أكثر، وتحقيق الشهرة والنجومية، ويتشابه الثنائى فى أوجه الصعود، والظروف المصاحبة لها، فى حلقة وصل بين آخر جيل للموسيقيين القدامى، أمثال محمد عبد الوهاب، وبليغ حمدى، وسيد مكاوى، إلى جيل عمار الشريعى وجمال سلامة إلى جيل الشباب الحالى».

 لطيفة..  بركة بخور «عبدالوهاب»

حصلت على مباركة موسيقار الأجيال وبليغ حمدى فى الانطلاق.. ومن أكثر سيدات جيلها «احترافية» وتجديدا ودراية بالتطورات الموسيقية

مشروع لطيفة الغنائي، منذ بدايته إلى الآن، من أكثر المشاريع ثراء وتنوعا، وكذلك تطورا وجهدا، ربما كان ذلك بسبب صفات شخصيتها، وهو المشروع الأكثر بحثا عن الجديد والمزيد من الاحترافية والإخلاص للموسيقى دون الأشياء الأخرى، ويظهر ذلك بوضوح سواء فى ألبوماتها الغنائية والأسماء التى تتعاون معها كشركاء فى العمل، أو فى التفاصيل الأخرى المصاحبة لعملها الموسيقي، مثل الدراسة -درست فى المعهد العالى للموسيقى وأنجزت دراسة عن الموال الشعبى فى المشرق العربى والمغرب العربي- والتدريب والتسويق والإنتاج، وأشكال عرض أغانيها للجمهور بكل جنسياته.

صوتها وحده كان كفيلا بأن يضعها فى المقدمة لفترة ما، ولكن ماذا لو لم يكن لديها ذلك الصوت بالدراسة والعمل والاحترافية؟ قد ينتهى مشروعها سريعا، مثل باقى النماذج الأخرى التى ظهرت بقوة واختفت سريعا، ولكنها لم تكتف بذلك، ربما إلى الآن، وهى من أكثر المميزات التى تجعلنى أنحاز إلى مشروعها الغنائي، قد يكون ذلك طبيعيا لأى مطرب، ولكن بالنظر إلى باقى منافسيها وزملائها تجده أمرا نادرا.

فى عام ٨٣ كانت أسرتها فى زيارة سريعة للقاهرة، وشاءت الصدف أن يسمع صوتها بليغ حمدي الذى استعدى فور سماعه صوتها الناشئ الشاعر عبدالوهاب محمد، كى يتسلم مهمة رعاية الموهبة، والذى ظل منذ تلك الزيارة إلى وفاته شريكا أساسيا فى مشروعها الغنائي، بكلماته، وبمباركة بليغ بدأت لطيفة الغناء من ألحانه، فى نهاية الثمانينيات بألبوم «يا مسا الجمال»، فى أغانى «مسا الجمال»، «ملقتش مثالك»، بالإضافة إلى «عندك شك فى إيه»، لسيد مكاوى.

ولم تفلت المراهقة التونسية من مباركة محمد عبد الوهاب الذى كان له دور فى رسم ملامح مسيرتها من القاهرة، قبل أن تتجه السيدة القادمة إلى الانطلاق فى مشروعها بمحطاته المختلفة، الذى كان أول منعطفاته تعاونها مع عمار الشريعي الذى ترجم إيمانه بموهبتها إلى ألحان وموسيقى، بجانب كلمات عبد الوهاب محمد وصوت لطيفة، لتظل تجاربهم المشتركة الأكثر انتشارا واستمرارا فى ذاكرة جمهورها، خاصة المصري، فى ألبومات «أكتر من روحى بحبك»، «بالعقل كده»، «حبك هادى»، مع دخول أسماء جديدة فى مشروعها مثل صلاح الشرنوبى، وحسن دنيا، وغيرهما، فى هذه الفترة أطلقت لطيفة عدة أغان مصورة، شكلت ملامح فترة التسعينيات الغنائية، مثل «بحب فى غرامك»، «اوعى تغير»، «حبك هادى»، «أصالحلك وماله»، «الدنيا بتضحك»، «أخيرا».

بعد هذه الفترة، بدأت لطيفة فى التسعينيات أيضا تحويل مشروعها الغنائى تجاه الثقافات الأخرى، وبدأت لأول مرة فى الاستعانة بثقافتها التونسية ومزجها بالمصرية، وكذلك العراقية فى تعاونها مع كاظم الساهر، وتسبب ذلك فى انتشارها بشكل أوسع، وخلق كاريزما خاصة لها، كمطربة عربية ذات خلفية تونسية، بالإضافة إلى الوصول إلى أكثر من فئة جماهيرية، بأغانيها المتنوعة الموسيقى واللهجات، وفى الكلمات التى ضم معجمها عددا من المصطلحات والكلمات والموضوعات الجديدة والجريئة، سواء فى الحب أو الأوطان على الساحة فى ذلك الوقت.

ألبومات: «واضح»، «أنا متنسيش»، «ماوحشتكش»، «الغنوة»، «تلومونى الدنيا»، و«حبيبى ماتروحش بعيد»، تعتبر عمود مشروعها الغنائي، ونتاج جهدها وانتشارها وتجريبها، بعد إبراز إمكانياتها فى الغناء بكل الألوان: المصري، الطربي، الجاز، الروك، العراقي، الفلكلور التونسي، وكذلك باللهجات المختلفة، سواء عامية مصرية أو تونسية وعربية فصحى، والأجنبية كالفرنسية، كما فى «إن شالله»، إلى أن تلخص ذلك فى النجاح الجماهيرى الفريد لـ«حبيبى ماتروحش بعيد»، فى نهاية هذه الفترة.

حققت لطيفة انتصارا جانبيا فى ذلك الوقت بالانتشار أوروبيا، عن طريق هذه الأغانى بنسخها المختلفة، وشركة «يونيفرسال»، وبحصولها على «ميوزيك أوورد»، وغيرها، وكان من الإمكان أن تستمر لطيفة فى ذلك المزيج الخاص للألوان المختلفة، لضمان الاستمرار والنجاح، إلى أن دخلت فى محطة جديدة، مع نهاية التسعينيات وبداية الألفية، بعد ألبوم «ماتروحش بعيد»، بتجربة «معلومات أكيدة»، «فى الكام يوم اللى فاتو»، و«أتحدى».

مع زياد رحباني، تعود لطيفة بمحطة جديدة، بتعاونهما الكامل فى «معلومات أكيدة»، مزيج الجاز والنكهة الرحبانية لأول مرة مع المطربة التونسية، لقاء موسيقى أثبت حقيقة هوس لطيفة بالتجديد والمغامرة، والإخلاص للموسيقى، وكذلك نحو مزيد من الاحترافية، تجربتها مع زياد جاءت فى وقت تتجه فى السوق نحو الموسيقى الإلكترونية بكل أشكالها، فى غياب للموسيقى الحية والكلمات الجديدة، ومع ذلك جاء المشروع الخاص شبه مغامرة ضد السائد، كلمات ذات معنى وأكثر عمقا، كما فى «امنلى بيت» و«عشقانة»، وموسيقى مستقلة وشريكة لكل ذلك.

بعد ذلك عادت لطيفة إلى المعاصرة والتجارية، فى «فى الكام يوم اللى فاتو»، بتعاونها مع الجيل الجديد من الموسيقيين، مثل وليد سعد، وتميم، وأحمد إبراهيم، رغم ذلك ظلت محافظة على مبدأ الإتقان والجودة، وظل صوتها الطربى المميز على رأس عناصر الأغنية، وأتبعت ذلك بفترة من الغناء بالخليجية، قبل أن تعود مرة أخرى العام الماضي، بألبوم «أحلى حاجة فيا»، الأكثر حيوية وشبابا.

جيل جديد من الموسيقيين تتعاون معه لطيفة فى ألبومها الأخير، ما بين الروح الشعبية والحفاظ على النكهة الطربية والتونسية، إلى الكلمات الخفيفة والموسيقى الإلكترونية بجانب الشرقية.

بجانب كل ذلك، تعتبر لطيفة من أذكى الأصوات النسائية فى التعامل مع قواعد السوق، فعرفت مبكرا أهمية الاستقلال فى الإنتاج وأهمية الصورة فى انتشار الموسيقى، والاحترافية فى الظهور والاختفاء، والحفلات واللقاءات الدائمة، فمنذ بدايتها تولى اهتماما خاصا بالفيديو كليب، وأماكن التصوير والمخرجين والصورة السينمائية، وإبراز الألوان والرقصات والمشاهد التمثيلية، بجانب حرصها على تصوير أكثر من أغنية فى كل ألبوم.

وعبر شركتها تنطلق تجاربها منذ بدايتها إلى الآن، رغم المحاولات القليلة فى التعاون مع جهات إنتاجية أخرى، إلا أن «لاتسيول» أو «لارين» هما الضمان والحافظ لحقوقها الفكرية والمادية طوال الوقت، وضمنا لها حرية الاختيار والتجريب والمغامرة والاستمرار، بعيدا عن الاحتكار أو التحكم الإنتاجي الذى يعتبر أكبر معوقات الموسيقيين فى الفترة الحالية.

 لطيفة التونسية، هكذا لقبت فى بدايتها الفنية، خاصة مع بداية إقامتها فى مصر كمراهقة من تونس تسعى لتدريب موهبتها، قبل احتراف الغناء، بعد تشجيع عدد من أعلام الموسيقى لها ولأسرتها بضرورة ذلك، مثل بليغ حمدى ومحمد عبدالوهاب، بعد أن رأيا فيها مشروع «أسمهان الجديدة».


سميرة سعيد.. غنى يا شهرزاد
آخر تلميذات مدرسة بليغ حمدى.. أكثر زميلاتها «إنتاجا»
عرفها الجمهور فى «قال جانى بعد يومين».. و«يوم ورا يوم» وضعتها على القمة
بدأت سميرة سعيد الغناء طفلة فى التاسعة من عمرها، وهى السمة التى تشترك بها مع عدد من زملائها من سيدات الغناء الحديث، الغناء فى سن صغيرة، وكذلك تشترك سميرة مع عدد من زميلاتها فى صفات وظروف عديدة، مثل أنغام ولطيفة، من حيث البدء مبكرا، والاتجاه إلى الخليج منذ الصغر، بالإضافة إلى المرور من بوابة بليغ حمدى ومحمد الموجى والجيل القديم من الموسيقيين، حتى أن الثنائى لطيفة وسميرة قدمتا نفس اللحن فى أغنية «مسا الجمال» لبليغ حمدى، فى بدايتهما، ولعل ذلك من القواسم المشتركة بينهما، بالإضافة إلى ظروف النشأة والتأثر بتراث وثقافة المغرب العربى، والبدء بالأغانى الطربية الطويلة، ثم التطور مع تطور الساحة الغنائية والسوق وشكل الأغنية مع مرور الوقت.
تعتبر سميرة من الجيل الأقدم على الساحة الغنائية، والأكثر استمرارا، حيث بدأت فى نهاية السبعينيات، قبل التجارب النسائية الأخرى، حيث رأى البعض أنها مشروع مكمل لوردة الجزائرية، التى كانت فى فترتها الذهبية فى ذلك الوقت، وكان لونها الغنائى هو السائد، من الأغانى الطربية المحدثة، خاصة بعد تبنى بليغ موهبتها، وتعاونه معها فى عدد من الأغانى والألبومات، حتى وفاته.
عاصرت «سميرة» عبدالحليم حافظ، ورددت بعض أغانيه، وحصلت على مباركة منه فى الغناء، وأنتجت العديد من الألبومات بشكل مستمر فى السبعينيات، بـ٧ ألبومات، من ١٩٧٦ إلى ١٩٨٠، بـ«الدنيا كدة»، «بلا عتاب»، «يا دمعتى هدى»، «بقى ده اسمه كلام»، «توهة»، «أحلام الأميرة»، «خلاص حبينا».
إنتاج غزير من الأغانى والألبومات فى بدايتها، حتى بعد عام ٨٠ استمرت بنفس القوة، بعض الأغانى استطاعت الانتشار، والبعض لم يلق الاهتمام المطلوب، وربما تسبب ذلك الإنتاج الغزير فى تلك الفترة إلى اختفاء تراث سميرة مع الوقت، وسط إنتاجها الحديث، خاصة المعاصر الذى لاقى انتشارا ونجاحا رقميا أكثر، بالإضافة إلى فوضى المحتوى الإلكترونى لها، بسبب تعاونها مع عدد من الجهات الإنتاجية، التى احتكرت بعضها والبعض مازال قيد إعادة تقديمه.
بالفعل، انتبهت سميرة إلى تلك الأزمة، وبدأ فريق عملها يعمل على إعادة ترميم أعمالها القديمة وتقديمه بشكل جديد ومرتب على قناتها على «يوتيوب»، ربما كان ذلك بعد الانفصال عن «عالم الفن»، الذى نبهها إلى أهمية امتلاك تراثها.
بالعودة إلى تتبع مسيرتها الأولى، تولى بليغ حمدى تلحين ما يقارب الأربعة ألبومات للشابة الصغيرة، فى «خلاص حبينا»، «أحلام الأميرة»، «توهه»، «ماليش عنوان»، وتلاقى مشروع سميرة مع مشروع بليغ فى ذلك الوقت، الذى كان مهتما بالفلكلور وإعادة التراث بشكل مختلف، خاصة فى ألبوم «توهه»، عام ١٩٧٨، والذى احتوى على أغنيتى «مسا الجمال»، و «تخونوه»، لعبدالحليم حافظ، والأغانى ذات الأصل الشعبي، مثل «صعيدى»، «هيلا هوب»، «سيدى يا سيدى»، «آه يا لمونى»، «فراق غزالى»، وغيرها.
اتجهت للغناء بالخليجية مبكرا، فى ألبومات «بلا عتاب» ١٩٧٧، «أسفة» ١٩٨٠، ورغم كل هذا الإنتاج المكثف، إلا أن علاقة سميرة بالجمهور، خاصة المصري، بدأت بشكل رسمى فى ألبومها «احكى يا شهرزاد»، مع جمال سلامة عام ١٩٨٣، والذى مثل ثورة فى مسيرتها، و بدء تناول أغانيها الطربية بشكل تجارى وشعبي، وبدء التعرف بشكل أدق على موهبتها ومشروعها وملامحها وصوتها المميز، خاصة فى أغانى «قال جانى بعد يومين»، «وحشنى بصحيح»، «احكى يا شهرزاد»، ربما تندرج تحت تصنيف «الأغانى الخالدة» لسميرة سعيد.
من أكثر بنات جيلها، ومن تبعها، إنتاجا، بمعدل ألبوم كل عام، وسجلت إلى عام ١٩٩٠، ما يقارب الـ٢٦ ألبوما، مع الاعتبار أن بعضها ضم أغنيتين، وأربع فقط، وأنتجت خلال هذه الفترة بعض الأغانى الإيقاعية الحديثة، بجانب استمرارها فى الغناء بالخليجية أيضا فى ألبومات «يابن الحلال»، «غريبة»، «شفت القمر»، إلى أن جاء ألبوم علامة جماهيرية أخرى فى مسيرتها «مش هتنازل عنك»، عام ١٩٨٧، وأغنيته الرئيسية التى جاءت مكملة لنجاح أغانى «احكى يا شهرزاد»، و«قال جانى بعد يومين».
صاحبة صوت متمرد، جريء، مميز، بدأت هادئة وانتهت عنيفة ومتمردة، قد يكون ذلك بسبب تقلبات الزمن، الذى أصبح سريعا وعنيفا بعكس ما كان عليه فى وقت صعودها، وظفت خلفيتها الموسيقية المغربية، ولهجتها وطريقة نطقها المميزة للحروف، فى التأقلم مع السوق الغنائية، وإعادة ترتيب الأوراق، بداية من التسعينيات، وهى التى شهدت تألقا واضحا لسميرة، وجماهيرية أكبر عما كانت عليه، فمسيرة سميرة تبدو إلى حد كبير طبيعية وهادئة فى الصعود.
بألبومات «ألو»، «انت حبيبى»، «كل دى إشاعات»، «عالبال»، «روحى»، و«ليلة حبيبى»، كانت فترة استراحة سميرة على القمة، بأغان ذات أسلوب خاص، مزيج من الأشكال الموسيقية المختلفة، واللمسة الطربية، والمغربية أيضا، وحظيت أغانى «عالبال» و«ليلة حبيبى»، و«حالة ملل»، و«بنضيع وقت»، «آه بحبك»، و«ميلاله»، بجماهيرية استثنائية، لتصل إلى فئات جماهيرية أخرى، استمرارا لما بدأته فى «احكى يا شهرزاد».
وتبعت هذه الفترة، استراتيجية جديدة لدى سميرة، بالتقليل من الألبومات، مع إطلاق المزيد من الأغانى الفردية، والجمهور الحديث، والذى أغلبه لم يتابع صعود السيدة مع بليغ وجمال سلامة والشرنوبي، رأى نضجها فى أصلها المغربي، بالأغنية الأشهر «يوم ورا يوم»، والتى صاحبت فترة انتشار القنوات الفضائية الأولى، مع الشاب مامي، فى الألبوم الذى يحمل اسم الأغنية، خاصة مع فريق عمل موسيقى شاب من عمرو مصطفى وخالد تاج الدين والموزع طارق مدكور.
الألبوم كان استراحة لسميرة من نوع آخر، ببداية حقبة موسيقية جديدة، عام ٢٠٠١، أثبت أنها قادرة على التفوق والانتشار أكثر بلهجتها الأصلية، والتى تلقى إعجابا لدى الجمهور المصرى خاصة، قبل أن تغيب عامين، وتعود بألبوم «قوينى بيك»، فى فترة تعاونها مع المنتج محسن جابر، وكذلك بـ«أيام حياتى»، فى ٢٠٠٨، الذى يعد آخر ألبوماتها، والذى صورت منه عددًا لا بأس منه من الأغانى ساهمت فى انتشار الألبوم بشكل جيد، مثل «قوام كده»، «حب ميئوس منه»، «قد الكلمة»، «الفضل يرجعلك».
لا نعرف فيما تفكر سميرة فيه الفترة الحالية، ربما ستشهد استراتيجيتها تغيرات أخرى، بالاعتماد على الأغانى المنفردة، مثلما فعلت مع آخر أغانيها «ما زال»، الذى ضرب المثل فى النجاح الذى يضاهى نجاح الألبومات الكاملة، وكذلك إثبات لصحة النظرية بأن اللهجة المغربية من أهم مفاتيح سميرة للنجاح، حتى وإن لم تفهم بعض الفئات ماذا تقول.
وعلى الجانب الآخر، نقطة مضيئة فى تاريخ سعيد، توسعها فى الغناء للأوطان، بعد أن ضربت رقما قياسيا فى الغناء لعدد من الجنسيات بداية من موطنها الأصلى إلى مصر والإمارات وليبيا وإفريقيا «كلنا إنسان - ٢٠٠٦»، و كذلك الفاتيكان والعراق وأربيل «٢٠١٣»، وبخلاف كل ذلك تمتلك سميرة صوتا مميزا وحروفا مميزة، بجانب تاريخها الطويل الذى سيظل سندا للسيدة الجديدة، والذى ما زال مغريا أيضا لها ولجمهورها فى إعادة ترميمه وإنتاجه مرة أخرى.