وقد أحدثت الدعوة التي أطلقها ممدوح على يوسف لأهالي
الصعيد برفع السلاح ضد الدولة في إشعال موجة غضب بين أبناء الجماعة، حيث كشفت مصادر
مقربة من الجماعة عن استياء حافظ وهاشم من إطلاق قيادات الجماعة في الخارج لتصريحات
غير مسئولة دون مراعاة عواقبها على أبناء الجماعة في ظل مخاوف من تصعيد أمني ضدهم في
ظل حساسية الموقف في الداخل خصوصا بعد أحداث المطرية وعين شمس وتفجيرات سيناء.
وحاول المهندس
أسامة حافظ نائب رئيس مجلس شوري الجماعة تفادي
هذا الأمر عبر إصدار فتوي حرم فيها الاعتداء على مؤسسات الدولة ورجال الشرطة والجيش
بوصفهم بالدماء المعصومة المحرم المساس بها، وهو ما أغضب قادة الخارج الذين اعتبروا
ما ذهب إليه حافظ وهاشم خنوعا وإذعانا للسلطات بل وشهدت شبكة التواصل الاجتماعي ومجموعات
الجماعة الإسلامية اتهامات متبادلة بالخيانة والعمالة لمؤسسات الدولة.
ولمواجهة هذه السجالات داخل الجماعة، عرض
الدكتور عصام دربالة رئيس مجلس شوري الجماعة
اللجوء إلى الجمعية العمومية لمواجهة هذه الصراعات ووضع حد للسجال المستمر حول الاستمرار
في تحالف دعم المعزول وحسم مسألة خوض الانتخابات من عدمه، لاسيما أن دربالة وكما يؤكد
ربيع على شلبي منسق حركة أحرار الجماعة يتخذ موقفا وسطا بين الداخل الراغبة في التهدئة
وقيادات الخارج الداعمة للاستمرار في تحالف الإخوان.
وأشار شلبي إلى أن دربالة طالب قيادات
الخارج بالكف عن إصدار مواقف ضد الدولة في الوقت الحالي حتى لا تدفع كوادر الجماعة
ثمن هذا التصعيد غاليا وهو ما لم يجد أدنى استجابة، حيث استمر تصعيد الزمر وممدوح على
يوسف وأبوالعلا عبدربه ضد الدولة والجيش لدرجة الشماتة في ضحايا الهجوم على الجيش.
ونبه شلبي إلى أن دربالة يحاول بكل السبل
إنفاذ سفينة الجماعة الغارقة باتخاذ مواقف تدين العنف ضد مؤسسات الدولة وتنظم ندوات
ومؤتمرات ضد التكفير والتفجير حتى تظهر الجماعة في مظهر من يحترم مبادرة وقف العنف
والمراجعات الفكرية ويقطع الطريق على محاولات حل حزب البناء والتنمية وإدراج الجماعة
في لوائح الإرهاب.
وفي السياق ذاته، وصف المهندس عبد الرحمن صقر القيادي في جبهة إصلاح الجماعة،
إن الخلافات بين قيادات الجماعة في الداخل والخارج بأنها خلافات حقيقية حول توجهات
الجماعة وليس تقسيما للأدوار فاتهامات التخوين والعمالة المتبادلة بين القيادات لا
يمكن أن تأتي في هذا السياق أبدا وتعكس انقساما حول الموقف من الإخوان والسير وراء
الجماعة لأخر الشوط.
ونبه إلى أن الحديث عن عقد جمعية عمومية
للجماعة لحسم موقفها من مختلف التطورات السياسية يكشف وصول الخلافات إلى درجة كبيرة
بشكل يصعب معه احتواؤه وهي تقليد دأبت عليه الجماعة الإسلامية حين تشتد الخلافات حيث
يتم اللجوء لعمومية طارئة للخروج من الأزمة.