الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

قراءة في الصحف

الإخوة الأعداء .. عن جريدة زيوددويتشه تسايتونج

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بقلم يوشكا فيشر*
تقع مصر موقع القلب من الثورة العربية حتى لو كانت ثورة تونس قد سبقتها ولكن مصر بموقعها الجغرافي السياسي وشعبها الكبير وتاريخها العريق تمثل القوة المركزية للمنطقة العربية، وهي البلد– وليس غيرها- التي تحدد مسار تاريخ العالم العربي- الشرق الأوسطي- ولذا كان لا بد من طرح السؤال الأكاديمي عما عايشناه هناك مؤخرًا من إطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب محمد مرسي، وهو هل كان ذلك ثورة مضادة تقليدية في هيئة انقلاب عسكري أم أنه بمثابة إعاقة لاستحواذ الإخوان المسلمين التام على السلطة بعد انهيار نهائي لاقتصاد البلد، وانزلاقه إلى فوضى الديكتاتورية الدينية؟
شرعي ربما.. لكنه ليس قانونيا
على ضفاف النيل قام الجيش بانقلاب واستعادت قوى نظام مبارك القديمة السلطة، وقد حدث ذلك بدعم الأقلية الليبرالية ذات التوجه الغربي، وشباب الطبقة المتوسطة بالمدن الكبرى، ولكن هذا لا يمنح الانقلاب وضعا قانونيا، وإنما نوع ما من الشرعية.
فماذا سيحدث في مصر؟ هل ستتكرر المأساة الجزائرية حين انقلب الجيش على القوى الإسلامية الفائزة في انتخابات 1991، المأساة التي أدت إلى حرب أهلية دموية دامت عشر سنوات؟ وهل تعود الديكتاتورية العسكرية ثانيةً- فقط بدون مبارك؟ أم ينشأ نوع من ديمقراطية كمال أتاتورك التي يكون للجيش فيها الكلمة الأخيرة؟ إن الخيارات الثلاثة متاحة.
إن توزيع القوى الأساسي في المجتمع المصري ما زال كما هو فالجيش والإخوان ما زالا عنصري القوة الحاسمين، أما الليبراليون ذوو التوجه الغربي- كما نرى- فيمسكون بطرف ثوب الجيش، وعلينا ألا ننسى من كان البديل لمرسى في انتخابات الرئاسة لم يكن سوى الفريق أحمد شفيق، القائد العسكري السابق وآخر رئيس وزراء بعهد مبارك، أي الرجل الذي لا يمكن بأي حال أن يكون ليبراليًّا.
ليست السلطة وإنما التقدم
لن يكون فوز الإخوان أو الجيش هو الذى سيمثل انتصار الديمقراطية، فإن مبلغ طموح الإخوان من الاستحواذ على السلطة يمكن قياسه على مثال حماس بغزة، وما يبتغيه الجيش المصري يمكن أن نرى مثاله في ديكتاتورية الستين عاما التي عاشها هذا البلد.
ولكن هناك عنصر ثالث جديد لا يملك قوة سياسية أو عسكرية، ولكنه يملك الكثير من قوة الإبداع، وقوة الشرعية إنه شباب الطبقة المتوسطة بالمدن الكبرى، وهم مفوهون يتواصلون من خلال شبكة التواصل الاجتماعي وهم الذين يحددون الصورة، خارج مصر تحديدًا.
إن هذا الجيل لا يطمح إلى السلطة وإنما يسعى إلى التقدم ويريد صوغ حياة كتلك التي في الغرب، هذا الجيل يبغي المستقبل في المقام الأول، فإذا صار لهذه الحركة تأثير على السياسة المؤسسية فإنها سوف تكون هي القوة الحاسمة حقًّا.
* وزير خارجية ألمانيا السابق وزعيم حزب الخضر