الثلاثاء 01 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

خبير آثار يكشف عن بانوراما عسكرية مسيحية وإسلامية على أرض سيناء

وزارة الآثار
وزارة الآثار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار أن هناك شخصين بسيناء شكلا الفكر العسكرى بها فى الفترة البيزنطية والعصر الإسلامى، وهما الإمبراطور جستنيان، والقائد صلاح الدين الأيوبی اللذان أثرا فى تاريخ سيناء تاركان أعظم الآثار، ومنها دير سانت كاترين وقلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا.
وقال ريحان "إن الإمبراطور جستنيان الذى حكم فى الفترة من 527 إلى 565م كان له دور حضارى عظيم مبنى على إدارة جيدة حافظت على المصالح الاقتصادية للإمبراطورية من خلال خطة حربية لبناء تحصينات على الحدود الشرقية للإمبراطورية من حدود سوريا إلى شمال أفريقيا لتحمى طرق التجارة ضد قبائل الصحراء والجبال الوعرة".
وأضاف أن نماذج تلك الحصون أصبحت نماذج للأديرة المسيحية الكبيرة حتى ولو لم تكن هناك ضرورة حماية عسكرية للمكان، وشاع بناء الأديرة المحصنة بعد ذلك، موضحا أن هذه الحصون البيزنطية كانت ضخمة البناء تقيم فيها حامية بيزنطية منصرفة إلى الناحية العسكرية.
وأكد ريحان أن عصر جستنيان يعتبر هو عصر البناء الأعظم فى تاريخ الدولة البيزنطية سواء داخل أو خارج العاصمة القسطنطينية، وكان يهدف من ذلك إلى توحيد الإمبراطورية وإرساء وتوطيد المبادئ الأرثوذكسية وتأمين الحدود.
وأشار إلی أن منشآت جستنيان بسيناء متعددة أشهرها دير سانت كاترين، وإن كان السبب المباشر لبناء دير سانت كاترين هو الاستجابة لمناشدة الرهبان حول الجبل المقدس ولكنه وجدها فرصة لتحقيق أهدافه الأبعد من ذلك، وهى تأمين الحدود الشرقية للإمبراطورية والدفاع عن مصر ضد أخطار الفرس، لذلك حرص على تحصين مداخل سيناء وبنى عدة نقاط للحراسة على رؤوس التلال المهمة بين العريش ونخل بوسط سيناء.
وتابع أن زوجة جستنيان المحبوبة ثيودورا شاركته فى الحكم، وهناك نقش باليونانية على أحد عوارض السقف بكنيسة التجلى بدير سانت كاترين، وترجمته (لأجل تحية ملكنا التقى جوستنيان العظيم لأجل إحياء ذكرى وراحة ملكتنا ثيودورا)، لافتا إلی أنه أنشأ دير طور سيناء فى القرن السادس الميلادى، الذى أطلق عليه دير سانت كاترين فى القرن العاشر الميلادى، لإحياء ذكرى زوجته ثيودورا.

وبالنسبة للشخصية الثانية القائد صلاح الدين الأيوبى، أوضح ريحان أن الفكر الاستراتيجي له قد تبلور فى المنشآت العسكرية بسيناء ممثلا فى قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا الذى بناها عام 1171م من الأحجار النارية التى أخذت من التل نفسه المبنية عليه القلعة، علاوة على استغلال موقع جزيرة فرعون نفسها كعنصر دفاعى، حيث تحيط بها المياه من جميع الجهات.
وقال "إن التشكيل الجيولوجى للتل الذى بنيت عليه القلعة، وهو كتل شديد الانحدار مكنته من زيادة مناعة القلعة المبنية عليها لصعوبة تسلقها كما كان اختياره للموقع نفسه عند رأس خليج العقبة اختيارا موفقا مكنه من الإشراف والمراقبة للمنطقة كلها من جزيرة فرعون حتى أيلة المقابلة للجزيرة، ومكنه ذلك من صد حملة الأمير الصليبى أرناط عام 1182م على القلعة.
وأضاف أن ارتفاع الموقع 35م فوق مستوى سطح البحر ساهم فى تخصيص برج لتربية الحمام الزاجل الذى استخدم فى المراسلات بين القلعة والقيادة المركزية فى القاهرة، كما تتوفر بالقلعة مصادر المياه العذبة من خلال خزانين للمياه أحدهما يعتمد على مياه الأمطار والآخر على المليء يدويا من بئر طابا وتحميله بالمراكب.
وأكد ريحان أن الفكر العسكرى لصلاح الدين تجسد أيضا فى قلعة الجندى، التى تبعد 100كم جنوب شرق نفق الشهيد أحمد حمدى وسميت بهذا الاسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى، حيث توفرت لها كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645م فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6م، مما يزيد من مناعتها.
وأوضح أن هناك لوحات تأسيسية لهذه المنشآت وتحف منقولة وأيقونات تشكل جزءا لا يتجزأ من منظومة الفكر العسكرى على أرض سيناء على مر العصور.