تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق
من أطرف ما سمعت أن الثورة التي دعت إليها الجبهة السلفية يوم الجمعة القادم والتي لقبتها بـ "الثورة الإسلامية" ولم تجد من يتعاطف معها من بين أطياف الشعب المصري وقواه الحية والنابضة إلا فصيلين هما الحشاشون والإخوان!.
فعند ركوبي أحد التاكسيات للوصول إلى جامعة القاهرة لحضوري أول اجتماع تحت قبة الجامعة لمجلس شئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة بعد تعييني وكيلاً لكلية الإعلام، حاولت أن أتجاذب أطراف الحديث مع سائق التاكسي في محاولة للتعرف على نبض الشارع المصري. فقلت له من سيشارك في الثورة بتاعة الجمعة 28 نوفمبر، فبادرني بإجابة مذهلة وصادمة في آنٍ واحد، حيث قال لي: "يا بيه الثورة اللي جاية غير اللي فاتوا لأن الحشاشين هيشاركوا فيها.. وربنا يستر على البلد".
فتعجبت من هذه الإجابة ، وبادرته بالتعليق لكن آخر إحصاء رسمي يقول إن 5% من المصريين (حوالي أربعة ملايين ونصف المليون) يتناولون المواد المخدرة من حشيش وحبوب وترامادول وهيرويين وخلافه، وهم لا يجدون صعوبة في الحصول على التموين من هذه المواد المخدرة جميعها ، وإلا كانوا عملوا مسيرة أو اعتصام للمطالبة بتوفير المخدرات، فلماذا إذن ينضم الحشاشون إلى الثورة القادمة يا اسطى؟!.
فأجابني سائق التاكسي بإجابة أكثر غرابة، وقال لي يابيه انت فاهم الحكاية غلط .. فقلت له: طب ياريت ترسيني على الموضوع .. فقال لي: أصل الحكاية أن سائقي النقل والتباعين بعد المصايب والحوادث اللي عملوها وراح فيه ناس كتير وهمه متخدرين لأن المخدرات بتساعدهم على العمل الشاق والسهر دون أن يشعروا بالتعب .. والحكومة مش سايباهم في حالهم .. وبتعمل لهم لجان فيها دكاترة علشان يكشفوا عن اللي بيتعاطوا مخدرات .. واللي يبان إنه بيتعاطى بيحبسوه ويسحبوا منه الرخصة ويلغوها.. علشان كده سواقين النقل والتباعين ناويين للحكومة على نية سودا .. وهينزلوا للمشاركة في الثورة .. علشان ينكدوا على الحكومة زي ما نكدت عليهم.
فقلت لسائق التاكسي: بس دول مقدور عليهم .. وياما الشرطة اتعاملت معاهم .. وهتعرف توقفهم عند حدهم، فقال لي: برضه انت مش لاقط الصورة كويس.. فقلت له ليه، فقال لي: أصل الحكاية مش سواقين النقل والتباعين بس، ولكن هناك تجار المخدرات وصبيانهم اللي بيبيعوا المخدرات على الطريق للناس دول، واللي اتخربت بيوتهم بعد انصراف السواقين والتباعين عن شراء المخدرات منهم خوفاً من الحكومة اللي مترشقة على الطريق وبتفتش عن المخدرات في جيوبهم ودمهم .. ودول هينزلوا تضامناً مع زبائنهم، والتجار التُقال منهم هيدفعوا فلوس لرجالتهم وللبلطجية علشان ينزلوا يشاركوا في الثورة .. علشان يخربوا بيت الحكومة زي ما خربت بيوتهم.. فقلت لسائق التاكسي: والله يا اسطى الظاهر عندك حق .. باينه موضوع كبير .. ربنا يستر على البلد .. مش ناقصة كمان غير الحشاشين وتجار المخدرات.
وبعد أن أنهيت حواري مع سائق التاكسي عدت بظهري إلى الوراء مستنداً على مسند المقعد الذي أجلس عليه، حيث وجدت ذهني شارداً يفكر فيما كتبه الصديق العزيز د. محمود خليل في عموده اليومي بصحيفة " الوطن" في 21 من يوليو الماضي عما أوردته كتب التاريخ عن فرقة "الحشاشين" التي يُنسب براءة إنشائها إلى "الحسن الصباح" كبير الحشاشين الذي كان يسيطر على أتباعه بمخدر الحشيش حتى ينفذوا له ما يريد لتحقيق أهدافه.
ثم قفز في ذهني فجأة السؤال الأهم: لماذا اتفق الإخوان والحشاشون على تأييد مايُسمى خطأً "الثورة الإسلامية"؟ .. وهنا استرجعت قرارات العفو الرئاسي أيام مرسي عن بعض المسجونين، وكان من بينهم عددٌ لا بأس به من تجار المخدرات، وهو ما استغربه البعض حينها، وفسره البعض الآخر بأن المحبوسين من الإخوان كانت لهم علاقات جيدة بهؤلاء التجار في أثناء فترة حبسهم وكانوا يقدمون لهم الخدمات، فأراد الإخوان أن يردوا لهم الجميل بعد وصولهم إلى الحُكم.
وأخشى ما أخشاه وفقاً لـ "حديث التاكسي" أن يأتي الدور على تجار المخدرات وصبيانهم والبلطجية الذين يستطيعون حشدهم وتوجيههم بالمخدرات والمال علاوة على الحشاشين لرد جميل الإخوان، والانضمام للثورة المزعومة، للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي الذي شهد الحشاشون وتجار المخدرات في عهده أزهى عصور الديمقراطية.. ألا تُكَبِرون..!!.