الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

المسيرات.. تطور خطير في استراتيجيات الجماعات المسلحة غرب أفريقيا

سلاح المسيرات
سلاح المسيرات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استهدفت طائرة مسيرة سوقًا شعبية في منطقة تيلابيري النيجرية الواقعة على الحدود مع مالي وبوركينا فاسو والتي تعد أخطر المناطق التي ينشط فيها عناصر جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة، وأسفر الهجوم عن سقوط عدد كبير من الضحايا للمرة الأولى من نوعها باستخدام هذا السلاح في المنطقة.

وقالت وسائل إعلام نيجيرية إن الهجوم وقع صباح الخميس 17 أكتوبر الجاري بأحد الأسواق في منطقة تيلابيري وخلال نقل المصابين إلى أحد المستشفيات وقع هجوم آخر على المستشفى بالأسلوب نفسه فيما لم تعلن أية جهة مسؤوليتها عن الحادث.

في حين نفت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين الحادث، واتهمت السلطات بالمسؤولية عن الحادث وقالت في بيان أصدرته الأحد عبر مؤسسة الزلاقة الإعلامية الذراع الإعلامي للجماعة إنها تدين بأشد عبارات الاستهجان والاستنكار الاستهداف الهمجي والتشنيع لمجموعة من الأبرياء العزل بطريقة وصفتها بأنها الأولى من نوعهها ي منطقة تيلابيري حيث أقدمت مسيرة قتالية على قصف سوق شعبية صباح الخميس 17 أكتوبر 2024م ثم لم تكتف اداة القتل بهذا الفعل الإجرامي الجبان بل لاحقت جرحى الاستهداف الأول بعد نقلهم للعلاج لتقصفهم مرة ثانية في مستشفى قرية سينغي توندي بنفس المنطقة. ووجهت الجماعة الاتهام إلى السلطات النيجرية التي لم تعلن عن هوية مرتكب الحادث حتى اللحظة.

ولم تتضح بعض هوية الجهة المنفذة للعملة جديدة من نوعها في ظل الصراع المشتعل في المثلث الحدودي الأخطر في إفريقيا بين كل من مالي والنيجر وبوركينا فاسو والذي تدور فيها عمليات عسكرية بين تحالف أمني يتكون من القوات الأمنية للدول الثلاثة مدعومة من بعض الدول الأوربية التي بدأت تنسحب رويدا رويدا من المنطقة.

ولم تفلح عمليات عسكرية أطلقها جيش النيجر من أجل قصقصة أجنحة الجماعات المتطرفة وتأمين القرويين في التقليص من الهجمات التي لا تسبب فقط خسائر في الأرواح بل أيضاً في ممتلكاتهم، إذ يستولى المسلحون على مواشيهم ووممتلكاتهم من أجل تمويل عملياتهم الإرهابية والتي راح ضحيتها عشرات من القرويين في ظل الهجمات المتزايدة.

وتتصاعد مخاوف المزارعين من هجمات يشنها مسلحون مرتبطون بتنظيمي "داعش - فرع الصحراء الكبرى" و"القاعدة" الإرهابيين.

المسيرات

وتسعى الجماعات المسلحة في غرب افريقيا للحصول على أسلحة غير تقليدية في صراعها ضد السلطات المحلية أو بينها وبين بعضها البعض كالحال بين أفرع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيين، خاصة في المثلث الحدودي المشتعل بين كل من مالي وبوركينا فاسو والنيجر.

وتشير تقارير أممية إلى أن الطلب على الطائرات المسيرة تزايد في السنوات الأخيرة في مناطق النزاع في إفريقيا لاستخدامها كأداة جديدة في الحروب الداخلية، وتسعى الجماعات المسلحة بأي شكل من الأشكال للحصول على ذلك النوع من السلاح، وقد ذكر المبعوث السابق للأمم المتحدة إلى ليبيا بأن سماء ليبيا أصبحت أكبر مسرح لحرب المسيرات في العالم.

ويشير هذا التصريح إلى خطورة الوضع في المنطقة نتيجة الاتصالات المستمرة بين أفرع تنظيمي داعش والقاعدة العابرة للحدود والتي من السهل حصولها على ذلك السلاح وتهريبه عبر الحدود نظرا لسهولة نقله. ومن ثم استخدامه في الصراع المسلح بينها وبين بعضها البعض أو بينها وبين السلطات المحلية.

وتبذل الجماعات الإرهابية جهوداً متزايدة في استغلال الطائرات المسيرة التجارية الصغيرة لشن هجماتها المسلحة، وتعد جماعة "بوكو حرام" في نيجيريا رائدة في هذا المجال، كما أن الحكومة النيجيرية تستخدم طائرات مسيرة صينية الصنع مسلحة ضد "بوكو حرام"، بينما تطور أيضاً طائراتها المسيرة المحلية بدعم من باكستان، إضافة إلى تنظيم "داعش" والتنظيم المنافس له في إقليم غرب أفريقيا "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم "القاعدة"، ويتشابك نشاط هذه الجماعات من غرب القارة في مالي إلى بوركينا فاسو وساحل العاج والنيجر والسنغال وموزمبيق ونيجيريا والكاميرون وتشاد، وصولاً إلى شرقها في كينيا والصومال وإثيوبيا.

من الفاعل؟

ومع عدم وضوح هوية مرتكب الحادث وسط تبادل الاتهامات بين كل من فرع تنظيم القاعدة في النيجر المتمثل في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وبين السلطات النيجرية، إلا أن هناك احتمالا ثالثا يمكم أن يكون تمكن من الحصول على المسيرات من دول الجوار لإحكام فرض سيطرته على الأرض ولا يرغب في الإعلان عن ذلك الآن خاصة في ظل اشتعال الصراع مؤخرا بين كل من فرع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش اللذين بدأ استهداف المدنيين بصورة مباشرة خلال الفترة الأخيرة.