الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

3 أمراض تتسبب في وفيات 20 مليون شخص سنويًا.. 300 خبير يبحثون سبل الرعاية الصحية لأمراض القلب والكلى والتمثيل الغذائي

أمراض القلب
أمراض القلب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يعاني العالم من ارتفاع نسب الوفيات المرتبطة بالأمراض، ويواجه إقليم شرق المتوسط والذي تقع ضمن نطاقه "مصر" عبئًا ضخمًا في معالجة الأمراض غير السارية، وتفرض حالات الطوارئ الإنسانية المتكررة في الإقليم ومنها النزاعات والكوارث الطبيعية وأزمات الصحة العامة، ضغوطًا هائلة على نُظُم الرعاية الصحية، مما يجعل تقديم رعاية متخصصة، مثل الغسيل الكلوي، أمرًا صعبًا للغاية. 

وتأتي أمراض القلب على قائمة الأمراض المسببة للوفيات،عالميًا، حيث تًعد أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالميّ، وارتفعت كذلك الوفيات الناجمة عن مرض السكري بنسبة 70% على الصعيد العالمي بين عامي 2000 و2019، مع زيادة بنسبة 80% في الوفيات بين الذكور.

وفي إقليم شرق المتوسط، ازدادت الوفيات الناجمة عن مرض السكري بأكثر من الضعف، وهي تمثل أكبر نسبة مئوية من الزيادة في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية. 

ويُعد داء السكري أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى، وتشير التقديرات إلى أن داء السكري ومرض الكلى الناجم عنه تسببا في عام 2019 في حدوث نحو مليوني حالة وفاة.

السبب الرئيسي للوفاة على الصعيد العالميّ

كشفت الصحة العالمية في إحصائياتها أن أمراض القلب والأوعية الدموية هي المسبب الأول في الوفاة حول العالم، حيث تسببت في وفاة نحو 17,9 مليون شخص بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في عام 2019، أي ما يمثل نسبة 32٪ من مجموع وفيات العالم، منها نسبة 85٪ كانت وفيات ناجمة عن النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

وأوضحت الصحة العالمية أن أكثر من 75% من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية، تحدث في البلدان المنخفضة والمتوسّطة الدخل.

كما تسبّبت أمراض القلب والأوعية الدموية في وفيات نسبتها 38٪ من أصل الوفيات المبكرة (دون سن 70 عاماً) البالغ عددها 17 مليون وفاة بسبب الأمراض غير السارية في عام 2019.

وقالت الصحة العالمية أن داء السكري يُعد أحد الأسباب الرئيسية للعمى والفشل الكلوي والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وبتر الأطراف السفلى. وارتفعت معدلات الوفيات المبكرة الناجمة عن داء السكري بنسبة 3% في الفترة بين عامي 2000 و2019.

مضاعفات متزايدة مع ترابط الأمراض

وحذر خبراء الصحة من وجود ترابط بين أمراض القلب، وأمراض الكلي، وأمراض التمثيل الغذائي، خاصة في ظل الحالة التي يعاني منها العالم من صراع سياسي، ونزاعات وكوارث طبيعية، حيث يؤدي ترابط الإصابة بتلك الأمراض إلى تفاقم أوضاع المصابين بها، ومضاعفة الأعباء على حياة المرضى.

وحرص 300 خبير من الأطباء خلال الملتقي العلمي لرعاية أمراض القلب والكلى والتمثيل الغذائي على مناقشة أحدث التطوّرات في مجال علاج هذه الأمراض في المنطقة، حيث يتسبب الترابط المعقد بين القلب والأوعية الدموية والكلى والتمثيل الغذائي، فإن إصابة أحدها بالمرض، من شأنه أن يؤثر على الأداء الوظيفي لباقي الأنظمة، مما يزيد من نسبة حدوث مضاعفات

ارتفاع أعداد مرضى السكري

وأوضح الدكتور إبراهيم الأبراشي، استاذ الأمراض الباطنة والسكري والغدد الصماء في كلية الطب جامعة القاهرة، زميل الكلية الملكية  للأمراض الباطنة ايدنبرغ، أن الزيادة المتنامية في معدلات الإصابة بمرض السكري في المنطقة، تتطلب منا المزيد من الاهتمام وتضافر الجهود. 
وأضاف استاذ الأمراض الباطنة أن التوقعات تشير إلى ارتفاع عدد المصابين بمرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة  86% ليصل إلى 136 مليون بحلول عام 2045؛ ولذلك يحتم علينا الآن أكثر من أي وقت مضى أن نسهم في إحداث تحولٍ حقيقي في فهمنا لهذه الأمراض المترابطة وطرق علاجها، ومن الضروري لذلك اعتماد منهج شامل متعدد التخصصات لتعزيز حماية صحة القلب والكلى لدى مرضى السكري من النوع التانى."

ومن جهته قال البروفيسور ميرلين توماس، أخصائي سريري ومدير برنامج في قسم أمراض السكري بجامعة موناش، أن الاجتماعات والفعاليات مثل "منتدى رعاية أمراض القلب والكلى والتمثيل الغذائي" واجتماعات ميديكس العلمية للخبراء  تلعب دوراً هاماً في رفع مستوى الوعي حول التشخيص المبكر والتدخل العلاجي في حالات مرض الكلى المزمن و الأمراض المترابطة. 

كما تسلط هذه الفعاليات الضوء على أهمية مراقبة المرضى المعرضين لخطر الإصابة بمرض الكلى المزمن من خلال نوعين من التحاليل والاختبارات، وهي تحليل نسبة الألبومين إلى الكرياتينين واختبار الدم لمعدل الترشيح الكبيبي." 

وأضاف البروفيسور عبدالله العنيزي، استشاري امراض القلب والصدرية، أن مرض قصور عضلة القلب يؤثر حالياً على أكثر من 64 مليون شخص في العالم، ويُلاحظ أنّ المعدل الوسطي لمرضى قصور القلب في الشرق الأوسط أقل بعشر سنوات على الأقل من نظرائهم في الغرب، ويعكس ذلك أهمية الملتقيات العلمية ودورها في تشجيع البحث والنقاش الطبي للوصول إلى سبل وأدوية أكثر فاعلية.

الكشف والتشخيص المبكر

وحرص الملتقى العلمي لرعاية أمراض القلب والكلى والتمثيل الغذائي من خلال اجتماع 300 من الخبراء  في مجالات الطب المختلفة التأكيد على أهمية الكشف والتشخيص المبكر لهذه الأمراض ومدى ترابطها، واستعراض أحدث الأبحاث والمعطيات حول أمراض القلب والكلى والتمثيل الغذائي ومبادئ العلاج الموصى بها.

وركز الملتقى هذا العام على أهمية الكشف والتشخيص المبكر في حالات مرض الكلى المزمن، وأهمية إجراء المرضى المعرضين بالإصابة بهذه الأمراض لفحوص وتحاليل دورية للكشف عن العلامات الأولية للأمراض الكلوية.

وتضمّن الملتقى ورش عمل لدراسات حالة تفاعلية بإشراف خبراء من المنطقة والعالم، تحاكي الحالات السريرية الواقعية التي يتعامل معها الأطباء المشاركون.